الحراك السياسي
رسالة الإمام الأكبر لأبناء الأزهر
بعث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، برسالة تهنئة لأبناء الأزهر من العمداء وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، بمناسبة حلول العام الهجرى الجديد، والاستعداد لبداية العام الدراسى الجديد.
وقال فضيلة الإمام الأكبر: “يسعدنى أن أبعث إليكم بخالص التهانى وأطيب الأمنيات أولا: بحلول العام الهجرى الجديد، أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وثانيا: بالاستعداد لبداية العام الدراسى الجديد، وفقكم الله وسدد خطاكم وبارك فيكم وفى أسركم وذرياتكم”.
وتابع فضيلته: “تعلمون – إخوتى الأعزاء – أن الأزهر جامعا وجامعة خطا خطوات واسعة – بفضل الله وكرمه – على طريق التقدم العلمى والثقافى، ومجال الوعظ والإرشاد، وإيصال رسالته السمحة التى هى رسالة الوسطية والتعايش والسلام، على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، وبفضل الله وبجهود أبنائه المخلصين من أمثالكم أصبحت عمائم الأزهر حاضرة فى كافة المحافل، وفى المدارس ومراكز الشباب والجامعات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، بل والمقاهي الثقافية؛ مما كان له أعظم الأثر في توعية الناس وتبصيرهم بمعرفة صحيح الدين، وإحياء الشعور الصادق لديهم بالانتماء للوطن والتيقظ لما يُحاك له في الداخل والخارج”.
ووجه فضيلته أبناء الأزهر بقوله: “وإن كان لي من نصيحة لأبناء الأزهر من العمداء وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم فهي: أن تخصصوا اليوم الأول من العام الدراسي الجديد لنشر الوعي بوسطية هذا الدين، وأهمية التسامح والسلام المجتمعي وتحمل الطلاب – على مختلف أعمارهم – المسئولية تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم، والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش المشترك في نفوس بناتنا وأبنائنا من الطلاب، وأن يكون هناك تواصل حقيقي فعال بين الأساتذة والطلاب، وإتاحة مساحة كافية من حرية النقاش معهم والاستماع إليهم وتوعيتهم؛ حتى لا يُختطفون منكم إلى تيارات وأفكار ومذاهب غريبة عن الأزهر ومناهجه، تتربص بهم، وتُعد الخطط لاصطيادهم من أول يوم في الدراسة، فهؤلاء الطلاب إخوتكم وأبناؤكم، وأمانة في أعناقكم تُسألون عنها أمام الله يوم القيامة، على أن يكون هذا منهجكم الذي تلتزمون به طوال العام الدراسي”.
وأضاف فضيلته: “كما أتطلع إلى الحزم الشديد فى التزام الأساتذة بمواعيد المحاضرات واحترام وقت الطلاب، والوفاء بأمانة الأزهر ومنهجه التعليمي والأخلاقي، واستشعار الوفاء ورد الجميل لأزهركم الشريف، الذي لم يبخل يوما عليكم ولا يزال يعمل ليل نهار من أجل دعمكم والرقي بكم، ولوطنكم العزيز الذي نفخر جميعا بالانتماء إليه، ونسعد بتقدمه ورقيه ورفعته، ولأمتكم الإسلامية وللعالم أجمع الذي ينظر إلى الأزهر الشريف وعلمائه وطلابه وخريجيه نظرة تقدير وإجلال واحترام، ويعول عليهم كثيرا في نشر رسالة التعايش والمحبة والسلام”.
“وأتمنى عليكم ألا تدخروا وسعا في تدريب الطلاب على احترام المعلم والأستاذ، والالتزام بأخلاق طلاب العلم الحقيقيين، وغرس الانتماء لمنهج الأزهر الذي حفظ الله به الأمة على مدار أكثر من ألف عام، ولا تتركوا الطلاب يستدرجوا للتعلم في مراكز أجنبية تعمل جاهدة لهدم الأزهر واستهداف ما يزرعه فيهم من قيم حميدة، واستبدالها بثقافة التشدد والتطرف التي هي بعيدة كل البعد عن رسالة الأزهر ومناهجه”.
واختتم فضيلته رسالته، قائلا: “أيها العمداء.. أيها الزملاء والأبناء أعضاء هيئة التدريس ومعاونوهم! كونوا الأنموذج والقدوة في الالتزام والتحدث باللغة العربية الفصحى، والأمانة في شغل عقول الطلاب بالعلم والتعلم وحُسن الأدب والرفق بهم واحتضانهم.. وكونوا دائما لهم القدوة والمثل في السلوك والعمل والانضباط”.