عرب وعالم
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: والد كوشنر رفض تمويلاً قطرياً لشركته
بعد الجدل حول لقاء تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض، بعدد من المسؤولين القطريين، للحصول على دعم مالي من قطر لصالح شركة عائلة كوشنر الخاصة، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها عن تفاصيل اللقاء الذي عُقد سراً.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن والد كوشنر التقى وزير المالية القطري، شريف العمادي، بعد ثلاثة أشهر من تنصيب الرئيس ترامب، وذلك في جلسة مغلقة في مدينة نيويورك تمت خلالها مناقشة تمويل مشروع عقاري متعثر مالياً.
وأكد والد كوشنر أنه رفض التمويل المحتمل لتفادي التساؤلات حول تضارب المصالح مع ابنه، الذي كان يدير شركة العائلة إلى أن أصبح مستشارًا كبيرًا لترامب.
“لن نأخذ الأموال”
وأضاف، في تصريح لصحيفة واشنطن بوست “دُعيت لحضور اجتماع مع قطر، ولكن قبل الاجتماع، قررت شركات كوشنر أنها لن تقبل استثمارات صناديق الثروة السيادية القطرية، وأبلغنا ممثلي قطر بقرارنا واتفقنا على ذلك، حتى لو كانوا مستعدين لتقديم الأموال فلن نأخذها”.
وقالت الشركة إن كوشنر وافق على الاجتماع كمجاملة، فيما قال متحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن إن حكومته ليس لديها تعليق.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، قال كوشنر لصحيفة “ذا بوست”، إنه كان سيرفض المال إذا تم عرضه، ولكنه لم يكشف عن لقائه بالقطريين بعد تنصيبه.
جاريد منشغلاً بجولة ترامب
وعُقد الاجتماع، في أبريل (نيسان) 2017 في فندق “سانت ريجيس”، بين المسؤول القطري الأعلى وتشارلز كوشنر، في الوقت الذي كان فيه جاريد كوشنر منشغلاً في تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو جزء أساسي من مهمته كمساعد كبير للرئيس الأمريكي.
وكانت إحدى أولوياته في ذلك الوقت التحضير لجولة ترامب في الخارج، إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل وأوروبا في أواخر مايو (أيار)، بالإضافة إلى تطوير خطة سلام جديدة بين إسرائيل وفلسطين.
وبعد أيام من القمة، أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب “مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين”، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، بسبب دعمها للإرهاب وتمويل التنظيمات المتطرفة.
غير دقيق
وتم الإعلان في وقت سابق من هذا الشهر عن الاجتماع الذي تم بين كوشنر ووزير المال القطري علي شريف العمادي، بينما قالت شركة كوشنر ردًا على ذلك: “لم نلتق بأحد من الحكومة القطرية للحصول على أموال سيادية لأي من مشاريعنا، هذا الأمر غير دقيق وكاذب”.
ولم يؤكد البيان ما إذا كان الاجتماع قد عُقد أم لا، بينما يمثل تصريح كوشنر للصحيفة الأمريكية أول تأكيد لعقد الاجتماع.
وتخلى كوشنر وهو زوج ابنة الرئيس ترامب إيفانكا ترامب، عن إدارة أعمال عائلته العقارية بعد انضمامه إلى الإدارة الأمريكية، وترك والده لمواصلة البحث عن التمويل لمشروع كبير يعتبر جزءًا هامًا من حصة الشركة.
اتفاق مؤقت
وكان كوشنر سعى في وقت سابق إلى الحصول على أموال من قطر، منذ 2014 حتى 2016 على الأقل، للحصول على تمويل من صندوق استثماري خاص يديره حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري السابق.
ووقع اتفاق مؤقت بمبلغ 500 مليون دولار لأن قطر سعت إلى تجنب ظهور تضارب في المصالح بعد أن عُين كوشنر مستشارًا للبيت الأبيض، وفقًا لما ذكره توم باراك، وهو صديق ترامب، الذي اقترح أن ينظر حمد إلى الاستثمار مع كوشنر.