قمران في السماء والأرض

‏أطلقت المملكة العربية السعودية، صباح يوم الجمعة، قمرين صناعيين إلى الفضاء هما (سعودي سات 5A، وسعودي سات 5B) على متن الصاروخ لونغ مارش ، من قاعدة جيوغوان في الصين ، والذي تم إنجازه بمشاركة أكثر من 120 سعودي مختصا في مجال صناعة وتطوير الأقمار الصناعية، واللذان تم تصنيعهما وفقا للمعايير العالمية في معامل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

‏لا شك أن هذا الإنجاز يأتي استكمالا للعديد من الإنجازات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية أو التي تم تحقيقها في مجالات الفضاء والطيران انسجاما مع “رؤية المملكة 2030” ، وهو حدث تقني سعودي استثنائي ، فالمملكة وشعبها يتذكرون كيف أنها سجلت حضورها التاريخي في الفضاء عام 1985م عبر المكوك الفضائي “ديسكفري” الذي انطلق من مركز كيندي للفضاء بولاية فلوريدا وكان وقتها الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي .

‏إن انطلاق القمرين الصناعيين السعوديين يأتي ضمن سلسة من الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية و البرنامج السعودي للأقمار ، الذي بدأ عام 2000 بإطلاق قمرين صناعيين، إلى أن وصل عدد الأقمار الصناعية إلى ثلاثة عشر قمرًا صناعيًّا ، كما أنها شاركت في مهمة استكشافية للقمر شانغي 4 بالشراكة مع الصين إلى أن وصلت لمرحلة إطلاق أقمارًا أكثر تعقيدًا .

‏الجميل هذه المرة أن القمرين الصناعيين تم صناعتهما بجهود وكوادر سعودية 100٪ متخصصون في الاتصالات والهندسة الرقمية والطاقة وأنظمة التحكم والبرمجة ، ويستخدمان لأغراض الاستطلاع ، من خلال توفير صور عالية الدقة لسطح الأرض من المدار الأرضي المنخفض ، و مراقبة التحركات والتغيرات على سطح الأرض ، و رصد الغطاء الزراعي ، وتقديم الخدمات للجهات الحكومية والخاصة في المملكة فيما يتعلق بالصور عالية الدقة.

‏هذا الحدث التاريخي يجب أن يحوز على اهتمام كبير من الإعلام و رواد وسائل التواصل الاجتماعي ، فهو بداية الخير لنا جميعا كعرب، لاسيما وأن الإمارات و الأردن قد دخلتا في هذا المجال ، والأن مملكة الحزم والعزم تكمل المسيرة العربية الناجحة لكي نكون أمة قوية و متماسكة ومتطورة ، فهذا الانجاز هو محصلة للجهود التي بذلتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات في نقل وتوطين وتطوير العديد من التقنيات المتقدمة ومنها تقنيات الأقمار الصناعية وبناء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع هذه التقنيات وإنشاء البنى التحتية المتطورة، مما مكن المدينة من تطوير وتصنيع القمرين الصناعيين .

‏هذا الإنجاز الذي أتى بجهود شبابنا، ليؤكد أننا واجهنا التحديات وبنينا مجدنا على الأرض ثم كبرت أحلامنا وكبر معها طموحنا حتى بلغنا عنان السماء لتستمر معه نجاحاتنا لتجوب الفضاء عبر القمري (سعودي سات5 )، وأن إنجازاتنا تجوب الفضاء وأننا كما نملك أرضنا نملك ايضا فضاءنا ، وأننا كما نملك قمران في السماء نملك قمران في الأرض ، هما (قائدان عظيمان ) لهذه الأمة راهنا على قدرات شعبهم الجبارة فكانت هذه النتيجة ، وأن أحلامنا في معانقة الفضاء أصبحت حقيقة بوجود شبابنا الذين يسطرون مرحلة جديدة من التحدي العلمي ، فنحن ماضون بطموح لا يحده سقف ، بوجود الملك سلمان و لي عهده الأمير محمد بن سلمان اللذان جعلانا نصل لمراحل متقدمة ومشرفة لم نصل لها من قبل في كل المجالات .