آراء حرة
اليمن بين عقليات الأحزاب وعقلية الدولة !
المعقل والملاذ الأخير للأحزاب اليمنية يقع خارج الحدود الجغرافية لليمن ، وتحديداً في بعض عواصم المحيط العربي والإقليمي، وبقناعتي ما لم تخرج قيادة ماتسمي” الاحزاب اليمنية” من عقلية الأحزاب المعارضة إلى عقلية الدولة، فإنها قد تخسر بمغامراتها ومقامراتها ونقاشها السفسطائي مراكزها التنظيمية ومكانتها الشعبية وأماكنها المخصصه لها بتلك الدول ..
فسعي قيادات الاحزاب إلى تفشيل بعضها بعضاً لن يكون إلا وبالاً على الوطن والمواطن، وعلى قيادة الاحزاب ذاتها وهي ترى يومياً كيف تتعامل العصابة الطائفية مع من تخاذلو اوتصالحو معها،
الحل هو بخروج قادة الأطياف السياسية كلها من عقلية المعارضة ضد بعضها بعضاً،لتتعامل بعقلية الدولة فتؤسس مرحلةجديدة من التكامل والتعاضد والعمل السياسي والعسكري والفكري المشترك لمافيه المصلحة العليا للوطن والمواطن والتي تفرض علي الجميع قيادات وقواعد وأحزاب وضع ألية عمل مشتركه ، تضع هدف استعادة الجمهورية ودحر الكهنوت وتحقيق السلام والأمان للمواطن في مقدمة برنامجها العملي في المرحلة الراهنه. .
على القيادات الحزبية أن تتوقف عن الترويج لمشاريع أحزابها ومرجعياتها ، فكل مشروع حزبي يمثّل جزءاً من الفيل ولا يمثّل الفيل كله، وما لم تتحد الكتل السياسية كلها في مشروع الثورة علي الكهنوت الحوثي ، فإنها بذلك تقود نفسها والثورة اليمنية والوطن أجمع إلى الهاوية،
وعلي قيادات الأحزاب اليمنية ألآ تتحدث بلغة القبح السياسي والكيد السياسي، ولغة الفجور السياسي، والمبالغة في التصنيفات الوطنية والحزبية والدينية،استناداً الي قرارات إقليمية أودوليةوالتي أدرجت الكثير من الأنظمة والأحزاب أو الجماعات علي مستوي الاقليم والعالم علي لوأئحها المحظورة بدوافع سياسية أو إستجابة لصفقات سياسية أو غير ذلك ، فكثير من الأحزاب و الحركات والجماعات هُمشَت وصنّفت، ومع هذا يتم التعامل معها فوق الطاولة وتحت الطاولة، فهذا العالم لا يحترم إلا القوي وإلا صاحب الشوكة والنفوذ ، ولننظر إلى تعاطي العالم كله غربه وشرقه مع إيران وكذلك حركة طالبان الأفغانية، بل وحتى مع هيئة تحرير الشام، حيث تتعامل دول كثيرة معها سراً وعلانية،فنحن في اليمن مشروعنا وطني ضد عصابة طائفية، وضد احتلال إيراني جلبته شرذمة إرهابية مارقة على شعبنا، ولا علاقة لنا بأجندات خارجية. .
عقلية أن يعارض بعضنا بعضاً ينبغي أن تتوقف، ونتخلى عنها ، ولا بد من الانطلاق إلى آفاق جديدة في التعاون والعمل الجاد والحقيقي، من أجل إستعادة الدولة الحقيقية وطرد الكهنوت من أرضنا وصيانة عرضنا وكرامتنا، فهي خير وفاء لدماء الشهداء، وللمعتقلين خلف القضبان، فالعدو الإيراني يتألم وألمه أكبر من ألم الثورة السبتمرية والديسمبرية والثوآر الأحرآر، إن كان بتعقيدات تورطه بالمشهد اليمني عبر مليشياتة الإجرامية الحوثيه أو بمشاكله الداخلية والخارجية، وما على الثائر إلا أن يتحلى بالصبر فهو خير جنرال في مواجهة الكهنوت الرجعي، إذ لا يضغط عليه عامل الوقت الذي يطارد الاحتلال الإيراني وأذنابه وأذياله في اليمن والمنطقة والعالم…
لقد جربت الأحزاب اليمنية بقياداتها كثيراً من المكر والكيد لبعضها، وحان لها أن توفّر هذا الكيد والمكر لصالح شعبها وقواعدها ضد العدو الكهنوتي المشترك، فصمود الأبطال يعني الكثير، وإنتصاراتهم المتسارعة تعني الكثير أيظاً، وأول ما يعني هو صمود الرجال في ميادين الشرف في السهول والجبال وهزيمة العدو الرجعي الداخلي والعدو الإيراني الخارجي.وحينها ستغدو اليمن في حال تم تطهيرها من المليشيات الإرهابية الإيرانية ومخلفاتها الفكرية بعيدة عن المحتل الداخلي والخارجي،ستغدو اليمن الدولة، دولة حقيقية بشعبها وجيشها،يمن السِلمُّ والعلم والظهر والسند لأشقائها العرب.