تحقيقات
السيرة الذاتية للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الجديد
تولّى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عدة مناصب مهمة في الكويت، قبل أن يصبح أميراً للدولة الخليجية الغنية بالنفط أمس الأربعاء بعد وفاة أخيه غير الشقيق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأدى الشيخ نواف اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي، ليصبح الأمير الـ16 للكويت.
وقال في كلمته “أعاهد الله وأعاهد شعب الكويت وأعاهدكم أن أبذل غاية الجهد وكل ما في وسعي حفاظاً على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضماناً لكرامة ورفاه شعبها”.
وأكد “يواجه وطننا تحديات خطيرة لا سبيل من تجاوزها إلا بوحدة الصف”.
وأضاف “نؤكد اعتزازنا بالدستور والنهج الديموقراطي ونفتخر بالكويت دولة قانون ومؤسسات”.
وأعلن مجلس الوزراء الكويتي الشيخ نواف أميراً للبلاد بعد وفاة الأمير عن 91 عاماً.
ويتولى الأمير الجديد منصبه بينما يواجه العالم أزمة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى انخفاض حاد في أسعار النفط، وأثارت مخاوف من آثار اقتصادية في دول الخليج الغنية بالنفط.
وسمّي الشيخ نواف (83 عاماً) ولياً للعهد في 2006، بعد إجماع من أفراد العائلة الحاكمة الذين اختاروه لتولي المنصب، نظراً لشعبيته داخل الأسرة وصورته كسياسي متواضع يعمل بعيداً عن الأضواء.
ولعل أبرز أدوار الشيخ نواف في السلطة تمثّل في أنه كان وزيراً للدفاع وقت غزو القوات العراقية بقيادة صدام حسين لبلاده في العام 1990، قبل أن يتولى وزارة الداخلية ومنصب نائب رئيس الوزراء لمكافحة الإرهاب.
ولد الشيخ نواف في العام 1937، وهو خامس أبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح، الحاكم الراحل الذي قاد الكويت بين عامي 1921 و1950.
تابع دراسته الثانوية في الكويت، إلا أنّه لم يكمل دراساته العليا. وقد بدأ مسيرته المهنية قبل نحو نصف قرن حين عيّن حاكماً لمحافظة حولي.
وفي 1988، تولى وزارة الدفاع، وقادها خلال أشهر الغزو العراقي السبعة والتي انتهت بتدخل الولايات المتحدة على رأس تحالف عسكري في حرب الخليج الأولى عام 1991. وعيّن بعد تحرير الكويت في منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، قبل أن يتولى رئاسة الحرس الوطني في العام 1994.
عاد الشيخ نواف للحكومة وزيراً للداخلية سنة 2003، وسمي في العام ذاته نائباً لرئيس الوزراء، إلى أن أصبح ولياً للعهد بعد ثلاث سنوات.
وقام الشيخ نواف بقيادة الأجهزة الأمنية خلال توليه وزارة الداخلية بين 2003 و2006، في عملية ملاحقة المقاتلين المتطرفين ما تسبّب باندلاع مواجهات دامية مع الشرطة في يناير 2005، قتل فيها شرطيان وثمانية مقاتلين متطرفين ومدنيان.
يتسلم الشيخ نواف سدة الحكم في مرحلة حساسة تشوبها التوترات الاقليمية بين السعودية وإيران، وفي خضم أزمة دبلوماسية مع قطر التي قطعت السعودية والإمارات والبحرين العلاقات معها في 2017.
ومن المتوقع أن يواصل الشيخ نواف سياسة سلفه القائمة على الوساطة بين الأفرقاء المتنازعين، إذ إن الكويت تجنّبت الانخراط في النزاعات الإقليمية وبقيت تدعو لحلها سلمياً.
وتوسّطت الكويت بين قطر والسعودية، لكنها فشلت في إنهاء الازمة الدبلوماسية بين البلدين. كما بقيت تستقبل مسؤولين إيرانيين رغم العداوة بين الرياض وطهران.