تحقيقات
إسرائيل تفقد دعم يهود أمريكا..والسبب نتانياهو
رغم تخصيص مبالغ طائلة لتوجيه الرأي العام في الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، يلفت رمزي بارود، كاتب سياسي، ومؤلف عدة كتب حول القضية الفلسطينية، إلى تحولات لافتة، أكدتها استطلاعات للرأي، بشأن تراجع تأييد أمريكيين عاديين للدولة اليهودية.
وكتب بارود في موقع “كاونتر بانش” الأمريكي، أن إسرائيل لم تفقد دعم شرائح واسعة من المجتمع الأمريكي وحسب، بل فقدت تأييد يهود أمريكيين شباب، ما يعتبر ظاهرة مقلقة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية.
توجه قديم
ويبدو أن هذا التوجه سوف يستمر، وخاصة لأنه بدأ قبل سنوات، في وقت ما عقب الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر( أيلول)، 2001. فقد وصل التقارب بين إسرائيل والولايات المتحدة في حينه إلى مستويات لا سابق لها، حيث زعم كلا البلدين بأنهما يحاربان “إرهاباً إسلامياً”. لكن، في حقيقة الأمر، قادت تغطيات إعلامية وحروب لاحقة لتجميد دعم الإنجيليين المسيحيين لإسرائيل، وخاصة لدى رؤيتهم لتوسع الصراع في الشرق الأوسط كجزء من تنبؤات طال انتظارها. ويقول بارود إنه في ذلك الوقت تحديداً بدأ تراجع دعم ليبراليين أمريكيين لإسرائيل، وخاصة في أوساط الموالين للحزب الديمقراطي.
قضية حزبية
ومن ثم أصبحت قضية دعم أو عدم دعم إسرائيل قضية حزبية غير مسبوقة، بحد ذاتها.
ويقول الكاتب إنه فيما سعت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتانياهو لاستغلال كل فرصة من أجل حشد التأييد لإسرائيل بهدف تحقيق أهداف هامة بالنسبة لليمين الإسرائيلي، ولأحزاب يمينية ودينية متطرفة، أدى أسلوب نتانياهو المخادع والصدامي لتنفير عدد من الأمريكيين، وبخاصة ديموقراطيين.
خندقة الاحتلال
والأسوأ منه، بحسب بارود، قادت سياسات نتانياهو الهادفة لخندقة الاحتلال، لتعطيل أية جهود على طريق تحقيق السلام، وتوسيع بناء مستوطنات يهودية غير شرعية، فضلاً عن بدء انصراف عدد من اليهود الأمريكيين عن دعم حازت عليه إسرائيل، على مدار عقود.
مصداقية الحكومة الإسرائيلية
وكشف استطلاع شامل للرأي أجرته مؤسسة بيو( Pew) في أكتوبر(تشرين الأول) 2013، أن عدداً متزايداً من يهود أمريكا باتوا يتساءلون عن مصداقية الحكومة الإسرائيلية في جهودها المزعومة لإيجاد حل سلمي للصراع في فلسطين. فقد تبين أن 38٪ فقط من المستطلعين رأوا أن تل أبيب صادقة، ووافق 17٪ فقط على أن بناء مستوطنات يهودية غير شرعية ضروري لأمن إسرائيل. ورأى 44٪ غير ذلك.
فجوة بين أجيال
وبرأي كاتب المقال، تدرك الحكومة الإسرائيلية أن هناك فجوة بين الأجيال داخل أوساط الجالية اليهودية في أمريكا، ويبدو أنها مصممة على تضخيم مستوى الدعم اللا مسبوق الذي حظيت به من قبل الجمهوريين والمحافظين الدينيين في أمريكا، وخاصة من قبل الإنجيليين المسيحيين.
وبحلول يناير ( كانون الثاني) 2018، سجل تراجع إضافي في مستويات دعم يهود أمريكا لإسرائيل. وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى دراسة أجرتها مجموعة “براند” الإسرائيلية، حول مستوى دعم طلاب جامعيين من اليهود الأمريكيين لإسرائيل، وتبين أنه تراجع بنسبة 32٪، من 2010 إلى 2016.
تحذيرات
وبحسب بارود، ترافق ذلك التقرير مع تحذيرات مشددة من آلان هوفمان، المدير التنفيذي والمدير العام لوكالة يهودية نافذة، والذي وصف نتائج الدراسة بأنها “مقلقة للغاية”.
ورغم ذلك، يقول بارود، لم تسع تل أبيب لوضع خطة طارئة لنقض تلك الأرقام بالسرعة الممكنة، وخاصة لأنها تتطابق مع النظرة الشاملة نحو إسرائيل لدى الشعب الأمريكي.
وبزعم بارود، لم تعد فرضية أن اليهود الأمريكيين مجموعة معزولة تقدم دعمها لإسرائيل، صحيحة أو كافية، بغض النظر عن التوجهات السياسية الأمريكية عموماً.