تحقيقات
كشف المستور عن علاقة قطر وإيران المشبوهة ودعمهما للإرهاب على مدار السنوات الماضية
فضيحة جديدة ضربت دولتي قطر وإيران بعد الإعلان عن مقتل الرجل الثاني في القاعدة الملقب بـ”أبو محمد المصري” في إيران، وتردد أنباء حول وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الدوحة، ليتم كشف المستور عن علاقة قطر وإيران المشبوهة ودعمهما للإرهاب على مدار السنوات الماضية.
وتولى أيمن الظواهري زعامة تنظيم القاعدة الإرهابي خلفاً لأسامة بن لادن، بعد ما كان ثاني أبرز قياديي القاعدة العسكرية التي تصنفها معظم دول العالم كمنظمة إرهابية من بعد أسامة بن لادن، وزعيم تنظيم الجهاد الإسلامي العسكري المحظور في مصر، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وقال المعارض القطري، خليفة الغفراني المري، على حسابه في تويتر، إن “أيمن الظواهري هو صندوق أسرار النظام القطري وليس مستبعد إطلاقاً أن النظام هو من قام بتصفيته في مقر إقامته بالدوحة”. وأضاف “لنتذكر أبرز العمليات التي نفذها الظواهري للنظام القطري هي عملية نقل القاعدة الأمريكية من السعودية إلى قطر تحت مسمى اخرجوا المشركين من جزيرة العرب”.
أما سعيد بن نبيل قال على حسابه “من المفارقات #وفاة_الظواهري_في_قطر وهو نائب تنظيم القاعدة الإرهابي الذي نشر الدمار والقتل في العالم والأغرب أنه لم تفرض عقوبات على الدوحة في حين فرضت على السودان، في كل يوم تتوهج شمس الحقيقة لتؤكد حكمة توجه الرباعي العربي تجاه قطر”.
فيما قال يوسف بوخليفة على حسابه الشخصي بموقع تويتر “إن الظواهري نائب بن لادن وزعيم القاعدة يموت في دويلة قطر الداعمة للإرهاب ودول أوروبا وأمريكا كأن على رؤوسهم الطير”.
وتساءل “إلى متى غض البصر عن إرهاب قطر؟، بالنا طويل وحبل الإرهاب قصير”.
وانخرط الظواهري المولود في القاهرة من عائلة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين، وجده ربيع الظواهري تقلد منصب شيخ جامع الأزهر، في نشاطات حركات الإسلام السياسي في سن مبكرة، وهو لا يزال في المدرسة، وقد اُعتقل في سن 15، لانضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، وفي 1981، اعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات.
وتولى الظواهري قيادة التنظيم في أعقاب مقتل بن لادن على يد قوات أمريكية في الثاني من مايو 2011. وكان غالباً يشار إليه بالساعد الأيمن لأسامة بن لادن والمنظّر الرئيسي لتنظيم القاعدة الإرهابي.
في مطلع أغسطس، وردت أنباء عن اغتيال “رجل” وابنته في شارع باسداران في أحد أرقى أحياء شمال العاصمة الإيرانية طهران، وبحسب شهود عيان، قام رجل بإطلاق 5 طلقات على “الرجل” وابنته وكانا في سيارة متوقفة في الشارع، ثم لاذ بالفرار على درّاجة هوائية.
وتضاربت الأنباء حول هوية الرجل المقتول، وقالت السلطات الإيرانية إن الرجل كان مدرس تاريخ اسمه حبيب داوودي يبلغ 58 عاماً، وكانت معه ابنته مريم وتبلغ 27 عاماً، فيما قالت وسائل إعلام مثل وكالة فارس إن المقتول كان لبنانياً.
وبعد ثلاثة أشهر من الواقع، وتزامناً مع الإعلان عن وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، اتضحت التفاصيل الآن وأكد مسؤولون أمريكيون أن من قتل في إيران هو “عبد الله أحمد” الملقب بـ “أبو محمد المصري”، الرجل الثاني في القاعدة، نائب الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وابنته مريم هي أرملة حمزة بن أسامة بن لادن، تزوجها في 2005.
ولعب المصري دوراً مهماً في القاعدة، كان قائداً ميدانياً وعضواً في مجلس شورى القاعدة، ويُقال إنه أكثر نفوذاً حتى من سيف العدل، وهو العقل المدبر لتفجير سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا.
ويعد أبو محمد المصري أحد قيادات القاعدة الذين فرّوا إلى إيران مع عائلاتهم بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، وأطلقت إيران سراح بعضهم كما حدث مع أبي القسام الأردني مثلاً الذي أطلق سراحه في صفقة تبادل مع القاعدة في اليمن، لكن بقي قياديون آخرون أو بالأحرى فضلوا البقاء في إيران ضمن “ترتيب” مع السلطات الإيرانية يتجولون بموجبه بحرية في إيران وإن مُنعوا من السفر، ومن أبرز هؤلاء سيف العدل وأبو محمد المصري.
ووفقاً لما نقلته نيويورك تايمز، فإن المصري كان أحد المؤسسين للقاعدة، كما كان من المتوقع تسلمه قيادة التنظيم بعد زعيمه الحالي، أيمن الظواهري.
وقال عبد الله الزهراني أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تويتر “إن اعلان وفاة ابو محمد المصري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في ايران في أغسطس الماضي عرفتم يا عراقيين الآن أن داعش والحشد صنيعه إيرانية ويلصقون التهم بالدول العربية. إيران الشر والفساد والإجرام الشياطين تأخذ دورات في إيران من كثر ماهي إجرامها وخستها فاق الخيال”.
أما مشعل الخالدي قال على حسابه في موقع تويتر “في ايران، عملاء إسرائيليون قاموا بتصفية الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري، قتل أبو محمد المصري في أغسطس”.
ورغم نفي الخارجية الإيرانية ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” إلا أن الدلائل والشواهد كافة تشير إلى صحة الواقعة ليتضح من الراعي الحقيقي للإرهاب في المنطقة.