يا فرحتك يا مبارك!!!

سبق لي أن عبرت عن سعادتي بانتخاب د مرسي رئيسا لمصر بإرادة حرة ونزيهة ورغم أنني لم أنتخبه ولكن طالبت كل وسائل الإعلام باحترام الرئيس وعدم تناوله بشيء يُهينه أو يُهين المنصب لأنه أصبح رمزا لمصر ورئيس لكل المصريين,قرار د مرسي بإعادة البرلمان الذي حكمت اكبر محكمة في البلد ببطلانه كان صادما للجميع هذا القرار الذي اعتبره الكثير هدم لأهم أركان الدولة"السلطة القضائية"هناك فقهاء في القانون الدستوري يعتبرونه منعدما إذن في حالة تنفيذه فهذا كارثة وفي حالة عدم تنفيذه فالكارثة أعظم,لان في ذلك إهانة ليس فقط للرئيس بل لمنصب الرئاسة أيضا,وهذا ما يقلقني كنت ومازالت أتمنى أن نحفظ لمنصب رئيس الجمهورية كرامته وهيبته فبعد الثورة لم يعد في بلد منصب يُحترم ابتدأ من رئيس الوزراء حتى الخفير,والله أنا حزين لأننا كنا في غنى عن الدخول في هذه المتاهة,عشرة أيام مرت على مصر بهدوء من بعد الحلف اليمين بدأت البورصة تتعافى والأمن يعود والتصريحات مبشرة سواء للسياحة أو الاقتصاد عموما وتمنيت أن تسير الأمور كذلك,كان الأولى بالسيد رئيس الجمهورية أن يركز جهوده في تشكيل الحكومة للنهوض بالاقتصاد و الأمن وحل أزمات المواطنين,لا أعرف من أشار عليه باتخاذ هذا القرار حتى لو كان صائبا فانه أُتخذ في الوقت الخطأ,خاصة أن هذا التوقيت هو موعد الأجازة البرلمانية ولا توجد أي حاجة للبرلمان حاليا,هل هذا القرار أتخذ من أجل سداد فواتير انتخابية؟هل لو أن جماعة الإخوان ليست مسيطرة على البرلمان كان اتخذ هذا القرار؟هل تم اتخاذ هذا القرار في إطار سياسية صناعة الأزمات؟هل هناك علاقة بين هذا القرار واجتماع مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين؟هل هناك علاقة بين هذا القرار واستقبال رئيس الجمهورية لمساعد وزير الخارجية الأمريكية؟هل هناك ارتباط بين هذا القرار وتصريح السفيرة الأمريكية بضرورة عودة البرلمان؟كل هذه علامات استفهام تزيد الأمور غموضا والتي سوف يدفع ثمنها المواطن المسكين الغلبان الذي لم يعد فقط يتسول طعامه ولكن أيضا أمنه وأمانه,من المؤكد أن مبارك سعيد بما نحن فيه الآن ويقول لنفسه في عز استبدادي وجبروتي لم أجرؤا على عدم تنفيذ حكم للمحكمة الدستورية العليا,مؤكد أن مبارك سعيد لان كل أجهزة الدولة والمواطنين سوف يدخلون في متاهة وجدل بسبب هذا القرار الله اعلم متى سوف يخرجون منها وبأي خسائر,الذي لا يعلمه د مرسي أن حل البرلمان قبل الانتخابات الرئاسية ب48ساعة كان سببا رئيسيا في فوزه بالرئاسية لان هناك بعض المواطنين تعاطفوا معه وهناك من كان سوف ينتخب خصمه خوفا من سيطرة الأخوان على البرلمان والرئاسة هؤلاء تراجعوا عن قرارهم بعد حل البرلمان,كنت أتمنى أن يحترم رئيس الجمهورية أحكام قضاء المحكمة التي حلف اليمين أمامها حتى لو كانت خطأ حتى يعلي من دولة القانون والدستور التي اقسم على احترامها والحفاظ عليها,وحتى لا يُشمت فينا حسنى مبارك,
مذيع بإذاعة الشرق الوسط