مصر الكبرى
حازم أبو اسماعيل وخط الصعيد
أتاحت لي الظروف والبحث عن المتاعب لقاءً نادراً طمع خط الصعيد نوفل سعد ربيع عام 2006 وكان محاصراً بعدد كبير من الضباط والعساكر ، لا هم يستطيعون الدخول إليه ، ولا هو ورجاله المسلحين يستطيعون الهروب من حصنهم ، لكن فضول الصحفي أجلسني وزميلي المصور فؤاد الجرنوسي وجهاً لوجه معه في لقاء استمر أكثر من ساعتين وبعد ذلك بشهرين وفي لحظة حاسمة وبعد ملل الوقت وتعب فوهات البنادق الآلية من الطلقات المتكررة والتي لا تصيب ،ولكنها تحمل خيباتها مثل مطلقيها، وبعد إصابة في قدمه رفع "الخط " الراية البيضاء طالباً تسليم نفسه ، وكان له في لحظات قوته شرطاً وحيداً أن يتم محاسبة ضباط الداخلية الذين شاركوه تجارة الأفيون والسلاح وجرائم القتل التي مارسها – ( ذكرت أسماء الضباط في حواري معه ولم يحاسبهم أحد حتى الآن ) – لكن قيل له اخرس وخرس ، وانهالت الرصاصات على جسده لا برداً ولا سلاماً ، وهو نفس المنطق الذي يتعامل به الشيخ صلاح أبو اسماعيل الآن ، بأن يحاصر اللجنة العليا للانتخابات على طريقة حصار ضباط الداخلية لخط الصعيد في محاولة للصمت الأخير للخط وللصمت الأخير للجنة الانتخابات ، فإما أن يقر رئيس اللجنة بأن أم الشيخ ليست أميركية ، على الرغم من العلامات المائية والوثائق المتاحة للجميع الآن ، وإما أن يقول على روحه يارحمن يارحيم ، فتهديدات " أبو اسماعيل " في الفضائيات بأنه لن يسكت وأن الأمور لن تمر بسلام ، وبالفعل الأمور يجب ألا تمر بسلام ، الرجل يعتصم أمام مقر اللجنة ويقول أنه في رباط حتى يأذن الله ، وكأن الله قال له اخدع الناس واكذب عليهم ..!! وفوق  ذلك يصف رئيس اللجنة بأنه زور الإنتخابات البرلمانية، فإذا كان يراه كذلك فلماذا صمت عن الحق حتى الآن ، ولم يرد منكرا عن الأمة؟ أما أنصاره فيقرون بأن "أبو اسماعيل " جزء من عقيدتهم ، مع أن " من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات " ، فهل  "أبو اسماعيل " نبي آخر الزمان..؟!!
لا يكفي استدعاء الشرطة العسكرية لخروج أعضاء اللجنة ، يجب أن يكون هناك عقاب عادل للرجل ، ليس لأننا دولة القانون ، ولكن لأننا – بمنطقة هو – دولة الإسلام التي يتبجح فيها المتأسلمين باسم هذا الدين العظيم ، فالأمر ببساطة أن الرجل ارتكب ذنباً يجب محاسبته عليه وهو الكذب والتدليس ، وجلنا يعرف الشاب الذي ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بأنه يريد أن يدخل في الإسلام ، لكنه لا يستطيع ترك  شرب الخمر ، وطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام النصيحة فقال له : لا تكذب . جن الشاب ، فهو يقول لآخر الأنبياء والمرسلين أنه يشرب الخمر ، ذهب الشاب يضرب كفاً بكف حائراً وفي مواجهته للخمر ، وقبل أن يقدم سأل نفسه : ماذا أقول لرسول الله لو سألني أين كنت ؟
ولم تلمس شفاهه الخمر بعد ذلك ، هذا قدوتنا . وصلاح أبو اسماعيل قدوتنا كمسلمين يلف ويدور ويدعي الـ " جرين كارد " ثم يصعد فوق ربوة خضراء لابساً أبيض في أبيض هاتفاً : أمي ليست أميركية ..!!
جواز السفر الأميركي الذي معها لا يؤكد حملها للجنسية الأميركية ؟!! وجود اسمها في سجلات انتخابات  ولاية كاليفورنيا لا يؤكد أنها أميركية ..!
اشاعات اشاعات اشاعات ، بينما ينزع أصحاب حملته ملابسهم ويظهرون عوراتهم وينامون في الشوارع ويعطلون مشاغل الناس مع أن " الدين المعاملة " ويركلون للسيارات المارة بأرجلهم وأيديهم هاتفين " أم الشيخ مطلعتش أميركية " ؟
رحم الله والدة الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ولتسامحه على إهانته لها ، لكن يجب محاسبة حازم أبو اسماعيل بعقوبة الكذب في الإسلام ، كما يجب سؤاله والتحقيق معه حول أموال الدعاية التي تجاوزت ال 50 مليون جنيه ، يجب أن نعرف من أين جاء بها ؟
 أما مصر فلا داعي للترحم عليها ، فهي لا تفرق مع الشيخ ، إنها تفرق مع الذين استشهدوا لأجلها في ميادينها ليركب مثل هؤلاء ويدلدلوا رؤوسهم وأرجلهم اعتقاداً منهم أن مصر ماتت وثورتها أخذها الوبا ، وأن الشهداء ماتوا لكنهم حسب المثل الأسباني " الموتى الذين قتلتموهم ، يتمتعون بصحة جيدة ".
كيف أستطيع أن أئتمن الشيخ حازم على بيتي وأولادي ووطني والرجل يلوح لأنصاره بإقتحام قاعة المحكمة فيفعلون ، ويأذن لهم بالانصراف فينصرفون ، رجل يريد من سلطة قضائية عليا أن تنفذ له أهواءه ورغباته وإلا اعتصم ، فماذا لو أدين بعد ذلك أحد من آل مولانا ، هل سيختلف كثيراً عن حسني مبارك في إصدار أوامره إلى القضاء لدفن قضية ما ، أو زكريا عزمي في تبرئة ممدوح اسماعيل من قتل 1300 مصري في عبارة ممدوح اسماعيل  ، إن الرئيس المخلوع نفسه لم يكن يجرؤ على التصرف ببجاحة وأمام العلن ، كان ينفذ مخططاته الفاسدة في السر .. فحنانيك ياشيخ حازم إنها مصرنا .