الحراك السياسي
السيسي: الإرهاب يهدد الشرق الأوسط وأوروبا
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أمس (الإثنين)، أن «الإرهاب لا يضرب ويهدد مصر ودولاً عربية فقط، بل يهدد المنطقة والشرق الأوسط وأوروبا»، مشيراً إلى ضرورة «التوحد لمواجهة هذا التحدي الخطر».
وقال السيسي في مقابلة له مع قناة «فرانس 24» الفرنسية: «لا بد من أن نتكاتف جميعاً، وليس على قدر فرنسا ومصر فقط»، مشيراً إلى أنه على كل دول العالم أن «تنتبه إلى أنه التحدي الحقيقي للإنسانية والاستقرار وللأمن في العالم كله»، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ).
وأعرب الرئيس عن خشيته من انتقال أعضاء من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى مصر وليبيا وغرب أفريقيا، بعد الهزائم التي مني بها التنظيم في سورية والعراق. وأضاف: «تقديرنا أن النجاح (الذي تحقق في مواجهة تنظيم داعش) في سورية والعراق، سيترتب عليه انتقال ولو بعض العناصر إلى ليبيا ومصر وسيناء وغرب أفريقيا».
وتابع الرئيس السيسي، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا اليوم تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها للمرة الأولى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: «حتى الآن خلال السنتين والنصف أو السنوات الثلاث الماضية، دمرنا 1200 سيارة محملة بالذخائر وبالإرهابيين» أتت من حدود مصر الغربية مع ليبيا.
وتابع في معرض تعليقه على مقتل 16 شرطياً مصرياً الجمعة الماضي بهجوم استهدفهم في صحراء مصر الغربية على طريق الواحات البحرية: «لا أحد يستطيع تأمين حدود تمتد 1200 كيلومتر في مناطق صحراوية مئة في المئة»، في إشارة إلى الحدود المصرية مع ليبيا.
ورداً على سؤال عما إذا كانت لديه معلومات عن الجهة التي تقف وراء هذا الاعتداء، أجاب: «ما زلنا في بداية التحقيقات».
وأوضح الرئيس أن هناك «تنسيقاً مع فرنسا» للسعي الى تسوية سياسية في ليبيا، مشدداً على أن استقرار ليبيا والسيطرة على حدودها يَصبّ في مصلحة الأمن القومي المصري.
وأكد الرئيس في رده على سؤال حول الانتقادات التي توجهها منظمات حقوقية إلى مصر واتهاماتها القاهرة بوجود آلاف المعتقلين، أنه «لا يوجد معتقلون»، مكرراً أن كل من يقبض عليهم يُحالون إلى التحقيق، ثم إلى المحاكمة.
وأردف: «أنا مسؤول عن أمن 100 مليون مصري»، في وقت يواجه البلد «إرهاباً وتطرفاً»، متسائلاً: «أين حقوق الإنسان للشهداء الذين راحوا ضحايا الاعتداءات في السنوات الأخيرة».
وكانت منظمات حقوقية اعتبرت زيارة السيسي باريس امتحاناً محورياً لماكرون، وطالبته بوقف «التساهل المخزي» الفرنسي إزاء مصر.
ووعدت فرنسا بطرح ملف حقوق الإنسان أثناء قمة رئيسي البلدين اللذين تربطهما علاقات تجارية وأمنية جيدة جداً، معتبرة القاهرة «حصناً» ضد الإرهاب في منطقة غليان دائم. لكن عدداً من المنظمات غير الحكومية ومنها «هيومن رايتس ووتش» و «منظمة العفو الدولية» و «الفيديرالية الدولية» لحقوق الإنسان، و «مراسلون بلا حدود» بادرت في مؤتمر صحافي إلى التذكير بأن مصر تشهد «أسوأ أزمة حقوقية منذ عقود»، وطالبت فرنسا بإجراءات ملموسة لإنهاء «صمتها وتساهلها» إزاء هذا الوضع.
وعلى صعيد آخر، أوضح السيسي خلال المقابلة أنه التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي في نيويورك. وقال: «إننا نرى أن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام»، مؤكداً أنه لا يلتفت إلى انتقادات وجهت إليه إثر هذا اللقاء. وأضاف: «إذا كان المقصد عظيماً مثل إحلال السلام والاستقرار، فلا نلتفت إلى ذلك».