تحقيقات
أغنياء #إيران يتجاهلون العقوبات ويتباهون بثرواتهم على انستجرام
“الناس تكافح لشراء حفاضات لأطفالهم”، كانت هذه هي العبارة التي كتبها رجل الدين الإيراني مهدي سرووساداتاتي على موقع إنستجرام، بعد الحفل الضخم الذي أقامه رسول تولوي، وهو ابن قائد متقاعد من الحرس الثوري، بعدما نشر على انستجرام، عدد من المشاهد مع نمر أليف، ولقطات أخرى، تدل على مدى تباهيه بثروته.
وكتب رجل الدين مهدي سروو ساداتاتي على إنستجرام: “ليس من الممكن أن يكون ذلك الشاب العشريني ينجل قائد الحرس الثوري المتقاعد، بذلك الغناء عن طريق عمله بمفرده”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير نُشر -اليوم الأربعاء- أن أسلوب حياة الترف الذي يتباهى به الشباب الأغنياء في إيران، أغضب باقي فئات الشعب التي تُعاني من الضغوط الاقتصادية، خاصة بعد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
وفي نوفمبر 2018، أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات التي عصفت بالقطاع النفطي والمصرفي في إيران، وشلّت تجارتها الخارجية.
وتأتي العقوبات عقب قرار إدارة ترامب بالتخلي عن الاتفاقية النووية التي تفاوضت عليها إيران، مع القوى العالمية عام 2015.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن النخب الغنية في طهران –بعضهم على علاقة بالحكومة- يتباهون بثرواتهم عبر تطبيق انستجرام وفي شوارع العاصمة الإيرانية، من استعراض لسياراتهم الفارهة، وحليهم الثمينة، وأسلوب تنزههم في الإجازات.
وأضافت “واشنطن بوست”، أن قِلة فقط في إيران تستطيع تحمل الطاقة الشرائية المرتفعة، التي يتباهى بها الأثرياء، لافتة إلى أن تلك التدوينات عبر موقعي فيسبوك وانستجرام، جعلت الشعب يتحدث عن عدم المساواة، وثقافة المحسوبية.
وتابعت الصحيفة، أنه في الشهر الماضي، اضطر كامبيز مهدي زاده -صهر الرئيس حسن روحاني- إلى الاستقالة بعد يومين فقط من منصب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية في إيران، عقب غضب شعبي واتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمحسوبية. وتداول الناشطون الإيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي منشورات تُهاجم إدارة الحكم في إيران نظرًا للامتيازات الممنوحة لأبناء المسؤولين الحكوميين.
وأكدت “واشنطن بوست”، أنه بكل المقاييس، ينهار الاقتصاد الإيراني، والشعوب الفارسية وغير الفارسية يشعرون بالضيق والضجر، لافتة إلى أن البطالة مرتفعة، ونقص المواد الأولية حاد للغاية، إضافة إلى أن العملة فقدت أكثر من نصف قيمتها في العام الماضي.
وقال جواد صالحي أصفهاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا على “تويتر”: “إنه حتى قبل إعادة فرض العقوبات، كان التفاوت في ارتفاع أسعار المواد الأولية في إيران كبير للغاية، نتيجة لسنوات من التقشف الحكومي”.
وبحسب رضا أكباري، الباحث في السياسة الإيرانية في معهد تقارير الحرب والسلم، ومقره واشنطن، أكد لـ”واشنطن بوست”، أن الظروف الاقتصادية السيئة خلقت “استياءً شعبيًا نتيجة الفساد، والمحسوبية”.
ولفت أكباري، إلى أن “حياة النخبة يتم ترويجها على الإنترنت، مضيفًا بقوله: “الحكومة الحالية حساسة بالتأكيد للنقد وتدرك أنها لا تستطيع الصمت في مواجهة الغضب الشعبي”.
ووسط الجدل حول تعيين صهر روحاني مهدي زاده، انتقد إيراني آخر على “تويتر” وزير الترفيه في الدولة الفارسية، قائلًا: “يبدو إنه يريد فقط إرضاء المحيطين به، بدلاً من التركيز على حل المشاكل”.