كتاب 11

05:55 مساءً EET

زيارات تميم

دائما تحاول قطر لعب دور أكبر من حجمها الجغرافي والسياسي والتاريخي بالمنطقة العربية وشراء ذلك بالمال وبالطرق الخلفية بدعم الجماعات المتطرفة، ربما أصبح ذلك واضحا أمام المجتمع الدولي مؤخرا بعد أن كشفت دول المقاطعة دور قطر في دعم الإرهاب بالمنطقة العربية وبالرغم من الأموال الطائلة التي يدفعها تنظيم الحمدين لتحسين صورته إلا أنه مازال يتلقى ضربات موجعة وإهانات متتالية من حلفائه قبل أعدائه.

‏إن الناظر لسِجل زيارات تميم الخارجية يجد أنها دائما تشهد استقبال مهين ويُعامَل وكأنه وزير دولة بين الرؤساء ، الزيارات المعلنة بلغت أكثر من 24 ، زيارات لم تحمل أهدافاً اقتصادية وسياسية وحسب بل حاول من خلالها كثيرا ألغاء المقاطعة عبر خطوات إقليمية ودولية .

‏تعرض الأمير تميم بن حمد ، لمواقف مهينة وتجاهله أحيانا أصبح أمرا معتادا بالنسبة لنا ، فالحالات تتكرر وكأن قطر هي الدولة الوحيدة التي يتم فيها استقبال رئيسها بشكل سيئ أو غير لائق أو أنه على ما يبدو أن تميم غير ملم بالبروتوكولات، و قد بدى ذلك واضحاً جلياً في عدة زيارات له.

‏الأمثلة على تكرر هذه الحالات كثيرة ، منها ما يكون استقباله باهتا وباردا ، ومنها مايكون استقباله متأخراً ومنها ما يعدل في المدة والجدول أثناء الزيارة أو قبلها .

‏طبعا أشهر الحالات وأشدها سوءً هي حين تعرض تميم لموقف مهين من حليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حفل تنصيبه رئيساً لتركيا لمدة 5 أعوام، في موقف أثار غضب حتى القطريين بشدة ، حيث تم تجاهله تماماً أثناء تحيته للوافدين إلى حفل التنصيب، وتركه يقف في طابور طويل بجانب دبلوماسيين وسفراء ينتظر دوره لمصافحة الرئيس التركي، بينما تنصّ البروتوكولات والأعراف الدولية أن يجتمع الرئيس بنظيره لالتقاط الصور التذكارية أو مصافحته إلى جانب رؤساء الدول والملوك ورؤساء الحكومات، وليس وسط الدبلوماسيين أو الوزراء ، وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استقبال تميم بهذا الشكل في تركيا، ففي إحدى الزيارات تم استقباله بشكل بارد للغاية، حيث استقبله في المطار نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، بينما غاب عنه الرئيس التركي، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

‏تركيا لم تكن الوحيدة التي تستقبله أيضا بشكل بارد للغاية بل فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك ، حيث لم يحضر إلى المطار لاستقباله، وتعامل معه بشكل باهت، كما تم التعديل على مدة وجدول الزيارة ،
‏وفور ذلك أطلق مغردون هاشتاج “بوتين يكرش تميم”، في إشارة إلى الطريقة التي استقبل بها الرئيس الروسي ضيفه القطري مقارنة باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .

‏كما أن لجنوب أفريقيا نصيب في إهانة تميم حين تعرض الأمير القطري إلى إهانة كبيرة أيضا خلال زيارته جنوب إفريقيا، العام الماضي، بعد تغيير جدول زيارته أكثر من مرة، ثم تغيير بروتوكولات الاستقبال لتتناسب مع الوضع الداخلي للبلاد في ذلك الوقت، ولم يستقبل أيضاً.

‏بينما المرور من باب المعاقين هو أحد أهم مواقف الإهانة التي شهدها تميم، حيث مر من ذلك الباب بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار مشاركته بالجمعية العامة، أثناء زيارته لأميركا.

‏تخلي تميم لزوجة الرئيس الفرنسي ماكرون عن مقعده أثناء حضور نهائي كأس العالم وهي ليست رئيسة دولة أو زعيمة حتى تجلس في الصفوف الأمامية، والمعدة فقط للزعماء و الرؤساء وكبار المسؤلين، والمبادرة من تميم كما قيل حسب رأيي ليست في مكانها وكانت فيها تصغير له .

‏بينما زيارة لندن فقد كانت أشد الزيارات وأكثرها إهانة حين استقبل باللافتات الإعلانية المعادية للزيارة إلى بريطانيا ، وهو ما يؤكد أن حملة التشويه القطرية الفاشلة لزيارة سمو ولي العهد انقلبت وعادت إليهم مضاعفة وهو ما يبدو أن قطر شربت من الكأس التي أرادت أن تُشربه للسعودية ووقعت في الحفرة التي حفرتها بنفسها و إنقلب السحر على الساحر، والتي انتهت باستجواب تميم في مجلس اللوردات البريطاني والتي أصبحت واقعا سياسيا و إهانة شخصية جلبها الغباء والتهور السياسي وربما الغباء الشخصي ، فالعادة أن يلقي رؤساء الدول كلمة في برلمان الدولة المضيفة ولكن أن يستجوب برلمان تلك الدولة ضيفهم رئيس دولة ووزير خارجيته في سابقة لم تحدث من قبل .

‏لهذا نجد أن ملخص زيارات تميم أنه يتم التعامل معه واستقباله على أنه رجل أعمال ثري متهور ومتربك يدفع المال من أجل صفقات ومليارات الهدف منها غض النظر عن إرهاب دولته ، وأنها زيارات مدفوعة الأجر لتحسين صورة قطر استمرت حتى وصلت إلى استمالة الصهاينة عبر توسلات وتعهدات ودفع أموال باهظة عبر بعض المنظمات ، ولا تحمل

‏مما سبق تأكد لي وأنه من خلال أكثر من عام والنظام القطري بأميرهم ووزرائه يدرون العالم كل شهر تقريبا لمهمة واحدة، وهي حل أزمتهم مع دول المقاطعة ويواجهون ذات الرد في كل دولة لا نستطيع التدخل في أزمتكم رغم الأموال والصفقات والرشاوي ، وكما يقول أينشتاين “الغباء هو تكرار فعل الشيء نفسه عدة مرات وتوقع نتائج مختلفة” .

التعليقات