تحقيقات

01:08 مساءً EET

حلم الخلافة العثمانية ومحاولة استنساخ شخصية #سليم_الأول.. طريق #أردوغان لنهب ثروات ليبيا

مع صعود أردوغان إلى سدة الحكم، وأصبح خطر محو الهوية التركية العلمانية متزايدا، خاصة مع الأحلام التى لا يخفيها الديكتاتور التركى عن عودة الخلافة العثمانية الاستعمارية، محاولة استنساخ شخصية السلطان العثماني «سليم الأول» الذي يعد حالة مركزية في التاريخ التركي.

وأصبح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يقود بشكل علنى، حركات استعمارية فى ليبيا للسيطرة على موارد النفط الذى يعد الثروة الأساسية فى البلاد، حيث يمضى جامحا بطموحاته السياسية والنفطية، ويعلن صراحة عن أنشطة بلاده المستقبلية فى ليبيا، ضاربا عرض الحائط أى مبادرات إقليمية أو دولية لوقف الحرب، التى ساهم فى إشعالها على الأراضى الليبية، وهو ما أكدته تصريحاته الأخيرة، والتى تحدث فيها عن مجريات المعارك المتعلقة بسيطرة الميليشيات على سرت، الواقعة بين مدينتى بنغازى وطرابلس، ولفت إلى أهميتها الإستراتيجية بسبب وجود آبار النفط والغاز، فهى تمثل بداية الطريق تجاه المنطقة المعروفة باسم الهلال النفطى، شرقى البلاد.

كما أكد الرئيس التركى على أن العمليات العسكرية، التى تدعم فيها أنقرة ميليشيات حكومة طرابلس، مستمرة للسيطرة أيضا على قاعدة الجفرة الجوية، فيما تترجم تلك التصريحات التركية بشكل واضح مساعى أردوغان لإفشال الجهود المصرية الهادفة إلى إحلال السلام فى ليبيا.

وبحسب صحيفة “دير شبيجل” الألمانية، فأن أردوغان يستغل انشغال العالم بفيروس كورونا لينصب نفسه حاكما سريا على ليبيا، مشيرة إلى اتفاقية الغاز التى وقعها السراج مع تركيا فى نوفمبر الماضى، وأنها كانت إشارة البدء ليشعل أردوغان الموقف ويكثف من إرسال عتاده العسكرى الثقيل والمرتزقة السوريين.

كما أكدت الصحيفة، أن التزام أردوغان بالخروج من ليبيا فى مقررات مؤتمر برلين فى يناير الماضى، كان حبراً على ورق خصوصا أنه أرسل بعدها بـ5 أيام سفينة شحن محملة بالذخائر والأسلحة والصواريخ من ميناء إيمرسن التركى إلى طرابلس.

وحذرت “دير شبيجل” من أن تحكم أردوغان فى ليبيا يعنى سيطرته على النفط وتحكمه فى أعداد المهاجرين الذين يصلون عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، وجعل المدينة ملاذاً للمتطرفين وخصوصا أنه لا يخفى على أحد أن أردوغان مثله مثل السراج يساند جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة.

فيما رأت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن ما يحدث فى ليبيا بمثابة حرب بالوكالة وتصعيد خطير ضد دول شمال إفريقيا النفطية، خصوصا وأن هذه الحرب قد أسهمت بتدمير هذا البلد المهم والغنى بالنفط وبمخزونات الغاز والذى يتاخم طرق تجارية هامة فى البحر المتوسط، وهو ما جعله محط استهداف مباشر لأردوغان الذى يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة.

من جانبه، أكد عضو البرلمان الأوروبى عن جمهورية التشيك الدكتور إيفان دافيد، أن نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مستمر بخرق الحظر الدولى على تصدير السلاح إلى ليبيا بشكل فظ على مرأى ومسمع سفن تابعة للاتحاد الأوروبى يفترض أنها تقوم بمراقبة تنفيذ الحظر لكنها لا تفعل ذلك.

وقال دافيد فى مقال نشره على صفحته بموقع فيسبوك، إن النظام التركى قام مؤخرا ودون أى اعتراض بنقل الكثير من العتاد العسكرى إلى المناطق المجاورة للعاصمة الليبية طرابلس، وذلك بعد أن قام قبل ذلك بإرسال آلاف الإرهابيين والمرتزقة من سوريا بعضهم سبق له أن قاتل فى صفوف تنظيم (داعش) للقتال إلى جانب حكومة فايز السراج.

وأشار دافيد إلى أن العديد من دول حلف الناتو تقوم الآن أيضا بمساعدة حكومة السراج والمليشيات التابعة لها عسكريا ولوجستيًا رغم الحظر الدولى المفروض على صادرات السلاح الدولى على ليبيا.

كذلك قالت، صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن “أنصار الإسلام السياسى والعثمانيون الجدد يرون فى ليبيا الفرصة المناسبة للانقضاض على نفط وتحقيق طموحات جيوسياسية واضحة عبر الأيديولوجيات والمرتزقة”.

وأشارت إلى أن تركيا تتطلع إلى استرداد مليارات الدولارات من عقود البناء غير المكتملة الموقعة فى عهد القذافى، وتسعى عبر ما يسمى بحكومة الوفاق الإخوانية لوضع يدها على مشاريع اقتصادية تنتشل بها اقتصادها المتهاوى.

إلا أن حسابات الربح التى يعلقها أردوغان على الملف الليبى قد لا تمنحه الثمار المرجوة، فى ظل التطورات غير الواضحة للمعارك على الأرض، وفى وقت تحذر فيه المعارضة التركية من أن طرابلس ستكون المحرقة التى سيدفع عبرها الرئيس التركى فاتورة كل الفوضى التى أثارها عبر تدخلاته العسكرية فى سوريا، واستهدافه للأكراد، ومخططاته الخبيثة فى جميع الأماكن التى استهدفها.

فجرائم أردوغان ضد الشعوب العربية لم تقتصر على ليبيا، فهو ونظامه السبب الرئيسى وراء إطالة أمد الصراع داخل سوريا الذى راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب السورى بين قتلى وجرحى ونازحين، مستخدما كعادته الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وأحلامه التوسعية الاستعمارية الزائفة.

التعليقات