عرب وعالم
ملك الأردن: السعودية تلعب دوراً فاعلاً لوقف خطر التدخل الإيراني بالمنطقة
أكد عبد الله الثاني ملك الأردن على الدور الفاعل الذي تلعبه السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقال العاهل الاردني خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مع شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية، إن الرياض تلعب دورا فاعلا واستباقيا، وتنتهج سياسة مبادرة في المنطقة، وتضع خطوطاً حمراء أمام التدخل الإيراني وخطر الجماعات التي تساندها، والذي يهدد دول الخليج العربي.
وحذر الملك الاردني، من خطر السلوك الإيراني بدعم مليشيات مسلحة وإقحام الدين في الخلاف السياسي، قائلا إن هذه العوامل كانت وراء تحذيره من “الهلال الشيعي”. وأَضاف أن السياسة الخارجية الإيرانية تتدخل في منطقتنا، لافتا إلى الحاجة إلى حوار بدلا من تعميق النزاعات، فإيران تنتهج استراتيجية طويلة المدى نحو المنطقة، محذرا من طبول الحرب، وقال إن هناك خلافات كثيرة لا بد من مواجهتها بالحكمة. وتابع “عندما تحدثت عن الهلال الشيعي كنت أريد إثارة القضية التنبيه إلى خطر الصراعات الدينية وإقحام الدين في الخلافات السياسية القائمة”، مشيرا إلى أن السياسة الإيرانية لم تختلف كثيرا خلال السنوات الماضية باعتبار أن طهران “تفكر بشكل استراتيجي”.
وحذر ملك الأردن من مخاطر أي مواجهة عسكرية مع إيران لحل المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي معها في ملفها النووي، ولكنه شدد على ضرورة التنبيه لتصرفات إيران الخطيرة في المنطقة ودعمها للميليشيات في دول مثل سوريا والعراق، وكذلك القلق الذي بات موجودا على مستقبل دولة مثل لبنان.
وفي الشأن المتعلق بالقدس، طالب العاهل الأردني بأن يكون ملف المدينة ضمن إطار حل شامل للفلسطينيين والإسرائيليين. ولفت إلى أن الفلسطينيين لديهم خيبة أمل ويشعرون بأنه ليس هناك وسيط عادل بعد إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية القدس بالنسبة لجميع الأديان، ودورها المركزي لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، داعيا إلى التفكير في مستقبلها وما إذا كانت الأيام ستحولها إلى مدينة تجمع الناس أم تفرقهم.
وتحدث الملك عن ترقب الفلسطينيين والعالم لما ستحمله خطة السلام المنتظرة، والتي قال إن البعض يصفها بأنها “صارمة”، في حين أن السؤال الأهم يجب أن ينصب على مدى فاعليتها، معربا عن ثقته بضرورة وجود أميركا في عملية السلام.
وبخصوص الملف السوري قال الملك الأردني لا يوجد منتصر على الأرض في سوريا، و دعا إلى حل ينهي الصراع الدموي فيها.
ولدى سؤاله حول رأيه بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما سبق له أن قاله حول وجود كره لدى المسلمين للغرب، قال الملك عبدالله الثاني إن الإسلام ليس دين كراهية، والمسلمون يؤمنون بكل الأنبياء وتحيتهم هي السلام، ويرددونها عشرات المرات يوميا. ولكنه لفت إلى وجود ما وصفها بـ”الحرب الأهلية داخل الإسلام” بين المسلمين العاديين وبين المتشددين الذين لا يكفرون الأديان الأخرى فحسب بل وسائر المسلمين. كما حض على التنبه لوضع المسلمين في أميركا وضرورة ألا يشعروا بالعزلة بسبب طبيعة الخطاب السياسي وإلا فإن ذلك سيخلق المزيد من التحديات.