حوادث
تفاصيل مقتل مواطن مصري بجنوب أفريقيا
سيطرت حالة من الحزن على منزل المواطن عبد الله جادو بقرية كفر الشراقوة التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، بعد علمهم بمقتل نجلهم الأكبر”فتحى” فى العقد الرابع من العمر برصاص عناصر إجرامية مسلحة بجنوب افريقيا، أثناء قيادته سيارة محملة بالبضائع لترويجها على زبائنه.
سافر شهيد لقمة العيش إلى جنوب افريقيا قبل عشر سنوات ليساعد أسرته ويجنى المال لتكوين مستقبله والمساعدة فى زواج شقيقيه “عبد الله، خالد”، رفض أن يعطي نفسه إجازة ويأتى لمصر لزيارة والديه طوال تلك الفترة، رغم توسلات والديه له بأنهما يرغبان فى رؤيته إلا أنه كان يصر على البقاء بالخارج حتى تستقر أموره، وبعد محاولات من أفراد اسرتهم اقتنع بكلامهم ، وقرر أن النزول لمصر لقضاء فترة إجازة ولكن لم يمهله القدر ليرى عيون والديه وإخوته بعودته سالما ولكن زف اليهم اصدقاءه بأنه قُتل برصاص عصابة مسلحة حاولوا سرقته بالإكراه، أثناء ذهابه للتجارة فى نهار رمضان.
يقول عبد الله عبد الودود جادو “فلاح” والد الضحية:”ابنى كان متفوق فى مراحل التعليم المختلفة وحصل على درجة الليسانس، وآمن الله عليه بحفظ القرآن الكريم، وفكرنا فى تسفيره للخارج ليكون نفسه ويساعد فى توفير احتياجات الأسرة، وفكرت والدته فى أن يسافر لدولة الإمارات، إلا أن عمه طلب أن يسافر لجنوب افريقيا، مضيفا أن الضحية منذ سفره لجنوب أفريقيا كان يرسل مبالغ مالية للمساعدة فى مواجهة أعباء المعيشة.
وأشار جادو إلى أنه بعد مرور عدة سنوات انتهى جواز سفره وكان هناك صعوبة فى نزوله لمصر لعمل جواز سفر آخر لأنه قد حصل على إعفاء مؤقت من تأدية الخدمة العسكرية، ولكن أرسل لى توكيلا لإنهاء إجراءات استخراج الجواز وشهادة الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وأضاف:” كنا نتوسل إليه للحصول على إجازة والنزول لكى نراه خاصة بعد مرور سنوات كثيرة على سفره ولكن كان يماطل فى النزول، وبعد محاولات مستميتة نجحنا فى إقناعه للنزول حتى نراه ويقضى معنا ما تبقى من شهر رمضان وإجازة عيد الفطر.”، مشيرا إلى أن نجله كان يعمل فى تجارة الأدوات المنزلية والسجاد، حيث يقوم بشراء البضاعة من أحد التجار ويقوم هو وشريكه بالتجول فى المناطق لبيعها.
وأكد والد الضحية:” قبل مقتله بوقت قصير اتصل بنا وبجميع أقاربه وأصدقائه وكان يضحك وكأنها أخر مرة سنسمع فيها صوته، وفوجئنا يوم الأربعاء الماضى باتصال تليفونى من أحد أصدقائه بجنوب إفريقيا يبلغنا بقتله على يد عصابة مسلحة استوقفته هو وشريكه أثناء استقلالهما سيارة تحمل بضائع لترويجها، فلقى حتفه وأصيب زميله بطلق نارى.”
وأشار إلى أن نجله مر على وفاته عدة أيام ولم نتسلم حتى الآن الجثمان لدفنه، مطالبا المسئولين بالسفارة المصرية بجنوب أفريقيا، بإنهاء الإجراءات الخاصة بترحيل الجثمان لمصر.
وأشار والد الضحية أن القتيل هو أكبر إخوته ووالدته مريضه بالقلب وسقطت مغشيا عليها فور علمها بقتل ابنها الأكبر، موضحا أن نجله كان يتمتع بأخلاق طيبة فى القرية وكان يلقى الخطب بالمسجد، وكان يؤدى الصلوات فى أوقاتها ولم يقترب من الحرام متمسكا بأخلاقه وتعاليم دينه الإسلامى.
وأكد والد القتيل أنه كان دائما ما يطلب منه أن يعود إلى مصر والابتعاد عن منطقة الخطر فى جنوب إفريقيا التى ينتشر بها العصابات المسلحة، مطالبا الخارجية المصرية بسرعة التحرك لإنهاء إجراءات سفر الجثمان بعد مرور 8 أيام على قتله، مطالبا بالحصول على حقه.
أما والدته وجنات حليس فقالت” كان نفسى أحضر فرحه قبل ما أموت، وأشوف فرحته زى ما بيفرحنا ويتعب علشاننا.. منهم لله اللى حرمونى منه وكسروا ضهرى وقلبى عليه”.
وأضافت الأم أن نجلها هو أكبر أولادها وقرر السفر إلى جنوب أفريقيا منذ 10 سنوات ليبنى مستقبله ويساعد أهله فى نفقات البيت.
وأشارت إلى أنها كانت تطلب منه خلال المكالمات التى دارت بينهما طوال سنوات الغربة أن يعود إلى أحضانها بعد أن افتقدته، مؤكدة أنها دخلت فى غيبوبة وفقدت وعيها وأصيبت بصدمة شديدة بعد أن أبلغوها أنه قتل فى نهار رمضان على يد مسلحين، قائلة”بعد ما أقنعته ينزل أجازة وأشوفه وأخده فى حضنى حرمونى منه.”
وطالبت الأم بسرعة إحضار جثمانه من جنوب أفريقيا خاصة بعد مرور أيام على قتله لدفنه بقريته.