علوم وتكنولوجيا

09:00 مساءً EET

بعد “#أمازون” و”#أبل” .. “#مايكروسوفت” تنضم إلى سباق التريليون دولار

قبل خمس سنوات كان يبدو على مايكروسوفت أنها معرضة لخطر التخلف عن التحولات الهيكلية الكبيرة التالية في مجال الحوسبة. كانت أسعار أسهمها محصورة ضمن نطاق بقيت داخله لأكثر من عشر سنوات، في وقت أخذت فيه شركات تكنولوجيا أخرى الريادة في مجال الحوسبة المحمولة والحوسبة السحابية.

بعد فقدانها سوق برمجيات الهواتف الذكية لمصلحة “أبل” و”جوجل”، راهن الرئيس التنفيذي السابق، ستيف بالمر، على عملية الاستحواذ على قسم الهواتف في شركة نوكيا من أجل اللحاق بالركب. لكن الصفقة التي كرهها الجميع في وول ستريت، باءت بالفشل وتنحى بالمر عن منصبه في عام 2014.

التغيير منذ ذلك الحين كان مذهلا. الخدمات السحابية أعطت دفعة قوية للنمو، ومن المتوقع أن تحقق مايكروسوفت أسرع نمو في الإيرادات منذ عقد من الزمن عندما ينتهي عامها المالي في الشهر المقبل. وقد ارتفعت أسهمها ثلاثة أضعاف.

هذا النجاح استمال جيشا من المؤيدين في وول ستريت من أنصار ساتيا ناديلا، خليفة بالمر، الذي وضع بصمته من خلال رئاسته لقسم الحوسبة السحابية في الشركة. كتب محللون في مورجان ستانلي في مذكرة في وقت سابق هذا العام: “اعتماد الخدمات السحابية العامة، وقنوات التوزيع الكبيرة، وقاعدة العملاء المثبتة، وتحسن الهوامش، كل ذلك يدعم مسارا نحو الوصول إلى رسملة سوقية (لمايكروسوفت) مقدارها تريليون دولار”.

تأتي مايكروسوفت بعد “أمازون لخدمات الإنترنت”، الشركة الرائدة في السوق في الأجزاء التأسيسية لأعمال الحوسبة السحابية – تمنح إمكانية الوصول إلى القوة السحابية الخام وتخزين البيانات (التي تعرف باسم “البنية التحتية على شكل خدمات”) ومجموعة الخدمات اللازمة لتحويل قاعدة الحوسبة المذكورة إلى منصة للشركات من أجل تشغيل تطبيقاتها عبر “منصة على شكل خدمات”.

لكن خلافا لشركة أمازون، لدى مايكروسوفت أيضا قسم مهم للتطبيقات السحابية، على شكل خدمات إلكترونية عبر الإنترنت تحمل اسم “أوفيس 365” وتطبيقات للشركات مثل إدارة العلاقات مع الزبائن. وقد وصل إجمالي مبيعاتها السحابية التجارية إلى ستة مليارات دولار في آخر ربع، متفوقة على أمازون التي بلغ إجمالي مبيعاتها 5.4 مليار دولار.

ولا يزال هذا يشكل نحو خمس إجمالي مبيعات مايكروسوفت فقط، لكن قسم الحوسبة السحابية أسهم بما نسبته 63 في المائة من نمو الشركة الكلي حتى الآن هذا العام.

وجود مايكروسوفت في أجزاء كثيرة جدا من أعمال الحوسبة السحابية يمنحها “نقاط دخول أكثر” مع عملاء محتملين، بحسب إد أندرسون، المحلل لدى شركة جارتنر لبحوث التكنولوجيا. “إنها تمنحهم القوة لأنهم يمارسون أعمالا في جميع المجالات. إنهم يحظون بمكانة جيدة للغاية”.

مع تأسيس الأعمال السحابية التأسيسية، التي توفر رابطا مع الزبائن، يقول أنصار الشركة إنها ينبغي أن تكون قادرة على تعزيز الأرباح من خلال بيع مزيد من الخدمات فوق المبيعات الأخرى

ستكون هناك “خدمات إضافية ذات هوامش مرتفعة يجري إضافتها بتكلفة منخفضة”، بحسب كيفن ووكاش، وهو مدير محفظة في جينسن لإدارة الاستثمارات وأحد المساهمين في شركة مايكروسوفت.

من المحتمل أن يكون الذكاء الاصطناعي في الطليعة. كانت مايكروسوفت من بين أولى الشركات التي توفر “تعلم الآلة في مجال الحوسبة السحابية” – خدمات الذكاء الاصطناعي التي يستطيع الزبائن الاستفادة منها في بيانات الشركات الخاصة بهم بمجرد إدراجها في منصة آزور السحابية الخاصة بالشركة.

إن كانت الحوسبة السحابية قوة تمركز قوية في مجال الحوسبة، حينها يمكن أن يوفر انتشار الأجهزة “على الأطراف” – مجموعة من أجهزة الاستشعار وغيرها من الأدوات الذكية المعروفة باسم “إنترنت الأشياء” – مصدرا ثانيا للنمو. قال أندرسون، مشيرا إلى إرث برمجيات الكمبيوتر الشخصي في شركة مايكروسوفت: “لديهم قسم للبرمجيات يعرف كيف يعمل عند الأطراف – هذا هو المصدر الذي جاؤوا منه”.

وفي حين أن الشركة استطاعت أن تضع نفسها بوضوح في المرتبة الثانية بعد شركة أمازون لخدمات الإنترنت في مجال الحوسبة السحابية، هناك جوانب تاريخية ينبغي التغلب عليها. خلافا للشركات المنافسة التي وُلِدت في عالم الإنترنت وبنت أعمال جديدة في مجال الحوسبة السحابية من الصفر، لا تزال مايكروسوفت تطور الأساليب والطرق لبيع الخدمات السحابية لكثير من عملاء شركات البرمجيات التقليدية لديها.

قال أندرسون: “بحسب تقديراتنا، تراوح نسبة اختراقنا في الأسواق الحالية بين 14 و15 في المائة. الاتجاه الصعودي لا يزال هائلا”.

ربما تساعد اقتصاديات الحوسبة السحابية الآن أكبر منصات الحوسبة السحابية في تدعيم موقفها، ما يترك المجال مفتوحا أمام شركة احتكار صغيرة للسيطرة على شريحة كبيرة من صناعة الذكاء الاصطناعي. أحد العوامل المساعدة هو الحجم الضخم للإنفاق اللازم من أجل التنافس. قال ووكاش: “وضعوا استثمارات رأسمالية ضخمة”.

وفقا لمورجان ستانلي، سيرتفع إجمالي الإنفاق الرأسمالي من قبل 14 من أكبر شركات الحوسبة السحابية 29 في المائة هذا العام، وهو تسارع ملحوظ بعد زيادة نسبتها 16 في المائة العام الماضي، ويعد إشارة إلى وجود “تحول متسارع في انتقال عبء العمل إلى الحوسبة السحابية العامة”. ثلاثة أرباع ذلك النمو تأتي من أربع شركات فقط: مايكروسوفت، وجوجل، وفيسبوك، وأمازون.

وهذا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من عمليات الاستحواذ والاندماج، مع استيعاب أكبر المنصات لموفري التطبيقات الرئيسة التي تعمل في تشغيل الحوسبة السحابية – وهي عملية توطيد قاسية حصلت بعد أن نضجت عصور أخرى من حوسبة الشركات.

ناقشت مايكروسوفت منذ فترة عرضا محتملا للاستحواذ على “سيلزفورس”، أكبر شركة لبرمجيات الخدمات، رغم أن المناقشات التي جرت قبل ثلاثة أعوام لم تتطور قط لتصبح عرضا رسميا. ومنذ ذلك الحين، ركزت على بناء تطبيقاتها المنافسة الخاصة بها – وفي حال ترسخ في النهاية توطيد الحوسبة السحابية، فقد تصبح عاملا كبيرا في رفع مايكروسوفت وتحقيق هدفها المتمثل في الحصول على تقييم يعادل تريليون دولار، وهو هدف تضع كل من “أمازون” و”أبل” عيونهما عليه.

التعليقات