مصر الكبرى

10:44 صباحًا EET

الإخوان والأمريكان وبينهما مصر

egypt1967@yahoo.com   
قرار رئيس الجمهورية بعودة البرلمان وتعطيل حكم المحكمة الدستورية تسبب في أزمة كبيرة،ولولا حكم الدستورية بوقف القرار ثم قبول رئاسة الجمهورية بالحكم لحدث ما لا تحمد عقباه،لان ذلك يشير إلى بداية انهيار الأركان الأساسية للدولة: –

الفصل بين السلطات – سيادة القانون – احترام أحكام القضاء.هل من الممكن أن نضمن عدم صدور مثل هذه القرارات مستقبلا؟ أتمنى ذلك.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه,حيث من المتوقع حدوث ذلك كثيرا،ويجب أن نهيئ أنفسنا لاستقبال مثل هذه القرارات الصادمة, التي لا يرضى عنها الشعب ولا تكون في صالحه,ثم تقوم جماعة الإخوان بحشد أعضائها لفرضها بالقوة,مثل هذه القرارات لا تصدر لمصلحة مصر أبدا،إنما لمصلحة الجماعة، لذلك أقولها صراحة لن يُتخذ قرارٌ في مصلحة مصر إلا إذا كان فيه مصلحة لجماعة الإخوان،ولن تُتخذ قراراتٌ أو تُشرع قوانين تفيد مصر إذا كانت تضر بمصالح الجماعة, إذن كيف الخروج من هذا المأزق..؟ الحل بسيط ولكنه يحتاج إلى قرار صعب،لن يُتخذ، وهو: حل جماعة الإخوان المسلمين!!!طبعا هذا دربٌ من الخيال.. ومن رابع المستحيلات,ولكن أتمنى أن جماعة الإخوان نفسها هي التي تتخذ هذا القرار,خاصة بعد أن أصبح لها حزبٌ سياسيٌ حاكمٌ وكبيرٌ,من المفترض أنني في هذا المقال أكتب عن تصوري للخروج من المأزق الذي حدث وكيفية تجنبه مستقبلا،ولكن هذا المأزق سوف نعيش فيه كثيرا،على الأقل خلال فترة حكم د. مرسي،لأن مصر سوف تظل محصورة بين الإخوان والأمريكان،يلعبون بها الكرة،والقرارات المصيرية التي يتخذها الرئيس سوف تكون بالتشاور بين الجماعة وأمريكا,لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك،فقرار عودة البرلمان ثم العدول عنه اتخذه مكتب الإرشاد بالاشتراك مع السفارة الأمريكية والبيت الأبيض,ولا يمكن لتوارد الأفكار أن يصل إلى الحد الذي حينما تصرح السفيرة الأمريكية بضرورة عودة البرلمان،وكذلك مكتب الإرشاد،فيتخذ رئيس الجمهورية القرار،ثم حينما يطالب اوباما بضرورة احترام أحكام القضاء،يجتمع مكتب الإرشاد صباحا لمناقشة حكم المحكمة الدستورية،وفي المساء يصدر بيان رئاسة الجمهورية بقبول الحكم وحل البرلمان..هذا كلام لن ينخدع به الشعب،ومن الواضح أن الإخوان والأمريكان لم يستوعبا درس حسني مبارك,ولأن أمريكا لا تُريد الخير لمصر،ولا تدعم سوى الأنظمة الاستبدادية في الوطن العربي،فإن الوضع في مصر سوف يظل في المنطقة الرمادية،ويشهد المزيد من صناعة الأزمات من حين لأخر. وسوف تدفع أمريكا الثمن غاليا هذه المرة عما تفعله في هذا الشعب المغلوب على أمره،وإذا حدث لهذا الوطن مكروه،لا قدر الله،سوف تكون نتائجه كارثية على الجميع وفي مقدمتهم جماعة الإخوان.أتمنى ألا يحدث وأن يكون تحليلي هذا خطأ.اللهم احفظ هذا البلد وشعبها المسكين يارب العالمين،اللهم من يرد به شرا،اجعل كيده في نحره،و تدميره في تدبيره،اللهم آمين.          

التعليقات