الحراك السياسي
اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب
عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا، اليوم، لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضى الفلسطينية عقب قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وأكد الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية تحفيز المجتمع الدولى على عدم التجاوب مع قرار ترامب، مضيفا في تصريحات صحفية أمس: «اجتماع وزراء الخارجية العرب يمثل رد الفعل العربى الرسمى على القرار الأمريكى، من خلال استشراف خارطة طريق عربية للتعامل مع تداعيات القرار».
وردا على سؤال بشأن تأخر الموقف العربى لإنقاذ القدس، قال عفيفى: «الاجتماع لا يعتبر خطوة متأخرة للتعامل مع الخطوة الأمريكية الرسمية، حيث كان هناك تحرك عربى استباقى منذ بدء الحديث حول قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، فقد حدثت اتصالات عربية مختلفة سواء على مستوى القادة مع الرئيس الأمريكى أو على مستويات أقل لإقناع الجانب الأمريكى بعدم الإقدام على هذه الخطوة».
وأضاف: «تم خلال هذه الاتصالات إيضاح تداعيات القرار على مستقبل القضية الفلسطينية وعلى مستقبل التسوية، فضلا عن تداعياته على الأمن والاستقرار ليس فقط على الإقليم العربى والشرق الأوسط وإنما أيضا في أنحاء أخرى من العالم». وأوضح عفيفى أن اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية هو مستوى تمهيدى يسبق الاجتماع الوزارى في كامل هيئة مجلس الجامعة، قائلا: «الإطار الرسمى المعتمد من جانب جامعة الدول العربية للتعامل مع مستقبل تسوية القضية الفلسطينية هو مبادرة السلام العربية الصادرة في عام 2002».
وأشار إلى أن المشاورات بين الدول العربية، خاصة الوزراء، جرت على قدم وساق على مدار الأيام الماضية في إطار التحضير لاجتماع أمس، للتأكيد على الحق الفلسطينى بكافة أبعاده في إقامة دولة مستقلة، وفى القدس ومكانتها القانونية والتاريخية المعروفة وألا يتم المساس بها بالإضافة إلى وضع خريطة طريق للإجراءات التي يمكن أن يتخذها الجانب العربى.
وأكد عفيفى أهمية تحفيز المجتمع الدولى على عدم التجاوب مع الخطوة الأمريكية، مشيرا إلى حدوث تعبئة دولية من خلال الاتصالات المتنوعة مع الأطراف الدولية سواء على المستوى الثنائى أو في إطار الأمم المتحدة للسعى لتأكيد الحق الفلسطينى في القدس.
وتابع: «الوضع العربى بشكل عام خلال هذه المرحلة ليس بالوضع الأمثل، حيث تعرضت المنطقة العربية على مدار السنوات الأخيرة إلى قدر كبير من التوترات، ولكن على الرغم من كافة التطورات السلبية تبقى القضية الفلسطينية في قلب العمل العربى وتبقى هي القضية المركزية للدول العربية».
وأشار عفيفى إلى أن المشاورات التي تجرى بين الوزراء العرب يظهر خلالها وجود إدراك حقيقى من كافة الدول العربية بمدى خطورة الموقف فيما يتعلق بمستقبل تسوية القضية الفلسطينية بشكل عام ووضع القدس بشكل خاص ومدى حساسية الموقف وأهميته بالنسبة للشعوب العربية والشارع العربى، مؤكدا أنه يتطلع إلى أن يخرج عن ذلك رد فعل حقيقى يمثل قيمة مضافة للمواقف السابقة.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن قرار الرئيس الأمريكى يخالف القرارات الدولية بشأن المدينة المقدسة ووضعها الخاص منذ عام 1967 وحتى الآن، مشيرة إلى ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، بما فيها القرارات 476 و478 (1980) و2334 (2016)، وإلزام إسرائيل بوقف سياستها واعتداءاتها المتواصلة على مدينة القدس الشرقية، والمسجد الأقصى، والتى تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية.
وطالبت المصادر جميع الدول بتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجلس التنفيذى لليونسكو بخصوص القضية الفلسطينية، بما في ذلك لجنة التراث العالمى التابعة لليونسكو، والتى أكدت أن المسجد هو موقع إسلامى مخصص للعبادة وجزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمى الثقافى. من جانبه تقدم سفير دولة فلسطين بالقاهرة، دياب اللوح، بالشكر لمصر قيادة وشعبا، جراء جهودهم وتضامنهم في المحافل الدولية والرسمية وفى شتى الفعاليات الشعبية في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى أن مدينة القدس عاصمة لإسرائيل.