كتاب 11
مصر تقود القارة وصلاح ملك أفريقيا
لم أكن مستغرباً أن أتلقى ويتلقى العالم معي في ذات اليوم خبرين سارين طارت معهما قلوب كل محب لأرض الكنانة، واشتعلت نار الألم في قلب مبغضيها، كان الأول قرار المكتب التنفيذى للاتحاد الأفريقى “كاف”فوز مصر بتنظيم عن بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد سحبها من الكاميرون. وكان الثاني منح الاتحاد الأفريقياللاعب المصري المتألق محمد صلاح جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا للمرة الثانية على التوالي.
كان عدم استغرابي ينبع من الخطوات والمسيرة التي تبنتها القيادة المصرية منذ تولي فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في 3 يونيو 2014م مقاليد الحكم، وكلمته التي ألقاها بمناسبة فوزه بانتخابات الرئاسة آنذاك وجاء فيها: (أقول للمصريين جميعاًأتطلع لاستمرار الجهد وعزمكم، وأخاطب الجميع: أديتم ما عليكم وحان وقت العمل، الذي تنتقل مصر به إلى غد مشرق ومستقبل أفضل، الذي يعود بالاستقرار للوطن، لينتقل للتقدم والرقي الذي يستحقه الشعب)، والعزيمة والإصرار الذي بدأ بها مسيرته الصاروخية لتحقيق هدفين رئيسيين، تمثل الأول في انتشال مصر من الاستعمار الإخواني الذي لحق بمصر منذ 24 يونيو 2012م وحتى 3 يوليو 2013موهي الفترة التي حكم فيها المخلوع محمد مرسي وزبانيته من تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي تحالف معه العديد من التنظيمات الإرهابية والقوى المعادية آنذاك مخططين ومنفذين لأجندة خبيثة لا هم لهم سوى النيل من مصر وإخضاعها وكسرها وسحبها لدوائر الفوضى، فكانت المهمة الأولى أمام فخامته الرئيس السيسي بالغة الصعوبة، فهنا جهود للخلاص من تنظيم إرهابي، وهنا محاربة لجماعات متطرفة، وهنا إفشال للمخطط الدولي الذي حيك بمصر، وهنا ضرورة إعادة مصر لصدارتها في العالم ودق أنف كل من تآمر عليها أو دعم عدم خلع المخلوع محمد مرسي. وتمثل الهدف الثاني في إعادة انعاش مصر بضخ وخلق وإدارة كبرى المشروعات، وتصحيح المسارات في مختلف الاتجاهات وبأسرع وقت ممكن، حتى وإن كان ما يعيق ذلك، محاربة القوى المعادية التي تربصت بمصر وحاولت بكل السبل كسر عزيمة إعادة بنائها بعد محاولة عزلها وكسرها بخلق الفوضى في كل شبر فيها، إضافة إلى ضرورة إعادة بناء الفكر التنويري المتطور الذي كان لابد أن يتحقق متوازياً مع تخطيط المشروعات من جهة أو تنفيذها من جهة ثانية.
كل ذلك جعل المهمة شبه مستحيلة أمام فخامة الرئيس السيسي، وكان هذا ما يظنه أعداء مصر في الداخل والخارج، عربية وأجنبية من جهة، والقوى التخريبية التي كانت تسعى إلى قص جناح النهوض بمصر من جهة أخرى، ولكن غاب عنهم أمر كان في غاية الأهمية، أن من تولى مصر سنة 2014م ومن قبل ذلك تصدر لإنقاذها من براثم إرهاب تنظيم الإخوان المسلمين، لم يكن شخصاً عادياً أو صاحب فكر إداري بسيط، وإنما كان رجلاً من رجالات القوات المسلحةالمصرية البواسل، الذي تربوا على عدة قواعد إيمانية منذ نعومة أظافرهم، أولها الولاء الأول لمصر، وثانيها الإصرار والعزيمة على بلوغ الهدف المنشود، وثالثها الإتقان في العمل والأداء، ورابعها الصبر مع بعد النظر المتفائل المؤمن بغد أفضل، وخامسها التركيز التام والعمل في صمت.
هذا ما كان عليه فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ تولى قيادة مصر وحتى ساعته، حتى وصل الأمر إلى صعوبة حصر ما حقق ونفذ من مشروعات انتهت أو لا تزال تحت الإنشاء أو حتى المشروعات المخطط القيام بها خلال السنوات القادمة، دون أن يغفل عن أن يكون تنفيذ كل مشروع متوازياً مع خطط تشغيله والحفاظ عليه وحسن إدارته، ودون أن يترك للغير صغيرة ولا كبيرة إلا وتحقق منها وسأل عنها واستفسر، حتى بلغ الأمر إلى أن جعل جميع من حوله يخشون من إجابة فخامته على أي سؤال يطرحه فيكون في بعض إجاباتهم بعض الخطأ،فيكون الرد على المجيب أن الأمر كذا وكذا وكذا وبتفصيل دقيق وأرقام وحسابات وأسماء في غاية الدقة.
لذلك، ومن خلال هذه السنوات القليلة التي قفزت بها مصر إلى العنان، وتخطت كل الصعاب، وتفوقت بأفضل ما تكون عليه، بقيادة وحسن إدارة فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لم يكن مستغرباً أن يُعلن الاتحاد الأفريقى لكرة القدم “كاف”حصول مصر على استضافة كأس الأمم الأفريقية 2019م بعد منافسة شرسة مع جمهورية جنوب أفريقيا واستبعاد جمهورية الكاميرون، لاسيما وأنه قد سبق لمصر تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية أربع مرات في الأعوام (1959 و1974 و1986 و2006) وتوجت باللقب سبع مرات في الأعوام (1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010).
ولم يكن مستغرباً أيضاً إعلان الاتحاد الأفريقى لكرة القدم “كاف” منح اللاعب المصري المتألق محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في أفريقيا للمرة الثانية على التوالي متفوقاًفي ذلك على السنغالي ساديو ماني والجابوني أوباميانج، فكل ذلك كان من نتائج النهضة التي تحققت خلال أعوام معدودة بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي من جهة، وما تميز به ابن مصر الأصيل، ابن أرض الكنانة، محمد صلاح من خلق وأخلاق منقطعة النظير، قبل تميزه واتقانه لعمله في كرة القدم، مما أسكن حبه في قلوب كل من عرفه أو سمع عنه أو شاهده، عربياً كان أو أجنبياً، وما ذلك إلا من جليل التربية التي تلقاها هذا المصري الشامخ على يد أبوين أحسنا تربيته.
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها وأمنها وجيشها من كل سوء وشر وأذى وبلاء، وأدام على تحالفنا العربي العظيم السعودي المصري الإماراتي البحرين، وبقية الأوطان العربية الشريفة، دوام الأخوة والعزة والتعاضد والترابط، وحفظ أوطاننا بعينه التي لا تنام.