تحقيقات

02:45 مساءً EET

صحيفة «كونفرسيشن» الأميركية: نظام قطر قد يسقط قريبا

توقّع تقرير أميركي أن تفضي أزمة قطر إلى تغيير السلطة بعد أن تمضي ستة شهور على مقاطعتها من جانب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فيما أشارت صحيفة أميركية أخرى إلى رفض الخطوط الجوية الأميركية منح قطر أسهماً من حصصها، بينما ذكر موقع «إيه سي نيوز» الإخباري أن قطر «أهدت» الرئيس الأميركي الأسبق مليون دولار بمناسبة عيد ميلاده، في وقت أكد الكاتب الأميركي أندريو هارود، أنّ أكبر مؤيد للجماعات الإرهابية هو أمير قطر تميم بن حمد، الذي سعى أخيراً في محاولة رخيصة لترتيب لقاء مع الجاليات اليهودية الأميركية سعياً لتخفيف المعاناة التي تواجهها الدوحة بعد مقاطعة الدول العربية، فيما دعت صحيفة بريطانية أمير قطر للتوقف عن لعب دور الضحية.

وقالت صحيفة «كونفرسيشن» الأميركية في تقرير لها، إنّ المأزق الذي تواجهه قطر قد يؤدي لتغيير في السلطة، بعد 6 أشهر من المقاطعة العربية بسبب دعمها للجماعات الإرهابية.

وأضافت أنّ الإجراءات السيادية الاقتصادية التي تفرضها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بدأت يضرب بقوة بلا شك، رغم تلقى قطر المساعدات من تركيا وإيران. واضطرّت الدوحة بالفعل لضخّ أكثر من 40 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 340 مليار دولار أميركي في البنوك المحلية، في الوقت الذي تبيع حصصاً في العديد من الشركات الأجنبية.

موقف

وفي مواجهة المزيد من التخفيضات من قبل وكالات التصنيف، والآن التوقعات الائتمانية السلبية، فإن موقف قطر لا يزال هشاً للغاية، يمكن للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب أن تحملها على الأرجح وأن تنتظر وصول الدوحة إلى طاولة المفاوضات.

وأكدّ المصدر أن موقف هذه الدول يبدو قوياً نسبياً، وأكثر إصراراً على المطالب غير المبالغ بها ضد قطر، وبدا ذلك واضحاً خلال اجتماعها الوزاري الأخير في نيويورك، حيث انتهوا إلى أنه لن يكون هناك حوار مع قطر حتى يتم الوفاء بجميع المطالب.

ورغم ذلك، أشارت الصحيفة إلى تقارير حول وجود خطة بديلة لدى المقاطعة العربية في تغيير النظام القطري الحاكم بقيادة الأمير تميم بن حمد، إلاّ أنها لن تكون عسكرية، أو حتى طرح قيادات من المعارضة القطرية بالخارج، حيث توقعّت أن يتم تغيير النظام القطري نتيجة الأزمة الاقتصادية الشديدة، أو على الأقل قد تجبرها على التفاوض.

رفض

وفي حلقة الأزمة القطرية المفرغة ذكرت شبكة «سى إن إن» أمس أنّه بعد رفض الخطوط الجوية الأميركية محاولات قطر لشراء حصص بشركاتها لجأت الخطوط القطرية لشراء حصة في الصين بهدف فكّ عزلتها الدولية. وأعلنت قطر إير وايز، أمس، شراء نحو 10% من شركة «كاثاي باسيفيك» في هونغ كونغ بقيمة 5.2 مليارات دولار.

ويأتي ذلك بعد 3 أشهر من رفض الخطوط الجوية الأميركية محاولات قطر بشراء 10% في شركاتها، وفقاً للشبكة الأميركية. وأشارت «سى إن إن» إلى أنّ تلك الخطوة أيضاً تهدف لفك العزلة المفروضة على قطر من الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.

هدية بيل

وتلقى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كيلنتون، مليون دولار هدية عيد ميلاده من الأصدقاء القطريين، وفقاً لموقع «إيه سي نيوز». وأشار الموقع إلى أنّ بيل محظوظ لأنّ لديه أصدقاء قطريين، مثل الأمير تميم، الذي أغدق على مؤسسة كلينتون ملايين الدولارات من التبرعات، كان آخرها منح مؤسسة كلينتون، مليون دولار فيعيد ميلاد بيل، وفقاً لتشريبات موقع ويكيليكس، عن بريد المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون. وأضاف الموقع أنّه من بين أهداف الحرب السورية تأمين خطوط الغاز الطبيعي من قطر لأوروبا، بدلاً من الاعتماد على الغاز الروسي في أوروبا.

الجالية اليهودية

قال الكاتب الأميركي أندريو هارود، إنّ أكبر مؤيد للجماعات الإرهابية هو أمير قطر تميم بن حمد، والذي سعى أخيراً في محاولة رخيصة لترتيب لقاء مع الجاليات اليهودية الأميركية لتخفيف المعاناة التي تواجهها الدوحة بعد المقاطعة من عدد من الدول العربية، مؤكداً تقارير بهذا الصدد تحدّثت مراراً عن طرق قادة قطر أبواب أصدقائهم الإسرائيليين واليهود، لكن الجديد هنا هو دفع رشاوى مالية لأجل تحقيق هذا الغرض.

وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة «ديلى كولر»، أن كراهية قطر زادت في الأوساط السياسية الأميركية بسبب سوء سمعتها الدولية كأكبر داعم لجماعة الإخوان، موضحاً أن قطر لجأت لأسلوبها المعتاد بدفع مبلغ قيمته 50 ألف دولار لأحد القيادات اليهودية، وهو نيكولاس موزين، بهدف ترتيب لقاء بين أمير قطر وأعضاء الجالية خلال سبتمبر الماضي، إلّا أنّ ذلك الأمر قوبل باستنكار وتوبيخ لزميلهم اليهودي، ولكن تحقق الأمر في النهاية.

دور الضحية

دعت صحيفة بريطانية أمير قطر تميم بن حمد للتوقف عن لعب دور الضحية، لافتة إلى أن زيّه التنكري لم يعد يخدع أحداً. وكتبت مديرة تحرير صحيفة «ذي أراب ويكلي» الصادرة من لندن إيمان زيات أن الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني تنكّر بزيّ لم يناسبه جيداً قبيل احتفالات هالوين في الولايات المتحدة الأميركية. فخلال مقابلة مختصرة مع برنامج 60 دقيقة الذي تبثه شبكة سي بي أس، لعب الأمير دور الضحية البريئة في الأزمة التي جعلت السعودية والإمارات والبحرين ومصر تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. ويتضح أنه طالما أن نظام الدوحة يشعر بالأمان، فإنه يمكن توقع المزيد من التعنت القطري. وأشارت الكاتبة إلى أن قطر تتمتع بتاريخ مضطرب مع جيرانها الخليجيين. ففي العام 2002 قامت السعودية باستدعاء مبعوثها الدبلوماسي إلى قطر بعدما أدلى منشقون سعوديون بآراء مسيئة على قناة الجزيرة.

صدمة

في 23 نوفمبر من العام 2013، وقعت دول مجلس التعاون الخليجي اتفاق الرياض الذي يلزم الدول الأعضاء بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للجيران، وحظر الدعم المالي والسياسي عن المجموعات المنحرفة. وسمّى الاتفاق بالتحديد تنظيم الإخوان المسلمين والفصائل المعارضة ومنع عنها أي دعم. وكان هنالك اتفاق ثانٍ في نوفمبر 2014 دعا الموقعون عليه إلى دعم أمن مصر واستقرارها وامتناع الجزيرة عن تحدي الحكومة المصرية. أي شعوب؟

خلال المقابلة نفسها، قال تميم إن الدوحة وقفت إلى جانب الشعوب خلال الثورات. وتشدّد كاتبة المقال على أن قطر اختارت الوقوف إلى جانب نفسها وخلف جماعة الإخوان، إذ إنه حين وصل الإسلاميون إلى مصر، تدفقت عشرات المليارات لدعم حكم محمد مرسي.

تكذيب

خلال المقابلة قال تميم: «إذا كانوا سيتقدمون متراً باتجاهي، فأنا أريد أن أمشي 10 آلاف ميل باتجاههم». وأشارت زيات إلى أن التاريخ أظهر أن جيران قطر الخليجيين ومصر ساروا آلافاً إن لم تكن ملايين من الأميال باتجاه قطر لكن من دون جدوى. ربما حان الوقت بالنسبة للنظام القطري، لمرة واحدة، أن يتوقف عن لعب دور الضحية البريئة ويتّخذ خطوته الأولى صوب الإجماع العربي.

التعليقات