ثقافة
نادي بقطر يكتب … الحمار والطبيب (قصة قصيرة)
حينما طرق الباب وهو ينادى بصوت مرتفع محمد ابراهيم السيد . قمت من الداخل مسرعا نحو الباب لأفتحه فأجد عم فتحى البوسطجى المعروف ببلد تنا وبيده ظرف لونه بيج هذا اللون المميز للمراسلات الحكومية ولسان حاله يقول مبروك يا ا بنى هذا جواب ترشيح الخاص الجامعة
وفى لهفة وجدتنى اخذ الجواب من يده ويداى تتسابق لفتحه وعيناى تقفز بين السطور التى على الورقة الصغيرة لأصل الى الكلمة التى طالما حلمت بها . وكانت امنية ابى وامى وهى كلية الطب . قراءتها بصوت مرتفع اكثر من مرة . وهنا وجدت عم فتحى الذى ما زال واقف عند الباب يقول الف مبروك يا محمد اصبحت بلدنا بها اثنين بكلية الطب انت ومرقص بن صمويل افندى دخلتم نفس الكلية وبعدها قال اذهب الأن الى الحاج ابراهيم السيد والدك لأبشره واخذ ما يجود به مثلما اخذت من صمويل افندى . وهنا استدرت لأدخل الى غرفتى وبمخيلتى مجهود الثانوية العامة وكم المواد والحفظ لقوانين ونظريات وقواعد وغيرها من حشو يتطلب حفظها وقت كثيروهذا ما كان يميزنى عن اقرانى فى قدرتى على الحفظ .دون ان اعترض على عدم فهمى لما احفظه حتى اننى حفظت اغانى كثيرة دون ان اعرف معانى كلماتها …او احاول فهمها وتنهدت لأقول لنفسى اخيرا سأرتدى البالطو الابيض المميز للأطباء … واكون … واكون … ولم يقطع هيامى وخيالى والصمت الذى انا به الأ صوت الحمار القادم نحو بيتنا من عند ابى .. من الأرض الزراعية التى لا تبعد عن منزلنا سوى خمسة كيلو مترات مسافة ليست بقليلة . لكن حمارنا العزيز الذى يعمل فى صمت يحفظ الطريق جيدا فيوميا يذهب مرتين بين البيت والأرض الزراعية لوحده محمل بأشياء مختلفة دون ان يفقد الطريق من قدمه منذ سنوات وهو يحفظ هذا العمل دون ان يعترض او يحاول ان يفهم ما يحمله .