مصر الكبرى

11:00 صباحًا EET

“قلم وصاية”: حياد مين آساحبى؟‎

ماتكلمنيش عن الحياد..لاننى مش فاكر ان حد يوما ما طلع منتخب مصر كسبان بضربة جزاء ظالمة و لا مرة فى حياته! انت و غيرك الظاهر اصبحتما متأكدين ان الكذب بات ضرورة من ضرورات الحياة (رغم انه ايضا من ضرورات دخول جهنم!)  بقيت مهتم جدا ان الناس تقول عليك  "ياض يا مؤمن" ، اكثر من ان تكون مؤمنا فعلا دون ان يعرف الناس..مع كل اسف!!

نحن نحب ان نصدق كذبة اننا سهل علينا ان نعيش فى يوتوبيا مصرية..و ذلك بالامتناع عن المعاكسات مثلا او باحترام الاشارة..مع ان اول خطوات الـ"يوتوبيا" دى هى الاعتراف بالحقيقة و بالصدق و مكاشفة انفسنا بكذبنا على نفسنا اللى احنا بنحبه موز! طبعا! ما هو مطلعنا احسن من بقية الناس! اللى اجتهدوا و بقوا ناس احسن و انضف و ارقى..برغم انهم مش متدينين قوى!و نحن لن نذهب لاى مكان "عدل" وسط قائمة الدول المتمدينة فعلا مالم نتوقف عن التمترس خلف عاداتنا و تقاليدنا هذه..لانها اصبحت حيلة من لا حيلة له!العن ما فى موضوعنا – نحن المتدينين – الامانة مع النفس و الصراحة الذاتية مع انفسنا و التوقف عن هذا الهوس بتقييم الآخر و ادانته – خصوصا لو لم "يدفع" و "ينفق" و "يبذل" لك فى الرايحة و الجاية كواحد صاحب واجب و بيفهم! (كثير من الناس يقيسونك بمقدار مشترياتك و مجاملاتك المادية لهم..فقط لا غير..هولاء البعض يطلعوا حيا الله 50 مليون بنى ادم فى مصر!)، حتى لو انت يا من تدين غيرك، تتذرع بكافة الاعذار، لتهرب من واجباتك و زوجتك و والدتك بشتى انواع الاكاذيب حتى تريح ضميرك، و الاكادة..ان ضميرك يتخدر بالفعل!يجب ان نتنمنى ان نكون دولة مزدهرة و دولة كفاية عدل بنفس مقدار هطلنا على دولة الفوارس و السيوف و الفتوحات و الغزوات و الاجانب الحلوين اللى نفسنا بقى بيتكلموا عربى!لو كنت اعلاميا او كاتبا او محللا او ناقدا محترفا لما لامك احد و لصفق لك الجميع عندما تنقد و تعاير باقى الناس – فى التلفزيون و الصحافة – بما يجب و لا يجب، لكن لما انت يا اخى ترى الجميع تافها و انت و صاحب قناتك المنتفع ماديا من نظام ما فقط من يفهمون..سيرد لك هذا الجميع سفيهك لهم، تجاهلا و تهربا و تعززا؟انا فعلا اتسائل اذا كان كل هولاء الناس – من غير العرب – و الذين يشاركوننا او لا يشاركوننا ديننا، قد تحرروا و تقدموا و استناروا و اناروا و بمراحل..لا يتصرفون مثلنا..يبقى العيب اذن فى عاداتنا و تقاليدنا القديمة البالية اللى سيادتك خنقتنا بيها و بعقدها و كلاكيعها!عزيزى..خليك انت فى عاداتنا و تقاليدنا و استمتع بها..و دعك من رفاهية الحرية و التنوير و المنهج العلمى..دعك من الشفافية و النزاهة و المواطنة (بتعريفهم العالمى) و جميع تبعاتهم، لانك لن تستطيع ابدا ابدا ان تأخذ منهم هذا الشئ الذى ينفعك فقط..على اساس انك بتنقى رز سعادتك! صدقنى.. يجب ان تتوثق من الزامية مبدأ "الباكيدج" او "العبوة" (التى تأخذ المميزات الخطيرة مع العيوب الخطيرة، او العلاج المؤثر من مرض مع دفع ثمنا باهظا) من دون ان تتخلص من اغلال عاداتنا و تقاليدنا و طول عمرنا و مش طول عمرنا دوووول..لا ديننا و لا حتى فى عالم الالحاد ان تستطيع ان تعيش فى مجتمع يوتوبى (مدنى فاضل)..و لا حتى عشر يوتوبى..فيه حرية بجد..يبقى مضطر ان تتحمل معها مواقع جنس و اباحية و شتائم طائفية دينية مذهلة! فيه ديموقراطية بجد..يبقى اشرب بالف هنا و شفا و مطرح ما يسرى يهرى اللى يجيبهولك الصندوق! جاب اخوان..جاب سلفيين..جاب علمانيين..جااااب جااااز..يبقى تشرب و صحة و عافية يا مووعلم!
و ده الواقع بلا مواربة..زيه زى وهم الحياد كدة..لانه لا يوجد حياد فى اى اعلام..لا يوجد حياد فى كتابة التاريخ..و لا حتى فى اى دراسة مقارنة..الحياد نسبى جدا..و هذا الحياد ربما يجعلك تكره نفسك..لانك فى وجوده ستعرف مدى القمامة التى تعيش وسطها و بها و انت تصنع منها اصناما..فمن فضلك كف عن الاسطوانة المشروخة بتاعة الحياد المطلق او شبه المطلق فى اى اعلام..حياد مين آساحبى؟
للأسف احنا مش بتوع الحاجات دى..احنا ناس بتوع البلدى و الفوضى (برة الميدان..فى مكاتبنا و بيوتنا و مصانعنا و محلاتنا)..احنا نقضيها عاداتنا و تقاليدنا و نحط لساننا فى بقنا..و نجيب ورا المخلوع مخلوعا اسوء! صدقونى..انت مازلتم تحملقون مرارا و تكرارا فى صورة علياء مهدى حتى يومنا هذا بصبر عجيب! بصبر عجيب يا اولياء الله الصالحين!

التعليقات