كتاب 11

11:16 مساءً EET

‏((قمم ثلاثية عنوانها السلام وتقسيم النفوذ))

في الأسبوع الماضي حدثت قمتان : واحدة في أسمرا من أجل السلام وتوطيد السلام ، وأخرى في طهران من أجل تقسيم النفوذ في أدلب ، إجتمع فيها أردوغان مع بوتين وروحاني في طهران لاقتسام المكاسب في سوريا بعد كل هذه الدماء والمآسي والتصفيات ، إلا أن الملاحظة الأهم في هذه القمة أن الاجتماع من أجل القسمة كان في طهران وعند خامنئي رأس الشر والفتنة .

‏لا شك أن الأسبوع الماضي كان مليئا بالأحداث السياسية الدولية على رأسها قمة طهران وما ستسفر عنه من نتائج والمواضيع التي ستتم مناقشتها في الاجتماع الثنائي ، فهيلم تكن أبداً “تقليدية”. لاسيما وأن روسيا وتركيا وإيران، هي الدول الضامنة لمباحثات أستانا حول تسوية الأزمة السورية ، فالدول الثلاث كانت تتطلع لوضع خطة لحل ملف إدلب الذي يتزايد تشابكا وتعقيدا، والتوصل إلى بلورة رؤية مشتركة لحل الأزمة .

‏الكل في قمة طهران كان مقتنع قناعة تامة بأن معركة إدلب ستكون الحاسمة في رسم مرحلة التسوية السياسية ، وأنه لا بد من الخروج من هذه المواجهة بتسجيل انتصارات عسكرية وسياسية تعزز المواقف أمام طاولة التفاوض ، والكل حشد لها وبأساليب مختلفة ، فموسكو استبقت القمة الثلاثية في طهران وبدأت حملتها العسكرية على محافظة إدلب بينما تركيا ارسلت عدة تعزيزات عسكرية إلى الشمال السوري ، والإعلان بأن جبهة تحرير الشام إرهابية ، اما إيران فقد أرسلت وزير دفاعها ووزير خارجيتها و أبرمت عدة اتفاقيات من أجل دفاع مشترك بين البلدين . ‏

في قمة طهران كانت تلوح في الأفق المنازلة الأخيرة بعدما جمعوا في إدلب جميع المعارضين و المقاتلين والإرهابيين بصفقات مشبوهة مع النظام ، وسميت وقتها بمناطق خفض التوتر ، لاسيما بعد أن خضعت تركيا لضغط روسيا و إيران برفع الغطاء عن هيئة تحرير الشام التي رفضت قيادتها حل الهيئة ، حيث صنفتها بأنها منظمة إرهابية برغم فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة بينما أمريكا مازالت تحذر النظام بأن لا يقتل سكان إدلب بالكيماوي .

‏قمة طهران أجزم بأنها تكن من أجل جلب الخير للعرب والمسلمين في ظل حقد تركيا و إيران على العرب وحرصهم على القضاء على ما تبقى منهم ، لذا هي كانت مجرد قمة واجتماع لتقاسم إدلب بين روسيا، وتركيا، وإيران ، واتضح ذلك بدقة ما حدث بعد القمة الثلاثية ،فالمحادثات السياسية والأمنية التي جرت في العاصمة الإيرانية لا تهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة في إدلب بقدر ما تهدف إلى حماية مصالح الدول الثلاث ونفوذها في سوريا .

‏ ما بين قمة طهران والاجتماع في عاصمة الشر والتآمر والتخريب، واجتماع تقاسم النفوذ حدثت قمة في أسمرا للسلام وتوطيد العلاقات وتوقيع اتفاقية تعاون مشترك بين إريتريا والصومال وإثيوبيا ، وذلك خلال اجتماع ثلاثي في العاصمة الإريترية حيث تم الاتفاق على تعزيز العلاقات ، وبناء روابط سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وثيقة ، و تعاون مشترك واستئناف الحوار فيما بينهم ، والتي كانت نتيجة نجاح لجهود دبلوماسية خليجية قادها الشيخ محمد بن زايد بعد أن ظهرت بصماته في إنهاء نزاع إرتيريا وإثيوبيا ، وهو ما يؤكد على دورالسعودية والإمارات المحوري و البارز في نبذ الخلافات وحل المشاكل في دول العالم الإسلامي ، من أجل حماية المنطقة، والدفاع عنها وتعزيز الاستقرار والأمان والسلام فيها، وأنهما داعمان قويان و رئيسيان لمحاربة التطرف والإرهاب .

التعليقات