عرب وعالم
صراع على النفوذ بين #إيران و #روسيا في #سوريا
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد، أن صراعاً على النفوذ بين إيران وروسيا احتدم في سوريا، وسط سعي متبادل لاستقطاب السوريين بأساليب ووسائل مختلفة.
وأكد المرصد أنه ورغم أن نظام الأسد استعاد السيطرة ظاهرياً على ما يقرب من 60% من إجمالي مساحة سوريا، فإن الوضع على الأرض يشير إلى التوتر الهائل والحرب بين روسيا وإيران، لحصد أكبر قدر ممكن من النفوذ، لافتاً إلى أن التقلب في الموالاة أصبح سائداً في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وفق ما نقل موقع الحرة اليوم الإثنين.
وقال المرصد، إن الصراع الروسي الإيراني يركز على النفوذ على الأرض السورية، ويتخذ أشكالاً عدة، من بينها الصراع عبر المساعدات الغذائية، واستغلال الضعف، والجوع، والفقر، وضعف القوة الشرائية، والتشرد، والنزوح التي يعاني منها السوريون.
وأضاف أن القوات الروسية وزعت، في أبريل الماضي، مساعدات على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من ريف حماة، وهدايا للأطفال ومساعدات إنسانية وغذائية في المناطق القريبة من خطوط التماس مع الفصائل والتنظيمات الموالية لتركيا.
وكشف المرصد أن القوات الإيرانية تعمد بدروها إلى استغلال حاجة السكان في غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما، لتزويدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية من خلال المطابخ الخيرية وغيرها من المراكز التي تمد المواطنين بالمساعدات، إضافة إلى رواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولاراً أمريكياً.
ورصد المرصد السوري وجود نحو 40 حاجزاً للميليشيات الموالية لإيران والميليشيات الموالية لروسيا، وتتنافس هذه الحواجز وتتصارع على نقاط التفتيش التي تدر عليهم أرباحاً يومية هائلة ومبالغ خيالية.
وقال إن عائد الإتاوات المفروضة وصل إلى نحو 100 مليون ليرة سورية على دفعة من الصهاريج المحملة بالنفط ومشتقاته، حيث لا يسمح لهذه الصهاريج بالمرور دون دفع إتاوات.
وتحول الصراع إلى التجنيد، إذ تلعب طهران على الوتر الطائفي وفقر المواطنين، وسجل المرصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، مقابل المال.
وأكد المرصد استمرار إيران في اللعب المتواصل على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات “التشيُّع”، مقابل مبالغ مادية كبيرة.
وتمنح القوات الإيرانية المقاتلين في صفوفها 150 دولار شهرياً، إضافةً إلى سلال غذائية وخدمات طبية.
ورصد المرصد تهريب الميليشيات الموالية لإيران عناصر داعش من البادية السورية على متن سيارات عسكرية مقابل 1500 دولار للشخص الواحد.
وتسعى موسكو، في المقابل، لسحب البساط من تحت أرجل الإيرانيين عبر تحالفات واتفاقات مع تركيا وغيرها من الميليشيات والفصائل العاملة في سوريا، ولم تستطع روسيا كبح جماح الإيرانيين في الجنوب والشرق السوري.
ويأتي الصراع الروسي الإيراني في ظل ركود العمليات العسكرية واقتصارها على تصعيد بري وجوي في الشمال السوري، أين استغل الطرفان الوضع لترسيخ قوتهما على الأرض وتوسعة رقعة نفوذهما للانفراد بالسيطرة على القرار السوري.