ذاكرة غامد وزهران الوضاءة

• كان ولازال المؤرخ العلم الأستاذ على السلوك رحمه الله من قروم ورموز وشموس وأقمار بلاد غامد وزهران الوضاءة ومن بنى بذاكرته وجهده ومحبته وتأليفه الخارطة التاريخية للمنطقة .. وبشعار حمل حكمته ورؤيته الراشدة والمخلصة ووفق آلية ودراسة تقاطع الحروف المصفوفة والرصد الخالد والحافظ والمحفوظ وتسجيل حضارة وتاريخ وجغرافية المنطقة وفق فكره وولهه وعشقه ومحبته .. وكيف لا وهوً إبنها وعاشقها وخادمها ومشخص واقعها وحالها ومآلها ..وكانت ملاحم أبا زهران الوثائقية.. معلقات وقصائد وأشعار تغنت بالجمال وإحتفت بالآكام والهضاب ووصفت الجبل والسهلًً والوادي والركيبً والخليج والعدادً والوسمية والقرة والطقس والرموز والأفذاذ وخلد وفاء وولاء أهلها للملك عبدالعزيز ومن بعده ابنائيه واحفادة الميامين .

• الشيخ علي السلوك لم يجلس على طاولة وكنبة أو يرتكي على مسند أو يستعين بفأرة الكمبيوتر والواتس وتويتر ليكتب ويستسقي مصادره وإنما كتب وألف وأخرج مؤلفاته سائرا برجله وشاكته الشوكة وغشاه المطر وساد عليه الظلام ً ودفع من جيبه وهو لم يكن من الأغنياء ورجال الأعمال وسعى لتحقيق الأحلام في أصعب وأحلك الأيام والظروف .. وكثيرين في ذلك الزمان كانوا يقولون كيف لهذا الشاقي أن يشقى ويحفى ويستدين ولا يقر في بيته من أجل تأليف كتاب وكأنه يريد أن يورث بلاد غامد وزهران .

• ومضى لهدفه وقال ليت ربعي وأهلي يدركون وجاء ذلك اليوم وادرك بعضه ولم يدرك كثيره بوفاته واليوم نقول: سامحنا أبا زهران فنحن لم نفهمك .
ولم نعرف إرثك وعلمك إلا برحيلك والعزاء بوفاء وتقدير ولاة الأمر وأخرهم الحسام الراقي والوافي الأمير حسام بن سعود ومن استقبل ابنائيك وقال مني ومن أبناء المنطقة ..سلام لأبيكم الوفي والتاريخي ولمن كان قلم ورمزية التاريخ والجغرافيا للسراة وتهامة وفك حروف وأسرار الخارطة من زمن الأزد وحتى زمن سلمان ملك الحزم والعزم.

• الأستاذ على السلوك مضى ولم ينل حقه بما قدم وأخر … ولكن التاريخ العادل وضعه في فلك الكواكب الدرية واختار إسمه ووسمه بين السحابة الزهرانية والديمة الغامدية … وقال لن يغيب وسيمطر ويشرق ويبرق ويرعد ولن يغادر السلوك التاريخي الوسم اليانع أبدا.