عرب وعالم
صحف أوروبية: #أردوغان خطر على #تركيا والعالم
كثفت الصحافة الأوروبية عموماً، من انتقادها للوضع السياسي والاقتصادي الخطر في تركيا قُبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة اليوم الأحد، حتى أن بعضها طالب بُمحاكمة أردوغان وحزبه حال خسارتهم للانتخابات، دون استبعاد لجوء حزب العدالة والتنمية الحاكم للتزوير، سعياً للتشبث بالسلطة بأي وسيلة ممكنة، مشيرة إلى أنه في حال كانت هناك انتخابات نزيهة في تركيا، فإن أردوغان لن تكون له فرصة للفوز.
وتحدثت وسائل الإعلام الفرنسية والبريطانية والأمريكية والألمانية عن رهان أردوغان المحفوف بالمخاطر عبر انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، تفاجئ لاحقاً الرئيس التركي المُنتهية ولايته اليوم، بأنها تشهد منافسة أكثر احتداماً مما كان متوقعاً، وبشكل خاص من جانب محرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية.
ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، مقالاً اعتبر فيه كاتبه “سيمون تيسدال” أن الرئيس أردوغان “خطر على تركيا والعالم”، ودعا إلى الإطاحة به، حيث قال إن تركيا لم تعد صديقة لأوروبا والولايات المتحدة.
وأكد أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي سوف تزداد سوءاً حال إعادة انتخاب أردوغان، وتوجه للناخب التركي قائلاً: “لكل هذه الأسباب ينبغي الإطاحة بأردوغان من السلطة، وأن يكون الإدلاء بالأصوات في سبيل تحقيق هذا الهدف”.
كما نشرت شبكة “سي إن إن انترناشيونال” الأمريكية تقريراً بعنوان “قد تأتي مغامرة أردوغان بإجراء الانتخابات المبكرة بنتائج عكسية”، واهتمت الشبكة بتصريحات مُلفتة لمرشح الرئاسة عن حزب الشعب الجمهوري محرم إينجه، التي اتهم فيها أردوغان بأنه متعب ومتكبر، إضافة لنشرها آراء ناخبين أتراك مُعارضين لأردوغان.
وأكدت أن تركيز الرئيس التركي في الحملة الانتخابية على الإنجازات الاقتصادية لحكومات العدالة والتنمية “قد خسر أهميته مع مُعاناة الأتراك من تقلبات الاقتصاد خلال الفترة الأخيرة”.
وفي تصريحات لصحيفة “راين نيكار تسايتونغ” الألمانية، قال جيم أوزديمير زعيم خضر ألمانيا السابق، إنه حتى أنصار أردوغان بدأوا التشكك فيما إذا كان نهج الرئيس صحيحاً.
وذكرت الصحيفة أن هزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الإسلامي المحافظ في انتخابات الأحد، مسألة محتملة، ودعا السياسي الألماني من خلال الصحيفة أوروبا كلها للنظر في الكيفية التي يمكن من خلالها دعم إعادة بناء الديمقراطية وسيادة القانون، وأكد أنه في حال هزيمة أردوغان “فيتعين على الأرجح أن يتم تقديمه للمحاكمة عن كل أخطائه”.
كما اعتبرت الصحف الفرنسية أن الانتخابات التركية المبكرة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، إذ توقعت “ليبراسيون” لأردوغان “أجواء ملبدة بالغيوم”، فيما تساءلت الكاتبة الكسندرا شووارتزبرود فيما ستشكل الانتخابات المبكرة بداية نهاية رجب طيب أردوغان؟، واعتبرت أن “مؤشرات اختلال عرش السلطان، مهما كانت واهية، تكفي لتوقظ بارقة الأمل في عالم يزداد ظلمة”.
وتخوفت ليبراسيون، إضافة لذلك، من رد فعل أردوغان، مُشيرة إلى إمكانية لجوئه لتزوير نتائج الانتخابات.
وتحدثت الصحيفة عن كيفية تمكن السياسي العلماني محرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري خلال شهرين فقط من أن يفرض نفسه كمنافس جدي لأردوغان، وأشارت إلى خياره تجاوز النزعة النخبوية لحزبه والتوجه إلى أكبر عدد ممكن من الأتراك، وذلك من خلال أخذ مسافة من العلمنة التي تُعد أحد ركائز الحزب والدولة.
صحيفة “لاكروا” تحدثت بدورها عن “رهان أردوغان المحفوف بالمخاطر” كما عنونت ذلك، واعتبرت أن توحيد صفوف المعارضة في تركيا قد يشكل تهديداً لرئيس البلاد. وأشارت الكاتبة “لي زيكو” إلى تآكل شعبية أردوغان بعد 16 عاماً من الحكم. ولم تستثنِ الصحيفة بدورها إمكانية لجوء أردوغان إلى تزوير النتائج.
أما صحيفة “لوفيجارو”، أشارت إلى أنّ مرشح المعارضة محرم إينجه، أخاف أردوغان حتى في معاقل حزب العدالة والتنمية الحاكم، فقد تحدثت عن النزعة الاستبدادية لرئيس تداعبه أحلام السلطنة ويُمارس سياسة الهروب إلى الأمام.
وكتب “آرنو دو لا جرانج” في افتتاحية الصحيفة “لقد أخرس أردوغان بالفعل كل الأصوات المعارضة”، مشيراً إلى اعتقال الصحافيين وطلبة الجامعات، ومُنتسبي الشرطة والقوات المسلحة وحتى القضاة والعاملين في مختلف الوزارات.
وذكر الكاتب أن “أردوغان إنما بنى سلطته وسياسته على أسلمة المجتمع التركي”، وخلص إلى أن ذلك يوحي بالطبع بتزايد استياء المعارضة والشعب من النظام على نحو كبير.