مصر الكبرى
جنرال.. مأمون فندى
قبل أكثر من شهرين كتب الدكتور مأمون فندى مقالا مهما فى صحيفة الشرق الأوسط، بعنوان: " تصور لخروج مصر من أزمتها"، تحدث فيه عن الأزمة التى تعيشها مصر وقال أنها على أربعة مستويات، الأول هو المناخ العام الذي تجري فيه الأحداث والمطلوب تغييره، فالمناخ السائد في مصر هو مناخ مراهقة سياسية وعنف كعنف المراهقة. أما الثاني فهو مستوى المؤسسات التي يجب إعادة هيكلتها أو إعادة بنائها لكي تحظى بشرعية القبول، مثل مجلس الشعب الذي ولد ناقصا، ووزارة القمع المعروفة بوزارة الداخلية،
والثالث هو مستوى القيادة أو الأشخاص الذين يديرون دفة الأمور والذين يجب أن يتم اختيارهم بناء على مبدأ الكفاءة لا مبدأ المكافأة، والرابع الإعلام المصري الذي ابتعد عن المهنية إلى درجة أصبح فيها التلفزيون والصحيفة مجرد أداة للترويج سواء لأفكار هدامة أو لمصالح شخصية ضيقة تتناقض مع الهدف الاستراتيجي الخاص ببناء دولة على حافة الفشل.هكذا وصف مأمون فندى بمنتهى البساطة الوضع الراهن فى مصر، حينما كان مجلس الشعب موجودا، وقبل انتخاب الرئيس، ولا أعتقد أنه تغير الكثير فى مصر، بعد حل البرلمان، وانتخاب الرئيس. ودون الدخول فى تفاصيل كثيرة توقفت وقتها عند خطة طرحها، مأمون فندى تبدأ بمرحلة انتقالية لمدة عام كامل، يسمي فيها المجلس العسكري رئيسا مؤقتا من أحد الجنرالات الشباب الذين لم يكونوا طرفا في الأحداث، جنرال شاب ليس من المجلس العسكري الحالي، ولم يكن طرفا في نظام مبارك، يعاونه خليط من المدنيين والصف الثاني من الجنرالات لإنتاج جو يأخذنا إلى مصاف الدول المحترمة التي تبدأ حياتها برسم دستور للبلاد يشارك في كتابته كل أبناء الوطن.هكذا اقترح مأمون فندى قبل أكثر من شهرين، وقد توقفت كثيرا أمام ما طرحه حول وجود جنرال شاب لتولى رئاسة الجمهورية، صحيح أننا انتخبنا رئيسا الآن، ما يعنى عدم عملية فكرة الرئيس المؤقت لمدة عام، لكننى أخذ من خطة الدكتور فندى، أننا بحاجة إلى أن يكون الرئيس الحالى مؤقتا لمدة عام، على أن تحل اللجنة التأسيسية للدستور، ويتم تشكيل لجنة تمثل كافة أطياف المجتمع تتولى وضع دستور دائم للبلاد، وليس دستورا تتحكم فيه جماعة أو حزب أو تيار.وأعود لفكرة الجنرال الشاب، وأعتقد أننا بحاجة ماسة الآن، إلى جنرال شاب لإدارة المؤسسة العسكرية، فقد ارتكب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الكثير من الأخطاء، وأضاع الفترة الانتقالية دون إنجاز يذكر، لذلك آن الآوان، أن يقرر جنرالات المجلس العسكرى المغادرة.. واختيار جنرال شاب يدير المؤسسة العسكرية، بفكر مختلف، وتوجه عصرى نحتاج إليه كثيرا الآن.