الحراك السياسي
كلمة الرئيس #السيسي في منتدى “أفريقيا ـ روسيا” الاقتصادي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أهمية توصل منتدى (أفريقيا ـ روسيا) الاقتصادي إلى نتائج تسهم في تعزيز قدرات وإمكانات الدول الأفريقية وأولوياتها ومشروعاتها الرائدة.. معربا عن تقديره للجانب الروسي لإصراره على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية.
وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى (أفريقيا ـ روسيا) الاقتصادي بمدينة سوتشي الروسية: «السيد الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، السيدات والسادة..أود في البداية أن أعرب عن تقديري الخاص للرئيس فلاديمير بوتين، ولشعب روسيا الاتحادية الصديق، على حفاوة الاستقبال والضيافة، والاهتمام بتعزيز التعاون بين أفريقيا وروسيا» .
وقال السيسي: «إنه من خلال تدشين المنتدى الاقتصادي (الأفريقي الروسي) كمنصة تتيح عرض مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا، ويسهم في دفع مسيرة التنمية في القارة الأفريقية وفقا لرؤية أجندة الاتحاد الإفريقي التنموية 2063، ويساعد على استكشاف آفاق جديدة للتعاون المشترك تعمق من المنفعة المتبادلة بيننا وفقا لمبدأ الملكية الوطنية، وإثراء لمنهج الشراكة الأفريقية مع الدول الصديقة، الذي طالما أثبتت التجارب مردوده الإيجابي».
وتابع خلال كلمته: «إن تطلعات شعوبنا يجب أن تدفعنا جميعا للتكاتف لتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة نحو السلام والاستقرار، والتقدم الاقتصادي والتنمية، كما تحتم علينا الاستفادة من التجارب الاقتصادية الناجحة وعلى رأسها التجربة الروسية، التي تعكس إرادة صلبة وقدرة على العمل والإنجاز، ومن هذا المنطلق فأننا نؤكد أهمية توصل أعمال المنتدى إلى نتائج تسهم في تعزيز قدرات وإمكانيات الدول الأفريقية وأولوياتها ومشروعاتها الرائدة».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن قارتنا حرصت على وضع موضوعات تطوير البنية التحتية ودعم مسيرة التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي في طليعة أولويات العمل الأفريقي المشترك وقررنا كذلك إيلاء الاستثمار في رأس المال البشري في أفريقيا أهمية قصوى باعتباره المكون والشرط الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة المنشودة في ربوع القارة، لاسيما وأن شباب قارتنا دون الخامسة والعشرين يشكلون قرابة 65% من سكانها بما يجعلها قوة بازغة في سوق العمل مستقبلا، فضلا عن جهودنا المستمرة لتمكين المرأة الأفريقية دعما لدورها في الدفع قدما لمسيرتنا التنموية.
وأكد الرئيس أن أفريقيا مقبلة على مرحلة مهمة تشهد فيها تغييرات إيجابية كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي وذلك بدفع من مجتمعات شابة طموحة وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات شعوبنا.
وأضاف: «أود في هذا السياق أن أؤكد للمشاركين في محفلنا اليوم أننا قطعنا شوطا طويلا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية فضلا عن اتخاذنا خطوات ملموسة ومتلاحقة في تحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستوى الإقليمي والقاري وآخرها دخول الاتفاقية القارية الأفريقية للتجارة الحرة حيز النفاذ خلال قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019، بما يجعل القارة مقصدا لاهتمام شركاء التنمية الدوليين، وفي هذا الإطار ترحب أفريقيا بالانفتاح على العالم والتعاون مع شركائها في تحقيق نقلة نوعية سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة وتحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي».
وتابع: «كما أنني أود تجديد الدعوة لجميع مؤسسات القطاع الخاص والشركات الروسية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في أفريقيا فهذا هو التوقيت المثالي للانفتاح على دول القارة، ولا يفوتني هنا مطالبة مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بالاضطلاع بدورها في تمويل جهود التنمية بأفريقيا وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار وتقديم أفضل الشروط والحوافز للمشروعات وبرامج التنمية للدول الأفريقية، بما يحقق لشعوب القارة أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة الذي تستحقه».
وقال السيسي: «أود قبل اختتام حديثي التأكيد على أن التعاون مع الدول الأفريقية يجب أن يستند إلى مبادئ المصلحة المشتركة والملكية الأفريقية في إطار يهدف إلى دعم التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية من خلال ثلاث ركائز وهى: الإسراع في التحول الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز السلم والاستقرار وفق الرؤية الأفريقية الواردة في أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة الأممية 2030».
وختم الرئيس كلمته قائلاً: «ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لأن يسهم هذا المحفل المهم في المزيد من التعاون بين الجانبين الأفريقي والروسي في مختلف المجالات خلال السنوات القادمة».