كتاب 11
هنا السعودية
لكل الجيوش الإلكترونية المستعربة، والمستشرفة بالخراب، والدمار، والويل، والثبور، الذي تتمناه لوطننا السعودي، والتي جعلت من السعودية وجبة دسمة يقتاتون على جحودها، ونكرانها، وشتمها، وتخوينها، في مواقع التواصل والقنوات التلفزيونية المعادية لها كل يوم …
هنا السعودية التي يعيّرون أهلها بالخيام، والصحراء القاحلة، ورعي الإبل، والغنم.. وهم يعلمون أن رعي الإبل مهنة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، حتى بلّغوا رسالات ربهم..
هذه السعودية: كانت ومازالت ومنذ توحيدها على
يد البطل العظيم الموّحد عبد العزيز رحمه الله، تملك سيادتها، وقراراتها ، وتبني مدنها، وقراها، وضواحيها، وشواطئها، فترتفع شامخة تعانق جبالها، وتزدهر مصانعها، وتسابق أيامها، تطوراً، ونهضة، ونمواً، وعزيمة تخذل المتربصين بماهية عظمتها، لتصبح دولة عظيمة ، يفرح بها ولها .. المحبون.. وتتقيح منها أفئدة الأعداء، والمترقبين لسقوطها الذي يؤرق أحلامهم، ويربك حياتهم كلما رَأَوْهَا ترتفع وهم يسقطون..
السعودية لم تتعرض للاستعمار، ولم تتعلم منه الحداثة، بل هي من بنتْ نفسها، لم تتسول لأحد ولم تستجدي أحدْ ..صبرت على نفسها في شدتها، وأسبلت العطاء في رخائها، وأغدقته على ترابها في بنيته التحتية ، وساندت به أمتها العربية ، والإسلامية، وغيرها من الأمم في كل قضية، ونكبة ، وكارثة ، دون منٍّ أو أذى..
منذ نشأتها وهي قوية بدينها، ومبادئها، بل إن الملك عبد العزيز رحمه الله هدّد بريطانيا بضرب مدينة ( العقبة ) التي كانت خاضعة لاستعمارها إن لم تتوقف عن دعم أحد الخصوم له وكان قد هرب إليها.. ولم يكن في ذلك الوقت للسعودية جيش نظامي ، بل وبجيش عبد العزيز الذي تسلح بالإيمان وبعض الأسلحة المستعملة في ذلك الوقت.. ماذا فعل المستعربون القوميون، أصحاب الشعارات البراقة ببلدانهم ، سوى الدكتاتورية، والحروب الملزمة، وغيرالملزمة، حتى حصدوا أرواح الملايين من الأبرياء في حروبهم الاستعراضية التي غالباً ما يهزمون فيها، مخلفين ورائهم الدمار للشعب ، والأرامل، والأيتام، يقتاتون مرارة الحياة..
نحن سعداء بمملكتنا، بدولتنا، بحكومتنا، بشعبنا الوفي الذي يسكن الوطن في شرايينه ويتدفق في دمائه..
بالأمس ومع احتفالنا باليوم الوطني، سمعتُ إمام المسجد الذي بجوارنا يتكلم عن اليوم الوطني في المسجد، وهذا بحد ذاته إنجازاً يحسب لملكنا سلمان حفظه الله وولي عهده الأمير محمد، الشاب الطموح الذي حقق لنا الكثير لا نقول من المستحيلات ، بل المعجزات.. منذ متى كان الوطن موضوع حديث في مسجد، أو خطبة، أو قضية ، وكانت الصحوة الخبيثة بتشددها قد أطبقت بقبضتها على مفاصل الدين، وأدلجت العقول، واستغلت العواطف، وأصبحوا ينظرون للوطن على أنه من الأوثان، فينطقون كلمة ( الوثن ) بدل الوطن.. ؟ كم هو جميل عيدنا الوطني ( ٨٨) والمساجد وأئمتها يتحدثون عن هذا الوطن السعودي العظيم لمن يعرفه، والرديء لمن يحسده.. نعم هذا هو الإنجاز الفكري الذي نريد، فإذا تغير الفكر المؤدلج بالفكر المستنير، فنحن نسير على رقعة خصبة من النماء، وما زال الطريق في بدايته لاجتثاث الكثير من فكر التضليل ، والمضللين، ضد الوطن..
قال إمام المسجد يخاطب المصلين : كلاماً مختصراً لكنه عميقاً في معانيه، قال : ( الوطن هو ميلاد الإنسان ) نعم الوطن هو تاريخنا منذ ولادتنا حتى كبرنا، وحتى نموت، يحمل خريطة أيامنا، وفيه أشرطة ذكرياتنا، ورماله، وتضاريسه ، تأشيرة في دمائنا… هنا السعودية في عيدها( ٨٨) تزدهي بخضار قلوبنا، وخضار حصادنا، وخضار رايتنا…يداها ممتدة بالعطاء والسلم، لا تنادي بحرب ولا تخلقها.. وكما قال سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله ( لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قُرعتْ طبولها، فنحن لها )..
نحن سعداء بأمننا واستقرارنا، والبلدان تنمو وتتطور بالإستقرار ، والأمن، وسيدنا إبراهيم عليه السلام ، قدّم الأمن والاستقرار، على الرزق في دعائه ربه سبحانه وتعالى، فقال ( ربِّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات) ..
هنا السعودية ، أيادٍ تخدم الحرمين الشريفين وأيادٍ تعمر وتبني ، وجيوش في الشمال والجنوب، وجيوش تحرس وتحمي الأمن في كل مكان ، وبصفتي واحدة من أبناء الحدّ الجنوبي وإن كنتُ أسكن مدينة جدة من الطفولة … إلا أنني أتردد على الجنوب في كل وقت ومئات الصواريخ الحوثية النجسة، تتقاذف على منطقتنا ولا يشعر بها أحد ،، أطفالنا يلعبون في كل مكان، وفعاليتنا تقام في كل مكان، وأفراحنا تتم في كل وقت.. وهذا بفضل الله ثم بفضل حكومتنا، وقوات جيوشنا الساهرة على الوطن تتحطم فيه كل الصواريخ، وتتراقص فيه سيوف الراقصين على فلكلوره الشعبي باحتفائهم ، بعيدهم الوطني في كل مدنه ، وقراه، من شماله إلى جنوبه ، ومن وسطه ، وغربه إلى شرقه، تتوالى علينا مشروعات الخير ، والبشائر القادمة التي تقصم ظهور الحاقدين .. بالأمس وبالتزامن مع احتفالنا باليوم الوطني، نشرت ( HeraId Report ) في تقريرها أن السعودية عثرت على
بترول جديد، ومشروع الطاقة الشمسية الذي تبنيه ، هو الأضخم في العالم، عند اكتمال مراحله (200 قيقاوات) سيقدر على تغذية (150)
مليون منزل.. مما يبشر بأننا سنصدر الطاقة الكهربائية الفائضة وهي كثيرة حسب التقرير.. نقول : للمستعربين الذين دائما ما تصوّر لهم مخيلتهم المريضة أن لهم حقاً في ثروات السعودية، إن الله يزيد السعودية بفضله من ثروات الأرض، وهي ملك لها، ولشعبها.. أكثروا من حسدكم، وغيظكم، والله يزيدنا من فضله .. كلما حسدتم..وازددتم حقداً..
كل عام ووطني السعودي … ملوكه.. حكومته، شعبه، بألف خير.. وكل عام وشعوب العالم بخير..