آراء حرة
عرفات العامري يكتب: #اليمن و المخلّفات الإيرانية..!
تحدث العالم والاقليم سابقاً..واليوم يتحدث الشعب أجمع ، ولازآل الجميع ينتابه شيء من الجنون والدهشة، الجميع يدور في نفق مظلم،بل و في حالة من الذهول. .! دمآر وقتل وتجويع وحياة أشبة بقارورة نآر تقتات من حانوت قآر، لاشى سوي نسيج ممزق، ومدن بملامح كربلائية ونظرات إجرام بك تُحدق’ لن اقول إننا جزءٌ من إيران،بل نحن إيران في اليمن ،واليمن في إيران. .
شوارع تملؤها نفايات كريهة تزكم رائحتها الأنوف، منازل مصفدة الابواب ، أزقة خالية من ملامح الحياة الأدمية، طبول تدق ، وتراتيل موت يتراقص لعزفها من نجي من الموت.، سآحات غَدت مقابر ، ومدارس تحتضن من للموت أصبح مسافر ، وحياة سياسية متوحشة كبحر به الامواج مضطربة ، استقطاب طائفي حاد، ووطن يعيش حالة من الاجرام و الإهمال والتردي والردي، على كافة الأصعدة، بعدما تحوّل إلى مقلب خلفي لسياسة طهران الطائفية ومتحدث رسمي باسم دولة الفقيه، لا تعرف إلى أي مذهب تنتمي، وفي أي طريق تسير..
ملامح وشعارات وقوانيين مقيته يغلب عليها طابع طائفي أكثر منها سياسي أو اجتماعي، تغذّي به الكثير من اليمنيين، منذ أن سيّطرت المليشيات على مفاصل الدولة ، حينها عملت تلك المليشيات على ترسيخ الطائفية والعنصرية كأسلوب تِعامل مع كل مختلف معها في العقيدة والانتماء، والتوجه، فتمخض جيل من الشباب يرفض التعايش مع الآخر ولا تتورع من إيذائهم بألفاظ عنصرية طائفية أو اعتداءات إجرامية، وقد ظهر ذلك جليّا بعد موجة النزوح الأخيرة من صنعاء خاصة ومختلف المحافظات بعد العملية الإجرامية التي نفذتها مليشيات الغدر بحق الرئيس الاسبق الراحل صالح، تلك العملية الإجرامية الشنعاء التي وضعت الشعب اليمني والمؤتمريين بشكل خاص في اختبار حقيقي سقط فيه كثيرون إنسانيا وأخلاقيا،فلا يمرّ يوم إلا وتزداد رياح العنصرية تجاههم وتدعو إلى طردهم واقصائهم وإثارة الشبهات حولهم، وكل هذا مردّه إلى أصل واحد، وهو هيمنة المليشيات الايرانية على الحياة في صنعاء العروبة وبث سمومها الطائفيةوالإجرامية التي هتكت بنية المجتمع الأخلاقية وزادت من حدة الاستقطاب السياسي والطائفي بين مختلف الفرقاء..وعملت على تغييب الشباب بإغراقهم في مستنقع الصراع الطائفي ،تنفيذا لمخططات طهران، ليتحول اليمن إلي وطن غريب عن محيطه العربي والإسلامي ويصبح خامة جاهزة للتشيّع وخدمة دولة الفقيه..
في مشهد يختصر بؤس الحياة يظهر مقطع مصوّر بثته إحدي القنوات التلفزيونية من منطقة “صنعاء القديمة، طفل يرتشف الماء من حفرة بجانب حاجز اسمنتي تعلوه تلال من النفايات، وإمرأة مسنةشاحبة الملامح تشق طريقها دون رداء أوحذاء نحو مقلب لنفايات الاطعمة والخبث وقد حجبت الذباب مكان رؤية بقايا فتات الخبز المتعفن بزاوية الحي ، في صورة قبيحة تعكس مرارة الثمرة المُرّة التي جناها هذا الشعب من وراء سياسة المليشيات التي تمثل ترجمة حقيقية لنهج وسياسة طهران في اليمن، وهي القضاء على كل مظاهر الحياة والفضيلة، في بلد كانت درة تاج الوطن العربي في السحر والجمال والأمن والامآن ….
في إحدى خطبه المعروفة بمرارتها وعنتريتها الجوفاء قال “السيء عبدالملك الحوثي ” يومًا في تصريحات هجومية على المملكة العربية السعودية: “نحن لا نتبع إيران ولا تتدخل بسياستها في اليمن، لكن السعودية هي من تتدخل في الشأن الداخلي اليمن ونحن نرفض ذلك” لكن الرجل المختل نسي القول القائل “إن كنت كذوبا فكن ذكورا” فقد فقال في خطبة وخطب أخرى قبل وبعد ذلك “قرار حربنا وسِلمنا وسياستنا تنطلق من شرعية الولي والولاية والفقيه، وهذا يعني إن أمواله وسلاحه وتدريبه وكل ما عنده من الملالي في إيران، وهو جندي بجيش الوليّ الفقيه، ملتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة كمايقول ، إي قيادة الوليّ الفقيه في طهران ، وتتجسد هذا النهج حاضرا بما احدثته هذه المليشيات من تغييرات جذرية فكرية ثقافية واجتماعية ودينية وديمغرافية ايرانية استهدفت الوطن أرضا وإنسانا منذ إحتلالها لمفاصل الدولة في 21سبتمبر 2014م وحتي اليوم. ..
لم تشهد اليمن أن عاشت انهيارا ودمارا داخليا بهذا الشكل منذ عقود ، فبعد أن تدخلت إيران بأذرعها الطائفية داخل اليمن، تحت شعارات كاذبة مثل المظلومية والجرعة والفساد ومقارعة الاستكبار العالمي و الدفاع عن القدس ومقاومة إسرائيل، وُجهت كل الطاقات وعبر اذرعها داخليا نحو السيطرة السياسية على مفاصل الدولة اليمنية والاقتصادية ومن ثم تمكين السيطرة الدينية بهدف نقل تبعيتها إلى المعسكر الإيراني، من أجل وضع اللبنة الأخري لمشروع الهلال الشيعي وخطة أم القرى التي تهدف إلى تصدير الثورة الكهنوتية للعالم العربي والسيطرة عليه، فكان الحوثيين النواة الحقيقية لهذا المشروع التوسعيّ، الخاسر الأكبر فيه هو اليمن بشعبه وموارده وحضارته.
هكذا سمّم الوجه الآخر لإيران الحياة في اليمن حتى تحولت إلى دولة ضعيفة وهشّة، تعيش بين مطرقة الحوثيين وسندان إيران.