تحقيقات

12:51 مساءً EET

تواطؤ نظام الحمدين مع الاحتلال لتمرير “صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية

استمرارا للدور المشبوه الذى تلعبه قطر في المنطقة، سعت جاهدة خلال الفترة الماضية لتعميق الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، والقيام بدور الراعي الرسمي لتمرير صفقة القرن الأمريكية وتصفية القضية الفلسطينية، وذلك عبر لقاءات سرية عدة جمعت بين مسئوليين قطريين وإسرائيليين، بحسب ماكشفت عنه مؤخرا وسائل الإعلام الإسرائيلية.

 

وفي مفاجأة مدوية كشف موقع “واللا” الإخبارى الإسرائيلى، أن وزير الدفاع الإسرائيلىأفيجادور ليبرمان، الذى هدد فى الماضى بالقضاء على إسماعيل هنية القيادى البارز فى حركة حماس فى غضون 24 ساعة، التقى سرا فى نهاية شهر يونيو الماضى مع وزير خارجية دولة قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التى تشكل الداعم الأكبر لحماس، وهو ما يثبت أن مساعى إسرائيل لإقامة دولة فى غزة منفصلة عن الضفة الغربية وتعميق الانقسام الفلسطينى – الفلسطينى، يجد صدى وقبول كبير لدى الدوحة، ويتوافق مع مصالح نظام”الحمدين” الذى دأب على دعم وتمويل الفصائل المتطرفة فى القطاع بحجة إعادة إعمار غزة ولكنه في الأساس يسعى لتحقيق أهدافه المشبوهة.

الموقع العبرى، ذكر أن الوزير القطرى، محمد آل ثانى، قضى فى قبرص 24 ساعة، خلال ذروة جولات دولية له بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه وفق سجلات الرحلات الجوية اتضح أنه زار قبرص فى الوقت ذاته الذى كان ليبرمان فيها أيضا، ورغم أن وسائل الإعلام كانت قد نشرت في الماضى أن ليبرمان إلتقى المبعوث القطرى محمد العمادي، ولكن اتضح الآن أن اللقاء كان بين مسؤولين أكبر، مما يثبت تورط إمارة الإرهاب في صفقة مشبوهة مع الاحتلال الاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.

 

وكان قد كشف المحلل الإسرائيلى باراك رافيد، فى صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، أنه خلال زيارة ليبرمان إلى قبرص فى يونيو الماضى، التقى مع المبعوث القطرى لقطاع غزة، محمد العمادى، ولكن وفقا لمسؤول إسرائيلى، كان اجتماع ليبرمان فى الواقع مع شخصية قطرية على أعلى مستوى.

التقارب الكبير بين الجانب القطرى والإسرائيلى جعل مراسلة موقع “واللا” الإخبارى الإسرائيلى فى قبرص طال شيلو، تتساءل عن سر التنسيق الكبير الذي برز بين إسرائيل وقطر خلال الأيام الأخيرة، إذ سعت الدوحة جاهدة لتنفيذ أجندة “المشروع الصهيونى” على الأراضى الفلسطينية المحتلة، ووافقت على حق عودة فلسطينيى الشتات الذي لم يلقى قبولا لدى باقي العرب.

وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن نظام الحمدين الذى يعمل على تعميق الانقسام ويسعى لإيجاد موطئ قدم له فى غزة باستثمار ملايين الدولارات يحاول لعب دور نشط فى الجهود التنظيمية الدولية بالقطاع وإيجاد مكان له فى إدارة خطة السلام المستقبلية التى خطط لها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمعروفة باسم “صفقة القرن”.

 

وتشير زيادة الاستثماران القطرية في غزة خلال السنوات الأخيرة إلى أن نظام الحمدين يخطط للهيمنة على الداخل الفلسطيني والتقرب إلى إسرائيل وخدمة أجنداتها اذ ااستثمرت قطر ما يقارب 500 مليون دولار فى مشاريع مختلفة بحجة إعادة تأهيل غزة وعمل المبعوث القطرى إلى قطاع غزة وإسرائيل على توطيد العلاقات مع إسرائيل من خلال عقد لقاءات مستمرة مع مسئولين بالحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال بشكل متكرر ومنتظم كما يحافظ على اتصالاته مع كبار المسئولين فى قطاعى الدفاع والأعمال المتعلقة بغزة.

وتعود العلاقات الإسرائيلية – القطرية المشبوهة، لسنوات طويلة، حيث اجتمع وزراء خارجية إسرائيل السابقين تسيبى ليفنى وسيلفان شالوم مع كبار المسئولين القطريين علنا، منذ عام 2000 وبعد عملية “الرصاص المصبوب” تدهورت العلاقة بدرجة خفيفة وأصبحت اللقاءات بين مسئولى البلدين تتم بشكل سرى وليس علنى.

ودائما تحاول الدوحة التوسط بين إسرائيل وحماس بشأن قضية الأسرى والمفقودين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى، ففى وقت سابق من هذا العام، حاولت قطر إنشاء مسار مفاوضات يتجاوز دور مصر بشأن التوصل لاتفاق تهدئة بين غزة وتل أبيب، حيث عرضت خدماتها بالضغط على حركة حماس لإعادة أسرى جيش الاحتلال إلى تل أبيب
ومن بين أمور أخرى، إلتقى سفير تميم لدى تل أبيب بوزير التنمية الإقليمية الإسرائيلى تساحى هنجبى وغيرهما من أعضاء الكنيست، وكان على اتصال بمسئولين فى مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى ليبرمان.

 

وقالت وسائل الإعلام العبرية إن ليبرمان قضى عطلة نهاية الأسبوع فى قبرص نهاية شهر يونيو الماضى، وعقد اجتماعا ثلاثيا مع وزراء الدفاع القبارصة واليونانيين وقابل الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيدس، وعقب زيارته مباشرة تم نشر خطة لبناء ميناء بحرى عائم أمام غزة يربط القطاع بقبرص بتمويل قطرى.

وبعد أسبوعين، من زيارة ليبرمان إلى قبرص، قام العمادى بمقابلة تلفزيونية نادرة مع التلفزيون الإسرائيلى وقال “حماس وإسرائيل لا تريدا الحرب، وخلال ثلاث سنوات ماضية أظهرت حماس حسن نيتها ونحن نعمل على تعزيز التهدئة بينهم”.

 

وأضاف العمادى الذى تحدث مع الصحفى الإسرائيلى جال برجر، بهيئة البث الإسرائيلية، لنحو 15 دقيقة ووصفته الهيئة الإسرائيلية بأنه “الوسيط القطرى بين حماس وإسرائيل”، أن قطر تسعى إلى تهدئة الأوضاع بين إسرائيل وحماس منذ 3 سنوات، وقد اقترحت على إسرائيل القيام بخطوات سماها “بسيطة” من أجل ضمان أمنها والهدوء على الحدود ومن ثم الانتقال إلى القضايا الأخرى على أساس حل مشكلة غزة.

فيما قال السفير القطرى غير المقيم فى إسرائيل، إن حماس باتت أقوى عسكريا منذ الحرب الأخيرة فى غزة عام 2014، إلا أنها لا تريد الحرب تحت قيادة يحيى السنوار، مضيفا أن إسرائيل تملك المفتاح لتحسين الأوضاع فى غزة رغم استعداد جهات دولية منها قطر تقديم المساعدة من أجل تحسين الأوضاع فى القطاع.

وفى محاولة منه لصد الأخطار التى تتعرض لها مناطق جنوب إسرائيل والخسائر الفادحة التى تواجه الحقول الزراعية بالمستوطنات اليهودية المحيطة بقطاع غزة، كشف السفير القطرى عن “صيغة قطرية” لحل مشكلة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة المنطلقة من غزة.

التعليقات