تحقيقات
ترامب أم بايدن: المعركة بدأت بالفعل !
تبقي يوم واحد على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولا يمكن إلا لعدد قليل من الأشخاص أن يقول بيقين إذا كان سينتخب الرئيس الحالي دونالد ترامب لولاية ثانية، أو أنه سيخسر بفارق ضئيل من الأصوات أمام نائب الرئيس السابق جون بايدن، أو بهزيمة منكرة، لأن الناخبين الجدد والقدامى، بأرقام قياسية لإبعاده عن البيت الأبيض.
ويقول عضو مجلس مركز ناشونال انتريست الأمريكي الكاتب ديفيد كين، إن استطلاعات الرأي تظهر أن بايدن يحرز تقدما بشكل كبير ولكنه يتضاءل، وعندما تُفرز الأصوات بشكل نهائي، فإن نتيجة هذه الانتخابات، مثل نظيرتها في 2016، ربما تتوقف على عدد قليل من الأصوات في عدد صغير من الولايات.
وأضاف كين في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن الحقيقة هي “أنه لا يمكن لأحد أن يكون متأكداً حقاً حتى في هذا الوقت المتأخر، إذا كان يمكن التعويل كثيراً على استطلاعات الرأي هذا العام، ليس لأن القائمين باستطلاعات الرأي يكذبون كما يقول بعض مؤيدي ترامب، ولكن لأن من المستحيل فعلياً التكهن إلى الحد الذي يقترب من درجة اليقين بمن سيصوت وإذا كانت المشاركة الديموغرافية التاريخية أو أنماط التصويت تعني الكثير في مثل هذه الأوقات الاستثنائية”.
اقبال قياسي
وتشير التقديرات إلى أن هذه الانتخابات ستشهد إقبالا لا نظير له منذ 1908، عندما واجه القائمون على استطلاعات الرأي أخيراً المزيد من الصعوبات في عملهم للتوصل إلى نتائج موثوقة.
وترجع المشاكل التي يواجهونها يرجع إلى العجز عن جمع عينة تمثيلية دقيقة عندما يتمكن المستجوبون من الاحتفاظ بنفس رقم الهاتف عندما ينتقلون من موقع إلى آخر، وللزيادة الكبيرة في عدد الذين يرفضون ببساطة الإجابة على أسئلة يطرحها القائم باستطلاع رأي.
والحقيقة الثابتة هي أن البلاد اليوم منقسمة على نحو متساوٍ وعميق، مثلما كانت منذ أربعة أعوام، ولن يتغير الوضع بصرف النظر عن الحزب الذي سيبزغ نجمه غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، أو عندما يؤكد فرز الأصوات في النهاية أنه الفائز.
وعلى النقيض تماما، سيشعر الخاسرون بأن الناخبين خذلوهم وتعرضوا لمعاملة غير عادلة وسيقولون إن الفائزين كذبوا وسرقوا انتخابات ما كان يجب أن يفوزوا بها.
وفي الماضي، كان يُنظر إلى الانتخابات العامة بوصفها وسيلة لتوحيد البلاد، ولكن من المرجح أن تفعل هذه الانتخابات العكس.
ويعكس هذا الاضطراب الانقسام الحزبي والأيديولوجي الكبير في العقد الماضي، ويتحدث مسؤولو الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن اختلافات حقيقية في الطريقة التي سيحكمون بها البلاد.
وولت الأيام التي كان يقال فيها: ” لا شيئ يستحق الخلاف بين الحزبين”. إضافة إلى ذلك، فإن من غير المرجح أي مصالحة على المدى القصير، وعند ظهور توافق سياسي جديد، أي توافق من الصعب أن تسفر عنه حملات تتفادى أي مناقشات حقيقية لشن هجمات شخصية.
والحقائق الماثلة هي أن اليسار المتشدد يستعد بالفعل بشكل علني لنقل مطالبه إلى الشارع بغض النظر عن الفائز، ليواصل هجماته على دونالد ترامب، أو إرغام جو بايدن وآخرين على الرضوخ لإرادته.