مصر الكبرى

03:06 مساءً EET

الحالة الثورية .. والعملية السياسية‎

المجتمع المصرى بكل تنويعاته يعيش منذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ حالة ثورية لم يعتد عليها لاول مرة الشعب اصبح ..يريد ..

ليس مجرد مطالب واحتياجات او رفع مظالم وتجنيات او حتى إصلاحات واكتساب بعض الحقوق كما كان الحال فى حركاته الشعبية السابقة بما فيها الحركة العرابية ١٨٨٢ وثورة ١٩ وانتفاضاته فى زمن عبد الناصر والسادات ولكن الشعب هذه المرة أعلنها صريحة واضحة وقاطعة انه ..يريد تغيير النظام .. هذا هو الجديد الذى اذهل العالم من حولنا بل وفاجأ قوى عديدة فى الداخل وفى مقدمتها النظام نفسه واركانه والذى بدى مستهينا مندهشا ثم هائجا شرسا مع اصرار الشعب ثم متحولا الى الثورة المضادة والخطوات التكتيكية المدروسة بدءاً من موقعة الجمل الشهيرة الى تخلى رأس النظام عن منصبه مع تكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد ومن ذلك التاريخ فى ١١ فبراير ٢٠١١ جرت فى النهر مياه كثيرة وسالت أيضاً دماء ذكية كثيرة والحالة الثورية تسرى فى وجدان الشعب بأشكال وصور مختلفة واهم سماتها كسر كل حواجز الخوف والخروج على كل القواعد التى كانت مفروضة ومرعية بصرامة فى التعامل مع الدولة والجميع يتحرك تحت مظلة الثورة واهداف الثورة وحتى قوى النظام اعتبرت نفسها تخوض أيضاً " ثورة " من وجهة نظرها وان كانت ثورة مضادة لإرادة الشعب فى اغلبه ، وكان لا بد من الانتقال من حالة السيولة الثورية الى حالة العملية السياسية ذات القواعد المحددة للبدأ فى تحقيق اهداف الثورة ولكن اى ثورة وأى اهداف تلك التى يراد تحقيقها ؟؟ قوى الثورة والتغيير قبلت الدخول فى العملية السياسية مع تحفظ عناصر كثيرة منها بهدف الوصول الى السلطة والبدأ فت خلق الآليات السياسية لتحقيق اهداف الثورة بإسقاط النظام والتأسيس لنظام جديد ، وقوى الثورة المضادة رحبت أيضاً بالدخول فى العملية السياسية على أمل استعادة السلطة وفرض وجودهم بشرعية جديدة ولا مانع من ارتداء ثوب الثورة للخداع والتمويه !؟ بدأت العملية السياسية الملتبسة بالاستفتاء على تعديلات دستورية ثم اعلان دستورى ثم انتخابات برلمانية وهى المهمة حيث لقيت قوى الثورة المضادة هزيمة ساحقة ولكنها لم تستسلم فبدأت تطور من خططها خاصة وان تلك الانتخابات لم تكن نهاية المطاف وتم التركيز على إفشال البرلمان وتشويهه وساعدهم على ذلك الأخطاء العديدة التى وقعت من البرلمان وتم الاعداد الجيد بعد استعادة التوازن لخوض المعركة الاكثر حسما وهى معركة انتخابات الرئاسة وحشد لها الفلول كل إمكاناتهم الهائلة وملياراتهم المنهوبة من مقدرات هذا الشعب ودفعوا بأحد رموزهم بكل وضوح وجرأة لخوض التركة الفاصلة ،وسبق جولة الإعادة الحاسمة حل مجلس الشعب واصدار اعلان دستورى مكمل وأبطال قانون يعزل مرشحهم للرئاسة وتم اعداد المسرح تماماً للمشهد المريع عودة النظام الذى ثار الشعب لاسقاطه بكل اركانه وزهوه ! ولكن الشعب قاوم رغم صعوبة المعركة ورغم عدم ارتياحه الكامل للبديل وجاء اختياره قاطعا وهو " إسقاط النظام " ولا زالت الحالة الثورية تقاوم والعملية السياسية تسير بكل الغامها ، العملية السياسية لن يحميها الا الحالة الثورية ..أفيقوا يرحمكم الله ..

التعليقات