تحقيقات

04:04 مساءً EET

الغموض ما يزال يحيط بكورونا

كل أسبوع تتدفق معلومات جديدة عن فيروس كورونا المستجد، ومن الصعب مواكبة كل التفاصيل التي يحتاجها المرء للحفاظ على سلامة الأسرة.

وذكرت صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر أنه من بين التفاصيل المطلوب متابعتها معرفة المدة التي يعتبر الشخص فيها نفسه ناقلا لعدوى كورونا، وهل يتعين عليه البقاء في المنزل طالما كانت لديه أعراض الإصابة بالفيروس. وهل من الممكن أن يصاب الشخص بالعدوى مرة أخرى بعد شفائه.

وللأسف، ليست هناك إجابات سهلة على هذه التساؤلات.

ويرى الأطباء والباحثون أن من أكثر مظاهر علاج الاصابة بهذا الفيروس تحدياً أنه يؤثر على المرضى بصور مختلفة.

فبعض الأشخاص، يعانون فقط من أعراض طفيفة وربما حتى لا يعرفون أنهم أصيبوا بمرض كوفيد19- الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا إذا لم يتم إجراء اختبار لهم، بينما يقضي البعض الآخر أسابيع في المستشفى يجاهد من أجل التعافي من هذا المرض.

ومما يزيد الأمور غموضاً أن المراكز الأمريكية للسيطرة على المرض والوقاية منه ذكرت في مطلع شهر أغسطس الماضي أنه من الممكن أن تستمر نتيجة الاختبار لبعض الأشخاص إيجابية لمدة تصل إلى ثلاثة شهور بعد تشخيص اصابتهم بمرض كوفيد19-، ومع ذلك لا ينقلون العدوى للآخرين.

ويعتقد الأطباء في الوقت الحالي أن الفيروس يكون معدياً بدرجة أكبر وقت ظهور الأعراض.

وقال توماس فيكيت، الاستاذ بكلية كاتز للطب التابعة لجامعة تيمبل بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية إن الأشخاص الذين أصبحوا أصحاء يظلون قادرين على نقل العدوى لمدة حوالي أسبوع، بينما قد يستغرق الأشخاص الذين في حالة مرضية أشد ويعانون من تعقيدات صحية أخرى مدة أطول للشفاء من الفيروس ويستمرون قابلين لنقل العدوى لمدة تصل إلى أسبوعين.

ولذلك السبب، يوصي المركز الأمريكي للسيطرة على المرض بالبقاء في المنزل، بعيداً عن الآخرين حتى تمر عشرة أيام على أول ظهور للأعراض، وحتى مرور 24 ساعة دون الاصابة بحمى وبدون استخدام أدوية لخفض الحرارة. كما يوصي المركز باستمرار البقاء في المنزل حتى تتحسن الأعراض الأخرى.

ويدور التساؤل حول الأشخاص الذين أصيبوا فعلاً بمرض كوفيد19- وهل أصبحوا في أمان منه أم أنه من الممكن إصابتهم بالعدوى مرة أخرى.

لقد رصد الباحثون في هونج كونج مؤخراً أول حالة مؤكدة للإصابة من جديد بالمرض وهي لشخص يبلغ من العمر 33 عاماً كانت نتيجة اختباره إيجابية أول مرة في أواخر مارس وأصبح مريضا بسلالة مختلفة من الفيروس بعد ذلك بأربعة شهور، بينما كان في زيارة لإسبانيا. ومنذ ذلك الحين، تم التأكد من تسجيل العديد من حالات الإصابة من جديد بالفيروس في دول أخرى، من بينها حالة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وليس هناك اتفاق بين الخبراء بالنسبة لمغزى تلك الحالات، ويقول المركز الأمريكي للسيطرة على المرض أن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث حول المدة التي يمكن أن تستمر فيها المناعة بعد التعرض لإصابة بالفيروس.

وقال فيكيت إنه من الصعب معرفة مدى شيوع إعادة الإصابة بالعدوى، لأنه من الممكن أن تكون نتيجة اختبار الأشخاص إيجابية بالنسبة للفيروس بعد مدة طويلة من فترة الاصابة بالعدوى به. وسوف يتعين أن يستطيع الأطباء اختبار ومقارنة عينات الفيروس الجديدة و الأصلية لمعرفة ما إذا كان أي اختبار إيجابي ثان هو عدوى جديدة أم بقايا عدوى سابقة.

وقال فيكيت” إن هذا إلى حد ما فوق طاقة مختبراتنا المنهكة التي تسعى جاهدة للقيام بمهمة الاختبارات العادية”.

ولذلك، فإنه بالنسبة للوقت الحالي، من المهم مواصلة ارتداء الكمامات، وغسل اليدين والاحتفاظ بمسافة آمنة بعيداً عن الآخرين، حتى لو كان الشخص قد أصيب بالفيروس وتعافى منه بالفعل.

التعليقات