عرب وعالم
قذاف الدم يؤكّد: نعم قدمنا أموالا لساركوزي
أكد أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وأحد مسؤوليه السابقين، أن الأخير دفع مبالغ لدعم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ولكن ساركوزي قابل ذلك بـ”الجحود”.
وفي حوار مع قناة “فرانس 24” الفرنسية بثته مساء الخميس، قال قذاف الدم، المسؤول السياسي في جبهة النضال الوطني الليبية، إنه سمع من القذافي ذاته أنه تم دفع مبالغ لساركوزي.
كما أشار إلى أن القذافي تحدث عن ذلك لقناة “فرانس 24” منذ عدة سنوات، ولقناة “إل بي سي”، ولكن ساركوزي “كان جاحدا وشارك في قصف ليبيا” عام 2011 لإسقاط الرئيس الليبي.
أما عن حجم المبلغ المدفوع فقال إنه لم يسمع رقما محددا “ولكن أعرف أننا قمنا الدعم لساركوزي لأنه كان صديقا لنا، والقذافي كان يسعى لإقامة الولايات المتحدة الأفريقية؛ فحرصنا على توثيق العلاقة بساركوزي في هذا الإطار، وعلاقتنا به وثيقة منذ أن كان وزيرا للداخلية، ولم نكن نتوقع هذا الجحود”.
وكان ساركوزي على رأس الدول التي دفعت بحلف الناتو لشن ضربات عسكرية على ليبيا في 2011 بحجة دعم “الثورة الليبية”، ودعم المطالبة بالديمقراطية.
وهذا الأسبوع، وجّه القضاء الفرنسي اتهاما رسميا إلى ساركوزي في قضية التمويل غير المشروع لحملته الانتخابية عام 2007، من قبل القذافي، إضافة إلى تهمة اختلاس الأموال الليبية.
كما أشار قذاف الدم- المقيم في مصر حاليا- إلى أن عددا من المسؤولين الليبيين الذين لديهم علم بملف العلاقات الليبية مع ساركوزي اختفوا حتى لا يكشفوا ما بحوزتهم.
وضرب مثلا على ذلك بعدد من الأسماء، منها شكري غانم رئيس لجنة المؤسسة الوطنية للنفط، والبغدادي محمود رئيس اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء)، وعبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبية، الذي قال إنهم اختفوا بضغط من ساركوزي، فيما تم اختطاف السنوسي من موريتانيا لذات السبب “ونحن أُطلق علينا الرصاص في بيوتنا لنفس السبب”.
وبرر قذاف الدم المبالغ المقدمة لساركوزي بأنها “أمر معتاد عليه في الديمقراطية الغربية، ولا يخص ساركوزي وحده”.
غير أن قذاف الدم دعا إلى محاكمة ساركوزي فيما هو أهم بالنسبة لليبيا من ملف الرشاوى، وهو تورط الرئيس الفرنسي في تدمير ليبيا 2011.
وقال: “أدعو ألا تكون المحاكمة على هذه الرشوة التي تلقاها، ولكن محاكمته على ما فعله في ليبيا التي كانت دولة آمنة عزيزة، وصارت وكرا للإرهاب، وشعبها مشرد، وعلى الدول الغربية التي شاركت أن تعتذر، وأطالب البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة بفتح تحقيق فيما حدث في 2011، ولماذا هذا الدمار بليبيا”.
“وعودنا بالحرية والديمقراطية فقتلوا عشرات الآلاف من شعبنا بقنابلهم المحرمة دوليا، وانتشر السرطان في ليبيا، وفق مراكز الأبحاث الفرنسية، وهذا أهم ألف مرة من تقاضى أم لم يتقاض من ليبيا، إن كان هناك ضمير مازال في أوروبا”، بحسب تعبير قذاف الدم.
وردا على سؤال من مذيع القناة الفرنسية بأن إسقاط القذافي بغارات الناتو لم يتم بمبادرة فرنسية فقط، ولكن شارك فيه ليبيون دعموا الخطوة الفرنسية، قال قذاف الدم: إن من تعاون مع الفرنسيين في ذلك “هو جاسوس”، موجها سؤالا مقابلا للقناة الفرنسية: “لو تعاون فرنسي مع ليبيا لتدمير فرنسا هل تسمونه بطلا وحريا وثوريا؟!”.
كما أشار المسؤول الليبي السابق إلى أن ما حدث لليبيا كان لأهداف أخرى غير ما هو معلن عن الديمقراطية، مستدلا على ذلك بأن البرلمان البريطاني أصدر تقريرا اتهم فيه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بأنه قدم معلومات خاطئة بشأن الوضع في ليبيا، أدت إلى قصفها.