عرب وعالم

01:19 مساءً EET

صحف عربية: قلق إيراني من الحماية الدولية للملاحة في الخليج‎

تصاعد حجم القلق والارتباك المسيطر على الدوائر الإيرانية بسبب الأزمة المشتعلة بالخليج، في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة التحركات الدبلوماسية الإيرانية الهادفة إلى حل هذه الأزمة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن وزير الخارجية العماني حمل مبادرة سياسية لإنهاء الأزمة في الخليج، وهي المبادرة التي باتت فرص نجاحها ضعيفة للغاية الآن في ظل التصريحات المتناقضة التي تطلقها إيران بين أجنحتها الحاكمة.

قلق إيراني
القلق الإيراني من الحماية الدولية للملاحة رصدت ملامحه صحيفة “الشرق الأوسط”، وقالت الصحيفة في تقرير تحليلي لها إن “إيران تنظر وبقلق إلى التحركات الأوروبية والأمريكية لتشكيل قوة لحماية الملاحة في الخليج”، مضيفة أن “هذا القلق بات واضحاً مع تصريحات سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي أعلن عن تحفظه طهران على تشكيل تحالفات دولية لردع التهديدات في مضيق هرمز”.

وأشارت الصحيفة إلى التحركات أو اللقاءات التي يعقدها المسؤولون الإيرانيون مع نظرائهم في المنطقة، ومنها اللقاء الأخير لشمخاني مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، وكشفت الصحيفة أن اللقاء ناقش الأزمة في الخليج وتوجس إيران من التدخل البريطاني في الأزمة الخليجية.

ورغم دقة اللقاء الذي عقده شمخاني مع بن علوي، إلا أن الصحيفة أشارت إلى اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية العماني مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

ونبهت “الشرق الأوسط” إلى تكتم المسؤولين على نتائج المباحثات، مشيرةً إلى مناقشتها عدد من القضايا الدقيقة المتعلقة بالأزمة.

مبادرة عمانية
وتحدثت صحيفة “العرب” بصورة أكثر مباشرة عن قمة بن علوي وشمخاني، وكشفت الصحيفة أن بن علوي حمل مبادرة إلى الإيرانيين.

وذكرت الصحيفة تفاصيل هذه المبادرة، مشيرةً إلى إنها تقوم على الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لدة إيران على أن تتولى بريطانيا لاحقاً الإفراج عن السفينة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق .

ورغم حالة التفاؤل التي انتابت الكثير من الأوساط السياسية بالمنطقة فيما يتعلق بهذه القمة، قلل المراقبون من فرص نجاح هذه الوساطة العمانية هذه المرة.

وأعاد المراقبون ذلك بسبب تعقد المشكلة وإصرار طهران على التصعيد ودفع الأمور إلى حافة الهاوية تحت وطأة العقوبات الأمريكية ، وهو ما يمكن أن يدفع برئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون إلى اعتماد أسلوب إدارة ترامب للازمة الإيرانية، أي التلويح بالخيار العسكري لفرض أمن الملاحة في الخليج.

ازدواجية إيرانية
وكانت الازدواجية بدورها محوراً لمقال كتبه الدكتور سالم الحميد عبر صحيفة “الاتحاد” الإمارتية، وقال الحميد إن “التصريحات الإيرانية غير المدروسة تتكرر بحق الإمارات، في توقيت كان من الأفضل فيه لإيران أن تُظهر المزيد من النوايا الحسنة تجاه دول الإقليم والعالم، وبخاصة بعد سقوطها في فخ القرصنة وتهديد أمن الملاحة”.

وقال د.الحميد أن “إيران تدعي إيران حرصها على تأمين الملاحة بالشراكة مع الدول الخليجية، وفي ذات الوقت تسمح لمتطرفين يتقلدون مناصب داخل النظام الإيراني بإطلاق تصريحات وتهديدات بالاستعداد لضرب حركة الملاحة والتجارة، وهو ما يعكس ازدواجية إيرانية سافرة”.

ولقت الدكتور الانتباه إلى أن سياق تضارب التصريحات التي تصدر من طهران، يظهر أن العالم لا يتعامل مع نظام إيراني يمتلك موقفاً واحداً وواضحاً، بل تظهر للمتابع تناقضات عديدة، كما يغيب التجانس والاتساق في الأقوال العشوائية التي يطلقها مسؤولون إيرانيون من دون وعي أو دراسة لنتائجها.

وأشار الكاتب إلى أن إيران كان يمكن أن تتفرغ للبحث عن مخرج للخلاص من الضغوط الدولية التي تلاحقها. لكن نظام طهران يستمر في خداع الإيرانيين مدعياً بأن الآخرين يسعون إلى التفاوض معه، الأمر الذي يؤكد خداع النظام الإيراني للعالم.

التعليقات