مصر الكبرى
السعودية … لماذا ؟
اول دعوة لزيارة خارجية تلقاها الرئيس مرسى جاءت من الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية بعد توليه الرئاسة بعدة ايام وقبل ان يبدأ فى ترتيب الأوضاع داخل مؤسسة الرئاسة او يكلف من يختاره لتشكيل الحكومة وبادر الرئيس بقبول الدعوة على الفور وقام بها بالفعل ،
ليس من المنطق تصور انه كانت هناك قضايا مطلوب مناقشتها او جدول اعمال معد للزيارة ولا هو وقت مناسب لزيارات بروتوكولية على هذا المستوى ولا يستطيع احد ان يدعى ان د.محمد مرسى كان هو الخيار المفضل بالنسبة للسعودية كاول رئيس مدنى منتخب لمصر بعد خلع مبارك نتيجة لانفجار ثورة ٢٥ يناير الشعبية والتى لا زالت مستمرة مهما اختلفنا حول مفهوم الاستمرار اذا كيف نفهم هذه الزيارة التى لم تحظى بما تستحقه من وسائل الاعلام وتحليل المحللين الذين انتشروا على الفضائيات بكثافة أفواج الجراد ؟؟ اعتقد ان شدة سطوع الضوء يفقدنا القدرة على الرؤية الواضحة وهو ما حدث بالنسبة لدلالات زيارة مرسى للسعودية فى هذا التوقيت المثير وعلينا العودة الى موقف السعودية مما جرى فى مصر وهو واضح تماماً منذ البداية كانت مع مبارك وعندما ادركت انه غير قادر على احتواء الموقف عرضت استضافته مبكرا ثم أيدت عرض الامارات وسلطنة عمان لاستضافته أيضاً ومع رفضه ضغطت لعدم محاكمته بعد خلعه والموضوع طويل وليس مجال عرض تفاصيله وايضا لا مجال لإنكاره ، من هذا الموقف راجت فكرة ان السعودية تدعم القوى المعارضة للثورة من أركان نظام مبارك وترحب باستعادتهم للسلطة والحفاظ على نظامه عبر تأييد مرشحيهم للرئاسة وسواء كان ذلك حقيقيا او مبالغا فيه فان نفيه صعب بالنسبة للرأى العام ، من هنا تأتى اهمية هذه الزيارة التى لم تأخذ حقها من التحليل فهى بمثابة اعلان ضمنى واضح من السعودية بتسليمها بالثورة المصرية وقبولها التعامل مع من تختاره والاهم نفيها لشبهات دعمها لفلول مبارك وهى ضربة لهم لو تعلمون قاصمة عندما يستقبل الملك عبد الله بن عبد العزيز آلِ سعود اول رئيس مصرى مدنى منتخب قادم من صفوف جماعة الاخوان المسلمين وكان رئيسا لحزب الحرية والعدالة جناحها السياسى ..هل وصلت الرسالة ؟ الثورة مستمرة وستنتصر ..افيقوا يرحمكم الله