فن
تفاصيل الساعات الأخيرة من عمر #هيثم_أحمد_زكي
كانت وفاة الفنان هيثم أحمد زكى صدمة لمحبيه وأصدقائه من الوسط الفني، حيث رحل فى ريعان شبابه ليلحق بأبيه الإمبراطور أحمد زكى وأمه الفنانة هالة فؤاد فى سن صغيرة، وأرجع تقرير الوفاة الحادث لأسباب كيماوية ومرضية. تتبعنا أول من دخل شقته يوم وفاته، وهو المستشار بلال عبد الغنى صديق العائلة ومحامى شقيقه “رامى” والذى قص علينا كواليس الساعات الأولى بعد وفاة هيثم وكيف جرت التحقيقات.
يقول المستشار بلال عبد الغنى إنه أول من دخل شقة الفنان الراحل برفقة ابنه “محمد”، ورامى عز الدين بركات شقيق “هيثم”، وتلقى عروضًا كثيرة من القنوات والبرامج التليفزيونية من أجل دخول الشقة وتصوير الغرفة التى توفى بها “هيثم” لكنه رفض حفاظًا على خصوصية الفنان الراحل.
وتحفظ المستشار بلال عبد الغنى على مضمون ما جاء فى تقرير الوفاة ربما لسر لا يريد البوح به، وبسؤاله عن فحوى التقرير تمسك بموقفه ووصف الأمر بأنه يتعلق بخصوصية المتوفى، وعلق قائلا: “لا يمكن أن أبوح بهذا السر لأى إنسان”، موضحًا أنه تسلم تقرير الوفاة بعد إطلاع شركة التأمين عليه، مع تشديد النيابة بعدم البوح عن محتوى التقرير والسبب “حرمة الميت”.
وكشف “عبد الغنى” أنه وجد الخزينة الموجودة فى غرفة نوم هيثم مفتوحة بآلة حادة، مع وجود كسر فى مرآة الغرفة، وكان المطبخ بدون “إنارة” ولا يوجد بوتاجاز، مضيفا: “انتابنى شك بأن الوفاة لم تكن طبيعية بل جنائية، بأن اعتدى عليه شخص بعد سرقته، بالإضافة إلى بعثرة محتويات الشقة، وكانت أعصابنا تعبانة مما رأيناه داخل الشقة، وكان الانطباع الأول أن هيثم كان يصارع الموت ولم يمت وفاة مفاجئة”.
وأضاف عبد الغنى: “ثم تواصلت مع أحد العاملين مع هيثم واسمه أيمن، يوفر له متطلباته من أكل وتنظيف الشقة وما شابه ذلك، وكان يعيش فى غرفة داخل الشقة، أخبرته أن يأتى إلى الشقة بعد اتصالى به لأننى كنت سأوجه له اتهامًا بالقتل، سألته عن سبب فتح الخزينة بهذه الطريقة وسبب بعثرة محتويات الشقة، فأجابنى بأن هيثم أحضر أحد أصدقائه لفتح الخزينة لأنه كان يبحث عن عقد شقة، لكننى لم أكن مقتنعا بما يقول”.
وعن آخر 48 ساعة قبل وفاة هيثم، كشف عبد الغنى: “يوم الأربعاء، قبل الوفاة بيوم واحد، شعر هيثم بإعياء شديد وصرخ (أنا هموت.. أنا هموت) من الدور الرابع، نزل وهو يصرخ حتى وقع أمام مدخل العمارة، فأسرعت عربة إسعاف القرية لإنقاذه، طلبوا منه الذهاب به إلى المستشفى، لكنه رفض وطلب منهم الذهاب إلى الصيدلية القريبة من بيته، فأعطاه الصيدلى حقنتين، وبسؤالى عن تأثيرهما، اكتشفت أنهما (عكس بعض) بمعنى أن تأثير إحداهما عكس الأخرى، ورفض الصيدلى إعطاءه الحقنتين وسلمهما إلى المسعف وهو الذى حقنه إياهما”.
وتابع عبد الغنى، أن هيثم عاد إلى المنزل فى تمام الساعة 2 صباحا، وأخبرهم أنه أصبح بصحة جيدة، واختفت أعراض مرضه، وبمجرد دخوله الشقة انقطعت صلته بالدار الدنيا، فماذا حدث بعد أن دخل شقته؟! هل كان أيمن بصحبته؟ سألت أيمن قال لى: ذهب إلى البلد بسبب حالة وفاة، فكان موضع شك بالنسبة لى”.
وأكمل عبد الغنى: “استلمت هاتفى هيثم وكان أحدهما مكسورًا، وجوازى سفره، إذ توفى فى نوفمبر وكان فى سبتمبر بباريس، شحنت الهاتفين فوجدت أيمن يتصل على هاتف هيثم، على الرغم من أنه حضر العزاء، فى البداية شعرت أن الهاتف المكسور بفعل فاعل، فسألت أيمن عن سبب كسر الهاتف، فقال إن هيثم حطمه بعدما داس عليه بسيارته”.
وأوضح المستشار أن الشقة احتوت على عدد من الجوائز التى حصل عليها هيثم خلال مشواره الفنى، بالإضافة إلى جوائز أبيه أحمد زكى، كان قد نقلها هيثم من شقة المهندسين إلى شقته بالشيخ زايد، أما بخصوص شقة الهرم التى دار حولها أزمة خلال الفترة الماضية بخصوص بيعها، لم يدخلها هيثم إطلاقا وهذا على مسئوليتى الخاصة. وبسؤاله عن صحة ما تم تداوله حول سبب وفاة هيثم، أكد المستشار بلال عبد الغنى أن هذا جزء من الحقيقة وليست الحقيقة الكاملة.
وأسدلت النيابة العامة بمدينة 6 أكتوبر الستار على قضية وفاة الفنان هيثم أحمد زكى إذ أصدرت قرار بحفظ التحقيقات فى القضية، بعدما ثبت عدم وجود شبهة جنائية حول وفاته.
واستمرت تحقيقات النيابة العامة فى القضية لعدة أشهر استمعت خلالها لأقوال عدد من شهود العيان من أفراد أسرة الفنان الراحل وأصدقائه ومن بينهم خطيبته، للوقوف على ظروف وملابسات وفاته.
وناظر فريق من النيابة جثمان الفنان الراحل، للوقوف على وجود أى علامات تشير إلى وجود عنف جنائى من عدمه، ولم يتبين وجود أى آثار بالجثمان تشير إلى ذلك، كما عاين فريق النيابة فيلا الفنان، وتحفظوا على بعض متعلقاته.
وأرسلت النيابة العامة خلال تحقيقاتها عينة تم سحبها من جثمان الفنان الراحل، والذى توفى فى 7 نوفمبر العام الماضى داخل فيلاته بمدينة الشيخ زايد، وتسلمت تقرير من مصلحة الطب الشرعى بنتائج فحص العينات.
وكشفت مصادر طبية عن عدم صحة وفاة الفنان هيثم أحمد زكى، بسبب تناول جرعة زائدة من المكملات الغذائية لبناء العضلات وإصابة بمغص وإعياء شديد، لافتة إلى أن سبب الوفاة جاء لأسباب كيمياوية ومرضية.
ورحل الفنان الشاب هيثم أحمد زكى عن عمر يناهز الـ 35 عاما، وهو من مواليد 4 أبريل 1984، وهو ابن الممثل الراحل أحمد زكى والممثلة الراحلة هالة فؤاد، بدأ مشواره الفنى عام 2006، عندما قام باستكمال ما تبقى من مشاهد فيلم حليم بعد رحيل والده بطل الفيلم أحمد زكى.
فيما تراجع “رامى” شقيق الفنان الراحل هيثم أحمد زكى، عن بيع شقة الهرم التى انتقلت له بالوراثة بعد بعد وفاة شقيه هيثم، وكان قد باعها بمبلغ 850 ألف جنيه، وذلك بدعوى مخالفة المشترى لبنود التعاقد.
وقال المستشار بلال عبد الغنى، إن المشترى خالف شروط التعاقد والتى تنص على عدم التصرف فى محتويات الشقة لحين البيع النهائى، علما بأن عقد البيع هو “عقد بيع مؤقت” لا يحق على أساسه التصرف فى محتويات الشقة والتى تتضمن محتويات الفنان الراحل هيثم أحمد زكى.
وأكد المستشار بلال عبد الغنى أنه تقدم بدعوى للتراجع عن البيع، وأن العقد ينص على بيع الشقة فقط “حوائط”، مضيفا أنه يسعى جاهدًا للحفاظ على محتويات ومتعلقات الفنان الراحل أحمد زكى من أجل فتح “متحف” لتلك المقتنيات بالتنسيق مع وزارة الثقافة، ولن يتم التفريط فى أى شىء منها.
وكان رامى أخو هيثم أحمد زكى قد قال فى تصريحه لـ”اليوم السابع”، عن رفضه التام لكل من قالوا إنه قام أو سيقوم بالتفريط فى مقتنيات الراحل أحمد زكى وأكد خلال تصريحات خاصة، أنه اندهش وتفاجأ ممن شككوا فى نواياه، معلقًا: “أنا عمرى ما بعت أى حاجة تخص أحمد زكى، وعمرى ما ها أبيع أى حاجة تخصه، أنا ناوى أفتح متحف أضم فيه كل مقتنياته، وفى الآخر مصر ها تشوف اللى ها أعمله لأحمد زكى”.