عرب وعالم
النووي الإيراني على مشرحة فريق الأمن القومي الأمريكي الجديد
مع احتفال الإيرانيين بعيد النوروز، بدء السنة الفارسية الجديدة، وهو تقليد قديم يعود لما قبل الإسلام، ويصادف بداية فصل الربيع، ومتجذر في الثقافة الفارسية، تمر القيادة في طهران بمرحلة غير مستقرة، سواء داخلياً أم عبر المحيط الإقليمي والدولي.
وترى سوزان مالوني، زميلة بارزة متخصصة في السياسة الخارجية لدى مركز سياسة الشرق الأوسط وأمن الطاقة التابع لمؤسسة “بروكينغز” الفكرية، أنه على رغم خمود مسيرات الاحتجاج التي خرجت في نهاية العام الأخير، وشملت 80 مدينة إيرانية، إلا أن الإحباط من سوء أوضاع اقتصادية واجتماعية، وبسبب قيود سياسية، ما زال سائداً.
استفزازات ومناورات
وحسب مالوني، أدت الاضطرابات لإثارة أعصاب الطبقة السياسية في طهران، كما شحذت همة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لاستفزازات جديدة فضلاً عن ظهور مناورات بشأن عملية خلافة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
وفي الوقت نفسه، ورغم الانتصار على داعش في العراق، وعلى معارضي الأسد في سوريا، تواجه طهران حالياً مقاومة قوية لتمددها الإقليمي، من قبل السعودية التي يبدو ولي عهدها الشاب مصمم على منع تمدد النفوذ الإيراني بأي ثمن.
غيوم سوداء
لكن، برأي كاتبة المقال، يأتي التهديد الرئيسي لإيران من واشنطن، حيث تستعد إدارة ترامب للانقلاب على الصفقة النووية لعام 2015، وهي خطوة من شأنها إعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، وزيادة الخلافات بين العدوين القديمين.
كذلك، أدى قرار الرئيس الأمريكي الأخير تعيين جون بولتون، مسؤول سابق في إدارة بوش، كثالث مستشار أمن قومي في عهده، ليلقي بظلال سوداء على السنة الفارسية الجديدة بالنسبة لطهران. فقد عرف بولتون بحملته الشرسة والصريحة ضد الصفقة النووية، وإصراره على وجوب “تحرير ترامب لأمريكا من هذه الصفقة المشؤومة في أول فرصة ممكنة”. وقد رسم بولتون خطة لتحقيق ذلك الهدف. وهو يقترح استبدال الديبلوماسية بضربات عسكرية من أجل تدمير البنية التحتية النووية لإيران، مرفقة بـ”دعم قوي للمعارضة الإيرانية الساعية لتغيير النظام في طهران”.
بومبيو
وفيما سيدير بولتون عملية صنع القرار بين الوكالات الأمريكية الرئيسية، هناك خصم آخر للاتفاق النووي، مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية الجديد. وهكذا بدأ الإيرانيون والعالم يستعدون لانسحاب أمريكا من الصفقة النووية الإيرانية.
وعلاوة عليه، تقول كاتبة المقال إن التعيينات الأخيرة أضافت بعداً فتاكاً جديداً لحوار متقلب بين واشنطن وأوروبا يهدف لإقناع الرئيس الأمريكي بالتراجع عن تهديده بمراجعة الثغرات في الاتفاق، قبل الموعد النهائي في 12 مايو، وإعادة فرض عقوبات أمريكية ضد إيران.
تبعات قاسية
وترى مالوني أنه في حال فشلت الجهود الأوروبية، وهو رهان راجح، فإن ترامب سوف ينفذ تعهده “بإبطال الاتفاق” في مايو. وستكون تبعات ذلك القرار شديدة بالنسبة لإيران، لأن ذلك يعني فرض غرامات مالية على مستوردي النفط الإيراني الخام، ما سيؤدي لانهيار الوضع الاقتصادي الإيراني الهش. وحسب كاتبة المقال، بمرور الوقت، واعتماداً على كيفية مواجهة طهران لرد الفعل الشعبي المتوقع، سوف تعزز العقوبات حالة السخط والغليان في الشوارع الإيرانية ووسط النخبة السياسية.
تجربة طويلة
وتقول مالوني إن تجربة إيران القديمة العهد مع العقوبات، والاتهامات الدولية المضادة، تعني أن الضغط قد يستنزفها بطريقة غير متوقعة. وفي الوقت الحالي، لا يعرف ما إذا كانت نقطة الانطلاق في إيران سوف تأتي في شكل حل عن طريق التفاوض، كما تم في عام 2013، أم عبر نتيجة كارثية.