كتاب 11
حوار مع مقاوم تايواني؟
كل من يعرفني ويتابع آرائي وكتاباتي يعلم تماماً أنني على يقين كامل بأن «شلة» حزب الله الإرهابي هم عصابة خطفت لبنان وشعبه تحت قوة السلاح، وأن شعار المقاومة الذي يرفعونه ما هو إلا خداع كبير، أو كما يقال بالعامية اللبنانية «علاك مصدي»، وحصل لي في اليومين الماضيين واقعة لطيفة أكدت لي ذلك الأمر بشكل واضح وجلي.
إنهم عبارة عن مجموعة أفاقين ومنافقين ونصابين. كنت أجلس في صالة الانتظار في أحد المطارات بعاصمة عربية كبرى، وإذا برجل يرتدي بدلة وقميصاً بلا ربطة عنق، وعليه لحية خفيفة يقول لي بصوت فيه الكثير من التهجم «لماذا أنت تكرهنا» قلت له: «هه؟ عفواً لم أفهم مقصدك من أنتم؟» قال لي: «نحن المقاومة» فأجبته: «الأخ فلسطيني؟» قال لي: «لا أنا لبناني، أقصد مقاومة حزب الله»، قلت له: «آه، مقاومة تقليد ومزورة» فوجدته ينتفض ويقفز من مكانه باتجاهي، والشرر الغاضب يتطاير من عينيه، قلت له بصوت حاد ولهجة حاسمة: مكانك. أنت هنا في مكان محترم، ولست في حارة حريك، ثم ابتسمت بسخرية، وقلت له أنتم تدعون أنكم مقاومة، صاح وقال نحن لا ندعي. نحن مقاومة فعلياً، ونحن ندافع عن الأراضي العربية ضد كل احتلال. قلت له «يا رجل»؟ هل أنت تعي ما تقول؟ قال لي نعم أنا عند كلمتي: نحن الذين حررنا كل الجنوب اللبناني من المحتل الإسرائيلي.
قلت له وهل أنت على استعداد لتحرير الأراضي العربية من كل احتلال فعلاً وحقيقة، وقال نعم نعم، بلا أي نقاش ولا شك. قلت له: الجولان؟ قال نعم أكيد وفوراً. قلت له فلسطين قال نعم وفوراً بلا أدنى شك ولا تردد، وقلت له وماذا عن جزر الإمارات العربية المتحدة التي احتلتها إيران؟ هي أراضٍ عربية ومحتلة من إيران بإقرار واعتراض كافة الدول العربية التي منها بلدك لبنان، هل أنت مستعد أن تقاوم الاحتلال «هناك» وضد إيران؟ تلعثم «المقاوم» وارتبك «القبضاي»، وبدأ في التلعثم وزاد عرقه وقال لي: يا أخي ليست كل الاحتلالات سواء، وليست كل المقاومة سواء. ضحكت وقلت له كنت متأكداً من إجابتك: «أنا عندي كل الأراضي العربية سواء، وكل المحتلين لها سواء، والمقاومة الحقيقة والشريفة الوحيدة في نظري تبقى الفلسطينية. أما أنتم فلستم سوى مقاومة زائفة ومقلدة ورخيصة. فقدتم احترامكم لنفسكم بكذبكم فاحتقركم العالم».
أنتم مقاومة تايواني. وتركته وغيرت مكاني.