الحراك السياسي
#السيسي يتحدث عن أهمية زيارته للصين
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن زيارته السادسة للصين، خلال خمس سنوات، تعد خير دليل على عمق العلاقات بين مصر والصين اللذين يمثلان أقدم حضارتين فى التاريخ الإنساني، وهو ما تمت ترجمته فى إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016 من خلال برنامج تنفيذى لتعزيز تلك الشراكة خلال السنوات الخمس التالية.
كما أكد الرئيس السيسى – خلال كلمته لدى افتتاح أعمال المنتدى الدولى الثانى (للحزام والطريق) المقام فى العاصمة الصينية (بكين) – حرصه على المشاركة فى افتتاح أعمال المنتدى الدولى الثانى للحزام والطريق ينبع من اهتمام مصر بمبادرة (الحزام والطريق).
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن “أهداف مبادرة (الحزام والطريق) تتسق مع جهودنا فى عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس القائم على إنشاء مركز صناعى وتجارى ولوجستي؛ يوفر فرصا واعدة للشركات الصينية والدول أطراف المبادرة وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى كمركز للإنتاج، وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، خاصة لتلك الدول التى تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة لا سيما فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا”.
وقال الرئيس السيسى – خلال كلمته لدى افتتاح أعمال المنتدى الدولى الثانى (للحزام والطريق) المقام فى العاصمة الصينية (بكين) “إن المبادرة تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لنا فى إطار رؤية (مصر 2030) للتنمية المستدامة مثل الارتقاء بالبنية التحتية فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق، كما تتفق مع أولوياتنا التنموية من حيث تحفيز النمو الاقتصادى والتصنيع وتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالى بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز التبادل الثقافى .
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه فى “مسار مواز ومكمل لهذا الجهد، يتم تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادى يستند إلى حزمة من التدابير المالية والنقدية لمعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس فى الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصري”.
وأكد الرئيس السيسى – خلال كلمته لدى افتتاح أعمال المنتدى الدولى الثانى (للحزام والطريق) المقام فى العاصمة الصينية (بكين) أن مصر طورت من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، وبشكل يؤهلها لتصبح مركزا إقليميا للطاقة، خاصة فى ضوء ما يمثله موقعها الاستراتيجى على جانبى قناة السويس من إمكانية نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقا من كون مصر مركزا لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وشدد الرئيس على أن رؤية مصر تجاه تعزيز التعاون والتكامل الإقليمى تتسق مع مبادرة (الحزام والطريق) فى السياق العربى، وقال إن العلاقات (العربية – الصينية) شهدت طفرة مهمة منذ عقد القمة الأولى لمبادرة (الحزام والطريق) فى مايو 2017، حيث عقدت فى بكين الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى فى يوليو 2018، وتم اعتماد الإعلان التنفيذى (العربى – الصيني) الخاص بمبادرة الحزام والطريق، كما أن هناك مقترحات للربط الكهربائى بين عدد من الدول العربية وبعض أطراف المبادرة جارى دراسة تنفيذها “.
وعلى الصعيد الأفريقي، أوضح الرئيس السيسى أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى تضفى بعدا مهما فيما يتصل بمبادرة (الحزام والطريق)؛ حيث أكدت قمة منتدى التعاون (الصينى – الأفريقي) فى سبتمبر 2018، حرص الصين على التنسيق مع الدول الأفريقية فى القضايا المختلفة التى تناولتها القمة؛ لاسيما (أجندة 2063) للاتحاد الأفريقي، و(أجندة الأمم المتحدة 2030)، وكلها أبعاد تتلاقى مع الأولويات التى طرحتها مصر فى القمة الأفريقية الأخيرة كمحاور لتعزيز العمل الأفريقى المشترك وتحقيق التنمية والسلم والأمن فى قارتنا الأفريقية ، وكذلك التكامل الاقتصادى الأفريقى والاندماج الإقليمى وتطور البنية التحتية.
وأبدى الرئيس عبد الفتاح السيسى ترحيبه بتدشين شبكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة فى إطار مبادرة (الحزام والطريق) مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة من أجل الإسهام فى تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقي، وساق مثالا على ذلك بتنفيذ ممر (الشمال الجنوب – طريق القاهرة / كيب تاون)، الذى يهدف إلى زيادة معدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني.
وأعرب الرئيس – خلال كلمته لدى افتتاح أعمال المنتدى الدولى الثانى (للحزام والطريق) المقام فى العاصمة الصينية (بكين) – عن تطلعه لإقامة شراكات فى إطار تنفيذ مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط كأحد مشروعات البنية التحتية المدرجة ضمن أولويات تجمع (الكوميسا) لما يحققه من مصالح اقتصادية وتجارية متعددة فيما يتعلق بربط الدول الواقعة على هذا المجرى الملاحي.
ودعا الرئيس السيسي، الشركات والمؤسسات التمويلية فى إطار مبادرة (الحزام والطريق) إلى المساهمة فى مثل تلك المشروعات، معتبرا أن نجاح هذه المشروعات يتطلب توفير التمويل اللازم وبشروط تتلاءم مع ظروف الدول النامية والأقل نموا خاصة فى قارة إفريقيا، وبشكل لا يحملها أعباء إضافية، وهو ما يستوجب تضافر العمل المشترك من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية.