عرب وعالم

12:20 مساءً EET

الأمين العام لمجلس التعاون يشارك في المؤتمر السنوي الثامن للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات (إنسانية واحدة ضد الجوع)‎

برعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، شارك معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في المؤتمر السنوي الثامن للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات تحت شعار (إنسانية واحدة ضد الجوع)، الذي بدأت أعماله اليوم الاثنين الموافق 26 نوفمبر 2018م في دولة الكويت، بمشاركة المنظمات والمؤسسات الخليجية والإقليمية والدولية والمنظمات الحكومية والأهلية في مجال العمل الإنساني والخيري.

وقد ألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة في المؤتمر أعرب فيها عن فخره واعتزازه باستضافة الكويت وللمرة السادسة أعمال مؤتمر الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل العمل الإنساني، مشيداً بما حققته دولة الكويت ومؤسساتها في مجال العمل الإنساني، وما اكتسبته من خبرة في هذا المجال مما أسهم في نيلها ثقة الأمم المتحدة لبناء شراكة فعالة ومؤثرة مع الكويت ومع منظماتها وجمعياتها الخيرية فاستحقت لقب مركز العمل الإنساني، واختيار أميرها قائدا للعمل الإنساني، مشيداً بمبادرة إطعام مليار جائع في العالم التي أطلقتها دولة الكويت في هذا المؤتمر بهدف توحيد الجهود لمكافحة الجوع في العالم وعلى مدى عام كامل.

وأشاد معاليه بالجهود الإنسانية الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة للقضاء على الجوع، والتي من بينها ادراج قضية ( القضاء التام على الجوع) ضمن أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015م، إضافة الى التقرير الشامل حول الجوع في العالم الذي أصدرته في شهر سبتمبر الماضي منظمة الأغذية العالمية بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية.

وأوضح معاليه أن الرقم الكبير الصادم لعدد الذين يعانون من الجوع في العالم والذي ورد في التقرير الشامل لمنظمة الأغذية العالمية يؤكد أن العالم سيواجه أزمة إنسانية صعبة بالنظر إلى توقعات زيادة هذه الأرقام مستقبلاً مع زيادة النمو السكاني في العالم، داعياً إلى أهمية بذل المزيد من العمل الجاد للتفكير في سبل معالجة هذه الأزمة قبل تفاقمها.

وقال الدكتور عبداللطيف الزياني إن دول مجلس التعاون إدراكا منها لمسؤلياتها الدولية وواجبها الإنساني قد بذلت الكثير من الجهود المخلصة لمساعدة الدول الفقيرة التي تعاني شعوبها من الجوع وتلبية احتياجاتها الضرورية، مشيراً في هذا الصدد الى انشاء دول المجلس ومنذ أكثر من خمسين عاما صناديق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمساعدة تلك الدول على تنفيذ برامجها وخططها التنموية، كما حرصت على تخصيص الدعم لتمويل المشاريع المتصلة بنماء الانسان وتطوره وتلبية احتياجاته الأساسية.

كما نوه معاليه بالدور الفاعل الذي تقوم به الجمعيات الخيرية في دول المجلس في هذا المجال، إلى جانب تقديمها للدعم والعون على وجه الخصوص لتنفيذ المشروعات التي تساعد المزارعين ورعاة الماشية في الدول الفقيرة على زيادة مساحة الأراضي الزراعية لديها وبناء المساكن والمراكز الصحية والتعليمية.

وأكد الأمين العام على الدور البارز الذي تقوم به دول المجلس في تقديم العون للمتضررين من الحروب والصراعات والتدمير التي تتعرض لها منذ ثماني سنوات الشعوب والمدن والقرى في منطقة الشرق الأوسط، وجهودها المخلصة في حشد الجهود الدولية لهذا الهدف النبيل، مشيراً إلى استضافة دولة الكويت بالتعاون مع الأمم المتحدة ثلاثة مؤتمرات دولية لتقديم الدعم للاجئين السوريين.

كما أشار معاليه إلى الأزمة الغذائية التي واجهها الشعب اليمني الشقيق منذ استيلاء جماعة الحوثي على السلطة في البلاد، وسطو هذه الجماعة على المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية وتسخيرها للمجهود الحربي، مؤكداً حرص دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن على الوقوف مع الشعب اليمني ونصرته، والتزامها بمد يد العون ومساعدة المتضررين والمحتاجين في مختلف المحافظات، مشيرا في هذا الإطار إلى تقديم دول المجلس خلال ثلاث سنوات ما مجموعه 18 مليار دولار أمريكي لدعم الشعب اليمني، إضافة الى البرامج الانسانية والاغاثية التي ينفذها مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون لتقديم الدعم للشعب اليمني وتوفير احتياجاته الأساسية.

كما أشار الأمين العام إلى مبادرة (إمداد) التي أطلقتها الأسبوع الماضي كل من المملكة العربية السعودية دولة الامارات العربية المتحدة بتقديم دعم إضافي لليمن بمبلغ وقدره 500 مليون دولار أمريكي مناصفة بينهما، لسد الاحتياج الإنساني في اليمن وتوفير الاحتياجات الغذائية لحوالي 12 مليون يمني في حاجة ماسة الى الغذاء.

ودعا الأمين العام لمجلس التعاون المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لمعالجة قضية الجوع في العالم والتعاطي مع تداعياتها، والنظر إلى حلول أكثر فعالية وتأثيرا لا تقتصر فقط على الدعم المالي وتوفير الأغذية، بل حلولاً تشجع رؤوس الأموال والمستثمرين على تأسيس المشاريع التي توفر الأمن الغذائي لملايين البشر، والإسهام في تنمية اقتصادات الدول الفقيرة المحتاجة للدعم، ومعالجة مشكلة النمو السكاني العالمي، والحد من بؤرة الصراعات والحروب، واستنهاض الهمم الدولية لوضع حد لمشكلة الجوع في العالم.

التعليقات