كتاب 11

09:32 صباحًا EET

السعودية والنقلة النوعية 2

ذكرت في مقال لي سابق أن السعودية الحديثة عزمت أمرها وحددت وجهتها ورسمت خارطتها المعاصرة، ووضعت بوصلتها وصولاً إلى نقطة اللاعودة للمألوف والمكرر بتجاوز للماضي وتراكماته التي أقعدتنا عن اللحاق بركب العالم المتحضر ، ولكن هذه المرة بعد أن وضعت الاستراتيجيات و الخطط الطويلة الأمد لتحقيق الأهداف المستقبلية، بخطط مرنة ومتجددة وقابلة للتغيير والتطوير تتغير وتتلاءم مع الظروف والمعطيات و التحديات والتوازنات، وهو دليل على عافية وقدرة سريعة لاستيعاب المتغيرات وتطوير التعامل معها.

‏تعتبر السعودية حاليا هي الدولة الأهم للقيادة و للدفاع عن مصالح الدول والشعوب العربية في هذه المرحلة، بعد أن أنشأت في السنوات الأخيرة تحالفين عسكريين كبيرين هما (التحالف العربي ) و ( التحالف الإسلامي) ؛ الأول لدعم الشرعية في اليمن والثاني لمواجهة الإرهاب، وهما تحالفان ناجحان بالغا التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة.

‏كما أنها نجحت في أن تكون القوة الأكبر دوليًا في التحكم في أسعار الطاقة لا من خلال منظمة ( أوبك ) فحسب، بل من خلال إعلانها عن مخزوناتها من الطاقة الذي تمّت مؤخراً وكذلك في بناء تفاهمٍ مع روسيا في هذا المجال المهم لكل دول العالمية.

‏نجد أن السعودية سعت ضمن هذه التغيرات الكبرى إلى محاولة خلق كياناتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية قابلة للاستمرار ومؤثرة في كل معادلات المنطقة وتوازناتها، حين قادت المصالحة الكبرى بين إريتريا وإثيوبيا، وأعلنت عن كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن، وهو كيان مهم فيما لو تمّ تطويره لنوعٍ من التحالف السياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم.

‏دائما البداية المختلفة تأتي بنتائج مختلفة وهنا تظهر اختلاف النقلة التي ننشدها حتى نحصل على مجتمع يتغير بأهداف تنموية إيجابية وهو ما يحدث عمليا عبر النقلة النوعية لكل أجهزة الدولة في عهد العزم والحزم والضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه العبث بأمن المملكة أو من خلال حملة الفساد التي قامت بها المملكة بقيادة ولي العهـد لإنهاء هذا الوباء على المجتمع واستعادة الأموال التي تم أخذها والتي أتت في وقتها لإحداث وتسريع النقلة النوعية و تطـوير المملكـة وازدهـارها لأنه لا يمكن أن يكون تطويـــر ونمـــو بوجود الفســـاد.

‏الكل في المملكة يشهد النقلة النوعية ونطمح للمزيد لتحقيق رؤية الوطن والتي كان ضحاياها جيران الشر ( قطر و إيران والإخوان ) الذين مازالوا يحاولوا ازعاج المملكة واشغالها وإعاقتها عن الانطلاق ببعض الأحداث والمشكلات.

‏أخيرًا في ظل النقلة النوعية التي تعيشها المملكة نحتاج إعلاماً قويا و نقياً يوازي ثقلنا الدولي، ونحتاج إعلاماً يتوافق مع النقلة النوعية التي نشهدها ، إعلام يسلط الضوء على ايجابياتنا و منجزاتنا ويبرزها و لا يتفرغ لبعض الصغائر و الشبهات و السلبيات والمثبطات والمعوقات التي ستعيدنا للخلف .

التعليقات