عرب وعالم
قطر تخسر نفوذها في سوريا وغزة ولبنان
كتب المؤرخ السوري سامي مبيض في صحيفة “آسيا تايمز”، أن النفوذ الإقليمي لقطر يتقلص تدريجاً منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بينها وبين الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
ففي خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي، لم يأت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ذكر فلسطين أو سوريا اللتين شكلتا حجر زاوية في خطاباته السابقة منذ 2013، عندما كان يقول إن قطر ستظل كما الحال دائماً ملاذاً آمناً للمضطهدين، وستستمر في جهود الوساطة لإيجاد حلول في مناطق النزاع.
حماس والإخوان
إلا أن الأمير القطري الشاب نصّب منذ توليه السلطة منذ 4 أعوام راعياً لحركة حماس الإرهابية في فلسطين، وجناح كامل من المعارضة السورية يتضمن أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية. لكن منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والتي بدأت في يونيو الماضي، وجدت الدوحة وضعها متأرجحاً في فلسطين وسوريا لتفقد سلطة الوساطة الإقليمية.
وقال مبيض إن تميم ووالده دعما لسنوات علناً “جماعة الإخوان الإرهابية” في غزة مممثلة في حركة حماس، وكذلك دعماها في مصر والتي تعد المنظمة الأم التي انبثقت منها حماس في الثمانينيات.
وأنفقت قطر الكثير من الأموال على وكلائها ومليشياتها في فلسطين وسوريا، كما أنفقت على صعود الإخوان في مصر عام 2012 وأشعلت أزمة دبلوماسية مع القاهرة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئاسة.
مصر تستعيد دورها الإقليمي
وأضاف مبيض أن مصر ترد الآن على قطر باستعادة دورها الإقليمي بعد رعايتها محادثات في مايو الماضي بين فرقاء غزة، واتفاقاً بين حركتي فتح وحماس لتشكيل حكومة وفاق بهدف مساعدة وتحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة المحاصرة. والواضح أن قطر كانت غائبة عند عقد الاتفاق، وهو ما يجمد دورها لدى القيادات الفلسطينية وحركة حماس.
سوريا
أما في سوريا فقد اختفى النفوذ القطري تدريجياً. فعند بداية النزاع السوري في 2011 كانت قطر اللاعب الأكثر نفوذاً على أرض المعركة بعد إنفاقها 3 مليارات دولار على الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية خلال أول عامين من الحرب، لكن بعد مرور 7 سنوات استعادت قوات النظام السوري مدعومة من روسيا كل الأراضي التي كانت تسيطر عليها المليشيا المدعومة من قطر.
وأشار مبيض إلى أن قطر غيّبت أيضاً عن محادثات أستانة التي قادت إلى اتفاق على مناطق “خفض التصعيد” الشهير في مايو الماضي، بعد أن تقاسمت روسيا وتركيا وإيران دوائر النفوذ في سوريا.
مؤتمر المعارضة
وفي المؤتمر المقبل للمعارضة السورية في الرياض والمزمع عقده في منتصف أكتوبر الجاري، سيتم إجبار كل الوكلاء والمليشيات التي تدعمها قطر في النزاع السوري على التخلي عن المناطق التي تسيطر عليها.
لبنان
وتكرر الوضع نفسه في لبنان التي تم حل أزمة الرئاسة الشاغرة فيها في 2016 بتولي الرئيس ميشال عون السلطة ورئيس الوزراء سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية، وهو ما لا يترك أزمات يمكن أن تتدخل فيها قطر.