عرب وعالم

02:24 مساءً EET

المقاومة الإيرانية: فضح جهاز تجسسي ارهابي تابع لنظام الملالي

إن أحد أساليب تصدير الإرهاب والجاسوسية إلى الدول الأخرى المتبعة من قبل النظام الإيراني هي اضفاء غطاء ثقافي أومرتبط بأمر ثقافي عليها في سفارات النظام بحيث اعترف مسؤولو النظام بهذا الموضوع عدة مرات بما في ذالك ما جاء في بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بتاريخ 18 يوليو / 2017 :
الملا الجلاد علي فلاحيان ، وزير المخابرات السابق في مقابلة أجريت معه حول أنشطة النظام الجاسوسية في داخل البلاد وخارجها يقول : “تعمل وزارة المخابرات على جمع المعلومات سواءا في داخل أوخارج البلاد تحت غطاءات وظيفية مثل وظائف تجارية و رجال الاعمال أو وظائف صحفية “.
وقد كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مراراً وتكراراً عن هذه القضية ، بما في ذلك ما يتعلق بمليشيات النظام العميلة في اليمن والتي جاء على ذكرها في بيان هذا المجلس ” حسين الحوثي وشقيقه عبد الملك الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي ، في أوائل الثمانينيات ،قضوا أكثر من عام في إيران في مدينة قم تحت التدريب الديني والسياسي والأمني والإرهابي ، من ثم استمروا في الذهاب والاياب من والى ايران “.
كما ورد في الكشف أنه ” في نفس الوقت الذي كان النظام ينظم الحوثيين، قام في تاريخ 5 يناير / 1995 بالتوقيع على اتفاقية ثقافية بين ايران واليمن حتى يوفر ارضية مناسبة وعملية لنشر وتوسيع الاصولية والارهاب ” ولكن في التقريرالمرفق ، الذي حصلت عليه المقاومة الإيرانية من مصادرها داخل إيران ، فهناك جهاز تابع لنظام الملالي قام بتأسيسه لغرض التجسس والنشاطات الارهابية والاصولية ويصرف عليه من اموال وثروات الشعب الايراني ويفضح التقرير ما يلي :
ولماذا يتم إنفاق الأموال عليها من قبل النظام؟ التعريف بجامعة المصطفى العالمية
ما هي جامعة المصطفى العالمية ؟
جامعة المصطفى العالمية هي جزء من الجهاز الدبلوماسي لنظام ولاية الفقيه ، مهمته هي تجنيد وتعليم الملالي ورجال الدين في الدول الأجنبية.الميزانية المخصصة لها كبيرة جدا كما تم الاعلان عن قسم من الائتمانات المخصصة لها في ابريل 2018 في تقرير نظام الخزانة الإلكترونية من قبل وزارة الاقتصاد .
تخصيصات جهازالتجسس هذا هو 7 أضعاف ميزانية جامعة طهران
بحلول نهاية شهر أبريل ، يتم نشر تقرير نظام الخزانة الالكتروني من قبل وزارة الاقتصاد وفي هذا القرير يتم الاعلان عن مدفوعات لبعض مؤسسات في شهر ابريل . ما يجذب انتباه الجمهور أكثر من أي شيء آخر هو اختلاف بحدود ال 7 اضعاف ما استلمته جامعة المصطفى العالمية قياسا الى جامعة طهران التي تعتبرأكبر مؤسسة تعليمية في البلاد.
في أبريل 2018 ، وفقًا لتقرير حكومي ، حصلت جامعه‌ المصطفی العالمیه على رصيد يعادل 8 مليارات و 284 مليون تومان. هذا على الرغم من حقيقة أن جامعة طهران تلقت حوالي 1 مليار و 250 مليون تومان في نفس هذا الشهر. [اقتصاد نيوز 2 مايو 2018]
جامعة المصطفى العالمية ما هي تلك الجامعة وما هي رسالتها مهمتها حتى تحصل على سبعة اضعاف مما حصل عليه أكبر مركز تعليمي في البلاد؟
التواجد في أكثر من 60 دولة
وفقا لمقررات الاجتماع رقم 625 في تاريخ 11 نوفمبر 2008 للمجلس الاعلى للثورة الثقافية تم تشكيل جامعة المصطفى العالمية من دمج “المركز العالمي للعلوم الإسلامية” و “منظمة الحوزات والمدارس العلمية في الخارج”.
التنظيم المركزي لهذه الجامعة ، والذي يهدف أساسًا إلى تدريب الملالي الأجانب في قم. تضم الجامعة 170 وحدة تعليمية وتربوية وبحثية مرتبطة بها في داخل البلاد وخارجها باستمرار. داخل الدول الإسلامية ، وحدات داخل البلاد التابعة لجامعة المصطفى العالمية تقع في مدن مشهد وطهران وأصفهان وجرجان وقشم ووحداتها في الخارج في أكثر من 60 دولة ، بما في ذلك:
جنوب أفريقيا ، ألبانيا ، ألمانيا ، أفغانستان ، إندونيسيا ، إنجلترا ، أوغندا ، البرازيل ، بلغاريا ، بنغلادش ، بوركينا فاسو ، البوسنة والهرسك ، بنين ، باكستان ، تنزانيا ، تايلاند ، توجو ، الدنمارك ، اليابان ، ساحل العاج ، السويد ، السنغال ، سوريا ، سيراليون والعراق وغانا والفلبين وقيرغيزستان وكازاخستان والكاميرون وكوسوفو والكونغو الديمقراطية وجزر القمر وغامبيا وجورجيا وغويان وغينيا ولبنان ومدغشقر ومالاوي وماليزيا ومالي وميانمار والنرويج والنيجر ونيجيريا والهند …نشطة فيها.
ووفقاً للموقع الرسمي للجامعة ، فإن “جامعة المصطفى (ص) العالمية ” لها حضور فعال ومؤثر” في “المناطق الإستراتيجية في العالم”.
الشبكة العالمية لهذا الجهاز الارهابي
ومن ناحية أخرى ، علمت و دربت الجامعة أكثر من 50 ألف رجل دين ، 25 ألف منهم تخرجوا وعادوا إلى بلدانهم. الخريجون هم من أكثر من 100 دولة.خريجو جامعة المصطفى قاموا بانشاء شبكات في 40 دولة حول العالم . في كل من هذه الدول ، أنشأ هؤلاء الأفراد رابطة خريجي جامعة المصطفى العالمية بحيث تجعلهم في ارتباط مستمر مع جامعة المصطفى العالمية في ايران بشكل كامل . هذه الرابطات تعمل على تفعيل التواصل والارتباط فيما بينها على شكل شبكة ايضا . كما يتم استدعاء خريجين مختارين من جامعة المصطفى إلى إيران سنوياً للحصول على أحدث خبراتهم في سبيل الدفع باهداف جامعة المصطفى نحو الامام .
امتيازات ونقاط الملالي في هذا الجهازالتجسسي
تقدم هذه المؤسسة أيضا مجموعة متنوعة من الامكانات لهؤلاء الملالي .هذه التسهيلات تتناسب مع مكان دراسة وظروف كل ملا او رجل دين ، بما في ذلك: الحصول على التأشيرات والإقامة من اجل الدراسة ، دفع الرسوم الدراسية شهريا ،و بدل السكن وسداد القروض ،تامين الإقامة والمسكن ، تقديم الخدمات الصحة والعلاج والإرشاد التعليمي و التربوي والتدريب العملي و المهاراتي للازواج والأطفال وتوفير المرافق الرياضية ، وتوفير التعليم الخاص لعائلات هؤلاء الملالي .
واقامة مخيمات العطلات – الحج و بالنسبة لأولئك الملالي الذين يأتون إلى إيران للدراسة ، يتمتعون بتسهيلات وامكانات أكثر من غيرهم من رجال الدين الذين يدرسون في احد المركز التعليمية التابعة لجامعة المصطفي العالمية في خارج البلاد.
رئيس وأعضاء مجلس أمناء هذا الجهاز
رئاسة جامعة المصطفى العالمية بعهدة الملا اعرافي احد اعضاء جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم . ومن بين الأعضاء الآخرين في مجلس أمناء هذه المؤسسة يمكن الاشارة الى اسماء مثل : آية الله سيد هاشم حسيني بوشهري ، ومحمد علي تسخيري ، ومحسن محمدي عراقي (آراكي) . سيد هاشم حسيني بوشهري عضو حالي في مجلس الخبراء من مدينة بوشهر. نشاهد في تاريخه وسجلاته ” مدير المدرسة الدينية حجتية للملالي غير الايرانيين في قم “، “رئيس مجلس إدارة المركزالدولي لللعلوم الاسلامية وعضو في مجلس أمناء منظمة المدارس والمعاهد الدينية في الخارج”.
هناك عضو آخر مهم في مجلس الامناء هذا و هو محمد علي تسخيري ،من مواليد مدينة النجف ، العراق. وهو حاليا عضو في مجلس الخبراء والمستشار الأعلى لخامنئي لشؤون العالم الإسلامي. ترأس تسخيري في وقت سابقا المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية . من بين أعضاء مجلس أمناء جامعة المصطفى هناك محمّد محمدي عراقي (أراكي)تولد مدينة النجف في العراق. أراكي ، أو عراقي نفسه ، هو حاليا الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
السفر إلى سوريا بعد الهجوم الكيميائي على دوما
كانت آخر مهام محسن أراكي احد اعضاء مجلس امناء جامعة المصطفى السفر الى سوريا . ووصل إلى دمشق بحلول يوم الثلاثاء 10 أبريل 2018. وعند وصوله الى سورية تم الترحيب به من قبل وزير الاوقاف السوري والملا طباطبايي ممثل خامنئي . قبل ثلاثة أيام فقط من هذه الرحلة ، هز هجوم الأسد الكيميائي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية اركان العالم .
الهدف المعلن من هذه الزيارة إلى دمشق هو افتتاح المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في دمشق ،الامر الذي يظهر بوضوح أن جامعة المصطفى ومجمع التقريب يعملان كذراع واحدة ولاسيما حضور تسخيري واعرافي عضو مجلس الامناء ورئيس جامعة المصطفى ايضا الى سوريا في نفس ذات الوقت .
إلى جانب افتتاح مجمع التقريب في دمشق ، يشارك الملا أراكي في المؤتمر الأول “القدس وجهتنا ” في 10 و 11 أبريل 2018 ، مع الملا تسخيري ، علي أكبر ولايتي والملا اعرافي. وسيستضيف المؤتمرالمقام برعاية وزارة الأوقاف السورية ، و بالتعاون مع مكتب الولي الفقيه في سوريا ومجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية عددا من الضيوف من اكثر من 12 دولة بما في ذلك ايران في قاعة دار الأسد للمؤتمرات بدمشق. وخلال نفس هذه الرحلة قام ولايتي ممثل خامنئي بالحضور الى دوما للتاكيد على دعم النظام الايراني لبشار الاسد .
اللقاء مع زكزاكي
في مثال آخر عن مهام جامعه المصطفى العالمية يمكن التذكير بلقاء اعرافي كرئيس لجامعة المصطفى العالمية مع الشيخ زكزاكي احد اتباع نظام ولاية الفقيه في نيجيريا . في يناير 2015 حضر الشيح زكزاكي في المنظمة المركزية لجامعة المصطفى العالمية للقاء الملا اعرافي .
وقال اعرافي مخاطبا زكزاكي : ان الحركة العالمية لجامعة المصطفى العالمية رغم وجود جميع المشكلات والاعداء مستمرة في النجاح بكل صلابة وتمثيل المطصفی في نيجيريا يعتبر ايضا احد اكثر التمثيلات امتيازا واتمنى ان يستطيع هذا التمثيل كما كان في الماضي ان يحقق افضل استفادة واستثمار من خلال حضوركم . كما اعرب الشيخ زكزاكي عن امتنانه وتقديره لدعم الجمهورية الاسلامية في ايران وجامعة المصطفى للشيعة في نيجيريا .
زيارة القائم بالاعمال المبعوث من قبل النظام الايراني الى مصر
من أجل تقديم صورة لنطاق نشاطات جامعة المصطفى العالمية يمكن الاشارة الى لقاء كنعاني القائم بالاعمال الجديد المبعوث من قبل النظام الايراني الى مصر قبل الانتقال الى مكان المهمة مع نائب مدير العلاقات الدولية في جامعة المصطفى .
الملا قنبري ، نائب مديرالعلاقات الدولية في جامعة المصطفى أرشد القائم باعمال النظام الجديد في مصر على ان نطاق مهمته هو توفير وايجاد ارضية مناسبة من اجل تقوية العلاقات بين الحوزة العلمية في قم والمصطفى وجامعة الازهر وبهذا الاسلوب يتم تامين الظروف المناسبة من اجل استغلال القدرات الدبلوماسية والعلمية والثقافية ويتابع معبرا عن تمنياته في ان يتم اقامة مؤتمرات علمية مشتركة بين البلدين .
الخلاصة والاستنتاج :
كل العناصر المذكورة أعلاه تشير إلى أن جامعة المصطفى العالمية هي أحد أدوات السياسة الخارجية لنظام ولاية الفقيه. تعمل هذه المؤسسة ، التي تحمل اسم ومظهر الجامعة ، على توظيف وتدريب قوى نظام ولاية الفقيه في مختلف دول العالم. بالإضافة إلى الترويج لصالح النظام ، فإن هذه القوى هي الأساس في تطوير المخططات الإرهابية ، وإثارة الحروب الإقليمية ، وما إلى ذلك.
لذلك ، لا يمكن إنكار أنه في أبريل / نيسان 2018 ، فقط من خلال المصادر المعلنة خارجياً ، تم اعطاء مبلغ ما يقارب ال 7 اضعاف المبلغ المقدم لجامعة طهران لجامعة المصطفى العالمية .ولا ينبغي أن ننسى بشكل خاص أن جامعة طهران ، على الرغم من حقيقة أن نظام ولاية الفقيه حاول تقويض هويتها ، لكن كان نفس هؤلاء الطلاب هم الذين ثاروا ضد نظام الملالي بجميع اركانه في الانتفاضة الاخيرة بشعارات ” ايها الاصلاحي وايها المحافظ لقد انتهى الامر “.

التعليقات