مصر الكبرى

07:53 مساءً EET

الاحتلال الإخوانى لمصر

منذ انعقاد مجلس الشعب المنحل فى يناير الماضى، وخلال ما لا يقل عن سبعة أشهر، لم يتحول الإخوان فقط إلى نموذج مشابه للحزب الوطنى المنحل، وإنما حاولوا احتلال مصر كلها، وقد يرد البعض قائلا ان الإخوان جاءوا للبرلمان بأصوات الشعب فى مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية،

وبالتالى لا يجوز أن نقول عن محاولة الإخوان السيطرة على مصر أنها احتلال لأنها نتاج الديمقراطية، والحقيقة أنها خطة ممنهجة لاحتلال مصر.. وضعها الإخوان قبل سنوات ونشرها الزميل والصديق حمدى رزق فى مجلة المصور بعنوان خطة فتح مصر.الاحتلال الإخوانى لمصر له مظاهر عدة، أهمها القضاء على مؤسسات الدولة الدستورية، وقد سبق وقدم نواب إخوان فى مجلس الشعب مشروع قانون يعتبر أن الأزهر ليس المرجعية الدينية الوحيدة فى مصر، والمقصود بالطبع أن تصبح المرجعية الدينية لمكتب الإرشاد، او لهيئة جديدة من كبار العلماء الإخوان ومن يتحالف معهم من يوافقهم من السلفيين.. لكن الإساءة للأزهر ومحاولات القضاء عليه لم تتوقف، حيث تم وضع حصة الأزهر فى اللجنة التأسيسية الثانية ضمن الأحزاب والقوى المدنية.. مما ينفى عن الأزهر مرجعيته الدينية.. وامتد الأمر بانصراف شيخ الأزهر احتجاجا من حفل تنصيب الرئيس فى جامعة القاهرة لعدم تخصيص مقعد له فى الصف الأول وعدم استقباله فى قاعة كبار الزوار. وأخير خلال احتفال تخريج دفعة من طلبة الفنية العسكرية أمس صافح الرئيس مرسي الحضور فى الصف الأول وتجاهل شيخ الأزهر.وخلال عمر مجلس الشعب المنحل قدم نائبان سلفيان مشروع قانون لتعديل قانون المحكمة الدستورية يشمل تسريح جميع قضاة المحكمة، والنص فى قانونها على عدم أحقية المحكمة النظر فى دستورية أى قانون يوافق عليه البرلمان بأغلبية الثلثين، وعدم أحقية المحكمة بنظر قوانين تتعلق بدستورية قانون انتخاب مجلس الشعب.. ومنعها من حل البرلمان.وأخيرا وصلنا إلى القرار الجمهورى بدعوة مجلس الشعب للانعقاد وهو ما يمثل إهدارا لإحكام القضاء، وعدوانا على السلطة القضائية، ما يعنى أن الإخوان قرروا عدم الاعتراف بـأية قوانين أو أحكام لا تأتى على هواهم.ولدى الإخوان قائمة تضم 11 ألف شخص لتولى كافة المناصب فى الدولة من المحافظين ورؤساء المدن والأحياء والقري والشركات العامة ورئاسة الجامعات وعمادة الكليات.. مما يعنى أن خطة فتح مصر قد بدأت.. والحقيقة أنها ليست خطة لفتح مصر.. وإنما لاحتلالها.

التعليقات