آراء حرة

09:28 مساءً EET

‏في #صنعاء شعب يذبح…!!

لم يعد للشعوب المغلوبة على أمرها سوي ضمير الإعلام…ولم يعد لدي صنعاء العروبة أملُ سوي أن يولد منها من لازال يحتفظ بمحبرته،تلك المحبرة التي دفنت خوفا من بطش المستوطنين الحوثيين وقمعهم الذي طال كل قلمُ ، كل صوت ، كل نفس ، كل روح حرة تميل إلي الحرية والتحرر من الكهنوت الحوثي…

‏لم يعد هناك املُ سوي أن يظهر منها من يأن لوجعها ويتألم لألمها المكبوت ليخط بضميره رسالة الي ضمير الاعلام العالمي بشتى توجهاته يناشده بالقيام بدوره أكان الدورالعلني الذي ينقل ويرصد الحقيقة ويضع جميع الأطراف عند مسؤولياتها، والخفي الذي يحاسب ويحاكم الأطراف جميعها على مدى التزامها بأخلاق الحرب والصراعات السياسية او الفكرية،

‏أتذكر اليوم ونحن نرى غياباً كاملاً تقريبا بل متعمدا لوسائل الإعلام العالمية عن المجازر الجماعية والتصفيات التي تقوم بها المليشيات الاجرامية الإيرانية علي أسس سياسية ودينية فكرية والقمع والاختطاف والتعذيب، تلك الجرائم التي تمارس ولا زلت في مرأي ومسمع من العالم أجمع من قبل المليشيات الحوثييه التابعة لإيران والتي حولت العاصمة صنعاء الي سجن ومسلخ كبير للتصفيات منذُ ما يقارب الخمس سنوات مضت، فربما سيسجل التاريخ الإعلامي أنها من الجرائم النادرة والمستمرة والتي لم تنل تغطية إعلامية مباشرة حتى اللحظة، وغياب تام لإعلاميين ومؤسسات إعلامية دولية كبري في تجاهل متعمد وتَستر على ما يجري ويمارس داخل اسوار سجن صنعاء من مجازر ومذابح بحق شعب تعمدت المليشيات تمزيقه وتجويعه واذلاله بل أسلمه الكل للكل في ظل غياب تام للمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية…

‏في عام 2014 وخلال العدوان الحوثي الإيراني علي العاصمة صنعاء، صادف أن كنت يومها في زيارة لاحد أصدقائي للسكن الطلابي القريب من مطار صنعاء، والذي كان يعد من الأهداف العسكرية الهامة للمليشيات الحوثييه، وتحت سيطرة حكومة الوفاق والرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي الذي سبق واعلن بان عمران تم تحريرها من المليشيات الحوثييه وقال كلمته المشهورة “عمران عادت الي أحضان الدولة ”

‏وبينما كان سكان صنعاء يصرخون فزعاً ويتحدثون للإعلام الغائب عن صنعاء وما فيها من مؤسسات حكومية واحياء مدنية بأنها تتعرض لقصف واحتلال وعملية نهب من قبل الحوثيين، كان الأخير ينفي ذلك، ومع وجودي كان الشاهد الثالث قد قطع قول كل فصيل، فنقلت لمنظمة هيومان ريتس ووتش حقيقة الوضع في العاصمة حيث كانت بعض وسائل الإعلام العالمية تنقل عنها ما تورده في صفحتها، بأن صنعاء تعرضت لقصف عنيف طال المؤسسات الحكومية والمدنية والاحياء السكنية ، واجتياح وعملية نهب وسلب طالت الأملاك الخاصة والعامة، تذكرت هذه القصة وأنا أرى غياب الإعلام العالمي عن جرائم المليشيات الإيرانية التي تمارس حاليا في صنعاء …

‏وأتساءل لو كان الإعلام العالمي حاضراً ونقل ما تمارسه المليشيات ضد المواطنين في المشافي والبيوت والأسواق.. لو كان الإعلام العالمي حاضراً ووثق تحويل المليشيات المدارس الي ثكنات عسكرية بعد الزج بالطلبة الأطفال والنساء في محارق الموت وكيف حولت المليشيات البني التحتية والمساجد والمدارس في الحارات المزدحمة الي مخازن سلاح تخفي الالاف امن لاطنان و الذخائر المتفجرة..

لوكان الاعلام العالمي حاضراً في ضل ممارسة المليشيات ضد المواطنين القتل والقمع والاختطاف والتعذيب الجسدي والنفسي ولوكان حاضرا ليري العالم كيف شردت المليشيات النساء والأطفال واصبحوا علي الازقة والأرصفة يتسولون ويتضورون جوعاً…

‏أين ضمير الإعلام العالمي من الميليشيات الطائفية الإيرانية وجرائمها خلف اسوار سجن صنعاء؟ هل تجرؤ على نقل ما تمارسه المليشيات الاجرامية ضد صنعاء وأهلها وتعز واهلها كما هو حال الإعلام في سوريا وغيرها؟

إنها المسؤولية الأخلاقية والمهنية الإعلامية التي ستتحملها المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم،بل اأكثر من سيتحملها الإعلام العربي، كونه الجارالأقرب لليمن، والأعرف بما يجري فيها، ‏أنها الفرصة الذهبية للإعلام العربي لتضميد الجرح اليمني ولملمته واحتضانه باعتباره جزء لا يتجزأ منه..

‏أيها العرب انقلوا ضمائركم الي صنعاء العروبة وعيشوا المأساة الحقيقية روح وجسد مع ما تبقي من أجساد مفزوعة متهالكة لشعب صنعاء العروبة.
‏لربما تحركت ضمائركم الإعلامية وضمير الإعلام العالمي… !

التعليقات