عرب وعالم
لغز كلمة خرجت من بشار الأسد ووصلت إلى حسن نصر الله
تساءل حسن نصر الله، الأمين العام لميليشيات حزب الله اللبناني التابعة لإيران، ساخراً من الهوية العربية، أو الانتماء العربي، قائلاً: “لا أعرف ما الذي عند العرب أصلاً كي يتكبّروا على بقية الشعوب وعلى بقية القوميات والأعراق؟”.
وجاء ذلك في كلمته التي ألقاها، الاثنين، رداً على البيان الذي أصدرته الجامعة العربية أخيراً، والذي أشار إلى “حزب الله” بصفته منظمة إرهابية.
ويشار في هذا السياق، إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها حسن نصر الله عن العرب أو الانتماء العربي بهذه العلنية، خصوصاً أنه طعن في العرب، معتبراً أنهم لا يملكون شيئاً للتباهي به على القوميات والأعراق الأخرى.
وكان حسن نصر الله الأمين العام لميليشيات “حزب الله”، قد قال حرفياً: “هل هؤلاء فُرْس؟ عجم؟ مثلما أنتم تحاولون التكلّم. لا أعرف، العرب أصلاً ما الذي يمتلكونه ليتكبّروا على بقية الشعوب وعلى بقية القوميات والأعراق”.
الأسد: العروبة لم يَبْنِها العرب!
إلى ذلك، فإن رئيس النظام السوري بشار الأسد، كان سبق حسن نصر الله في التقليل من شأن ووزن الانتماء العربي، خاصة في سوريا، وذلك في كلمة له أمام ضيوف ملتقى “عربي” في دمشق، الأربعاء الماضي، قال فيه: “العروبة لم يبنها العرب، خاصة في المناطق المتنوعة كسوريا ومنطقة بلاد الشام، وأعتقد في معظم الدول العربية”.
ولفت أن الأسد الذي قال جازماً إن العروبة لم يبنها العرب، يتزعّم حزباً سياسياً عماده العروبة والإشادة بالهوية العربية عبر التاريخ، وهو ما يعرف بحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي يقول شعاره: “أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة”. فما هي “رسالة” الأمة العربية “إذا لم تكن هي التي بنت العروبة؟”، بحسب تعليق لمعارض سوري.
سخرية حسن نصر الله مما يمتلكه العرب وطعنه بدورهم، والتي تلت قطع رئيس النظام السوري بأن العروبة لم يبنها العرب، تأتي بعد الضجة التي أثارها ما يعرف بمشروع الدستور الروسي لسوريا، والذي نزع في أحد بنوده صفة “العربية” من اسم الدولة السورية، ليشير إليها بـ”الجمهورية السورية” مسقطاً عنها صفة العربية، حيث اسمها الرسمي: الجمهورية العربية السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس النظام السوري، اقتبس، في كلمته، الأربعاء الماضي، مما نسبه إلى أنصاره، بأنهم لا يريدون “أن يكونوا عرباً”، وذلك في مسعى منه لتوضيح موقفه وموقف أنصاره من الدول العربية التي ساندت الثورة التي قامت لإسقاطه.
غلبة الميليشيات الأجنبية في سوريا وراء لغز كلمة العرب
وأصبحت كلمة “العرب” أو العروبة، لغزاً في الخطاب السياسي لنظام الأسد، حيث عمّم على وسائل إعلامه الإشارة إلى أن يكون اسم جيشه، بهذا الشكل: “الجيش (العربي) السوري”. في الوقت الذي كان اسم هذا الجيش، يشار إليه بـ”الجيش السوري” فقط.
ويأتي طلب نظام الأسد من إعلامه، ربط صفة “العربي” باسم جيشه، بعدما تزايد حضور الميليشيات الأجنبية التي أرسلتها إيران إلى سوريا، على حساب جيش الأسد نفسه، وعندما لم تحقق هذه الصفة – العربي- غرضها المناط بها، عممت وزارة دفاع الأسد، على وسائل الإعلام التابعة لنظامه، بتاريخ 17 من الشهر الماضي، عبر كتاب حمل الرقم 5-378 وجوب عدم ذكر أسماء الميليشيات التي تقاتل مع الأسد، ومنع ذكر أسماء وألقاب قادتها.
وطلب الكتاب الرسمي السالف، الإشارة فقط إلى “قوات الجيش العربي السوري” أو “القوات الرديفة”. كما ورد في نص القرار.
ويذكر أنه وبعد مرور قرابة شهر على الكتاب الرسمي الصادر من وزارة دفاع الأسد، والقاضي بعدم ذكر أسماء الميليشيات المقاتلة معه، أو أسماء وألقاب قادتها، قامت وزارة إعلام النظام السوري بإصدار تعميم على كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية العاملة في سوريا، يلزمها بعدم ذكر أسماء الميليشيات الأجنبية المقاتلة مع الأسد، والاكتفاء فقط بذكر عبارتي “قوات الجيش العربي السوري” أو “القوات الرديفة”. وذلك في كتاب صدر بتوقيع وزير إعلام النظام، وحمل الرقم 2933، وبتاريخ السادس من الجاري.
يذكر أنه وبعد التعاميم التي الرسمية التي أصدرها نظام الأسد، بدءاً من إضافة صفة “العربي” على جيشه، مروراً بمنع ذكر أسماء الميليشيات الأجنبية، على وسائل الإعلام التابعة له ووسائل الإعلام العربية والأجنبية العاملة تحت سلطته، عاد لغز كلمة العرب، ليتكرر مجدداً، عندما عبّر عن اعتقاده بأن العرب لم يبنوا العروبة، ثم تلاه حسن نصر الله، بعد خمسة أيام، ليسخر من الهوية العربية، زاعماً أن العرب لا يمتلكون شيئاً كي “يتكبّروا” على القوميات الأخرى، بحسب كلامه.