منوعات

03:43 مساءً EET

قصة مثيرة عن مكانة التماسيح في مصر القديمة

كانت التماسيح تتمع بوضع خاص في مصر القديمة، حيث كانت تحظى بالتقديس الشديد لدرجة أن المصريين يقومون يصيدها ومن ثم يقتلونها بالآلاف ويحنطونها بأيادٍ خبيرة متمرسة.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن دراسة بحثية جديدة أكدت أن الطلب على التماسيح كان كبيرا للغاية ومن ثم كان يجري تربيتها ورعايتها حتى تتحول بعد ذلك إلى مومياوات.

واستهلت الصحيفة قصتها المثيرة عن مكانة التماسيح في مصر، بقصة صيدها قائلة :«في أحد الأيام ومنذ عدة آلاف من السنين، تسلل أحد مورد مومياوات مصر وبالقرب من تمساح متوحش، أمسك بهراوته وهشم جمجمته وقتله، ومن ثم أخذ التمساح على وجه السرعة ليبدأ عملية التحنيط، فقام أولا بمعالجة رأسه الجمجمة المهشمة، ومعالجة جثته بالأملاح والزيت والزبيب وتغطيته بعدة طبقات من الكتان».

كما ذكر التقرير أن بعض هذه التماسيح كان يتم تحنيطها كي تقدم كقرابين للألهة القوية، وقال إن الباحثين في فرنسا ومن خلال فحوصات متطورة تقنيا عبروا عن دهشتهم عندما وجدو إصابة هائلة على جمجمة تمساح، وذلك أثناء القيام بتشريح جثة افتراضية على بقايا تمساح محنط، فهذا هو أول دليل مادي على اصطياد هذه الحيوانات لتحنيطها.

وقالت الكاتبة الرئيسية للبحث الجديد ستيفاني إم بروسير، في مجلة علم الآثار: «إنها قصة مذهلة، لم نكن نتوقع العثور على جمجمة مكسورة عندما بدأنا التحليلات».

وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين اشتهروا بهوسهم بالتحنيط، فبالإضافة إلى تحنيط البشر، كان يجرى تحنيط ملايين الكلاب والقطط والثعالب والغزلان والقردة والخيول والأسود والماعز حتى أنواع من القوارض الصغيرة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم الفن المصري وفن الشرق الأدني القديم بمتحف بروكلين، إدوارد بلايبيرج أن تجارة المومياوات كانت من الأعمال الضخمة خاصة في القرون التي تسبق وتعقب استيلاء الرومان على مصر، مشيرا إلى أنه كان يجري إنتاج مومياوات جماعية معظمها كانت «نذرية» كي يتم تقديم طلبات للآلهة.

كثير من الآلهة ترتبط بحيوانات بعينها والتي تنجذب إلى المومياء الخاصة بها، فهناك مومياوات الصقر التي ترتبط بالإله حورس، القطة المكرسة لبستيت والكلاب لأنوبيس وإبيس لتوت، حسب بلابيرج الذي أضاف أن الطلبات كانت تقدم مكتوبة والتي تدعو إلى الصحة والعافية للشخص أو أحد أقاربه أو للتدخل في حل النزاعات التجارية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أماكن تخصصت في تربية الحيوانات، ومنازل خاصة للتحنيط وكهنة كانوا يقدمون القرابين، وكل ذلك مقابل رسوم، ثم يتم دفن المومياوات في مقابر سردابية تحت الأرض مع أقسام خاصة لمختلف الحيوانات.

وذكرت أن التماسيح كانت من بين الحيوانات التي تحظى بالتوقير والتقديس والتي قال عنها المؤرخ الإغريقي هيرودوت انه كان يجري ترويضها وتزيينها بالحلي.

كما نقلت «واشنطن بوست» عن الباحث ميشيل مولشو قوله «إن التماسيح كان تخصص للمومياوات العظيمة، وتم العثور على الآلاف، بعضها متزين، في مدينة موتي التماسيح بـتبتونيس في الفترة ما بين 1899 و1900».

ولفتت إلى أن التمساح الإله كان يسمي «سوبيك»، وكان عبارة عن رأس تمساح وجسد إنسان، وكان مرتبط بالخصوبة، ونهر النيل وبرمائياته المفترسة.

وتحدثت الصحيفة عن دليل يثبت وجود أماكن لرعاية وتربية التماسيح، موضحة أن مومياء تمساح مصري طوله 12 قدما توجد في المتحف البريطاني وفي معدتها قدمين أماميتين في إشارة إلى أنه كان يتم تربيتها بنظام غذائي ممتا، كما كان يضاف إليها أسنان ذهبية وعاجية بعد عملية التحنيط.

البحث الجديد أشار إلى أن هناك نوعين من التماسيح تم توثيقهما في مصر، الأول تمساح النيل «سيئ السمعة» والآخر تمساح غرب إفريقيا الأصغر حجما، في إشارة إلى أن الأول ممكن أن ينمو إلى أكثر من 20 قدما، ويزن أكثر من ألف رطل ويستطيع أن يلتهم جاموسة، بينما يقال إن الثاني أقل عدوانية ولا يزيد طوله على 10 أقدام.

التعليقات