كتاب 11
السعودية … وخراط ( ١٥ سبتمبر)
منذ أعلنت الدول الأربع ( السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين ) مقاطعة قطر، التي تمادت كثيراً في نشر الإرهاب، ومساندته، وإذكاء نيران الثورات، والفتن، التي دمرت الكثير من البلدان العربية في كل من تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، واليمن، والبحرين، عدا مجاهرتها الصريحة بإيواء ومساندة حزب ( الأخوان المسلمون) سبب الإرهاب والدمار للبلدان العربية في عصرنا الحديث وقطر في حالة رعب تستنزف فيه اقتصادها وقواها لتحقيق مآربها في تمزيق الوطن العربي..
يظهر أن قرار المقاطعة من الدول الأربع أصاب قطر في مقتل لتتعرّى كل مفاصلها الإرهابية أمام العالم بأجمعه، فما كان يحاك بسرية تامة، أصبح مفضوحاً، ومكشوفاً، للجميع، وبكل وقاحة، ورعونة، من حكومتها المارقة عن سياسة الإجماع الخليجي والخروج عنه لتحقيق أهدافها في السيطرة على العالم العربي عن طريق تمكين حزب الأخوان الإجرامي من الحكم..
لا تمتلك قطر من الجيوش الحقيقية إلا جيشاً وهمياً من الإعلام المرتزق الذي بدأ مع بث قناة الجزيرة عام ١٩٦٩م والعقلاء يعلمون جيداً أن تلك القناة لم تفتح إلا للخراب والدمار وتأجيج الفتن وإشعالها في الدول العربية، فضحوا مخطط قطر في الإرهاب منذ الوهلة الأولى وكانت السعودية من أول المكتشفين، لكنها تتبع معها سياسة الحلم، والأناة، والنفس الطويل، لعلها ترتدع، بل أن في كواليس سياسة المملكة مع قطر الكثير من المواقف التي تُدينها في تعاطيها مع كثيرالأمور الخطيرة والهامة في استراتيجية أمن الخليج، وموقفها في هذا واضح وصريح ، عندما دخل درع الجزيرة لحماية أمن البحرين عام ٢٠١١م وعدم مشاركتها بل وتحريضها لبعض دول الخليج على عدم المساهمة فيه، ذلك الحين.. وموقفها الآن في التخابر مع الحوثيين في حرب اليمن،
إضافة إلى إطلاق جيشها الإعلامي لمهاجمة المملكة والتشكيك في إنجازاتها، وخلق البلبلة بين أفراد الشعب بأخبار ملفقة وكاذبة ضد السعودية منذ الملتقيات الأنترنتية وحتى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ، وإعادتها لإحياء فكرة تدويل الحج هذا العام مساندة لإيران ومن سبقها من الدول التي ترّوج لذلك، ثم قيامها بمنع مواطنيها من الحج هذا العام بعد أن فتحت المملكة حدودها لتمكينهم من أداء الفريضة وتكفل خادم الحرمين الشريفين باستضافة جميع الحجاج القطريين على نفقة المملكة، وهي تدعي أن السعودية منعت القطريين من الحج، كل هذا لشراء عقول الجهلاء، وجرهم خلف تحقيق أهدافها الشريرة، ومن تلك الأمثلة الهاشتاقات التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق مسميات عدائية ضد السعودية مثل ( المهلكة بدل المملكة – وآل سلول بدل آل سعود- والمملكة العبرية بدل المملكة العربية السعودية.. وتجنيدها لبعض الخونة من الداخل الذين لم يكونوا بمنأى عن أعين الدولة التي قبضت على الكثير من الخلايا الاستخباراتية والإرهابية، لصالح قطر.. الحسابات الوهمية المرتزقة تجاوزت التحريض على السعودية وحليفاتها في المقاطعة ببث الكثير من الحسابات الوهمية للإيقاع بين شعوب الدول المقاطعة بعضهم ببعض، وقد كشف المستشار بالديوان الملكي، ( الأستاذ سعود القحطاني ) وغيره من المواطنين قبلاً، الكثير من تلك الحسابات التي يصل عددها آلاف الآلاف ، يغردون من تركيا، وإيران ، وقطر، ومن مختلف البلدان، بل أن هناك حسابات لأبناء من الأسرة القطرية الحاكمة تغرّد بأسماء مستعارة ضدّ السعودية، ومصر، والبحرين، والإمارات، في عداءٍ صريح ومباشر، بما لا يدع مجالاً للشك في إرهاب قطر وزبانيتها الإرتزاقية.. إلا أن الشعب السعودي الذي تُراهن عليه قطر ومرتزقتها، وجّه صفعة قوية بيد واحدة لقطر التي قامت بالتحريض لتعبئة مظاهرة في المملكة الجمعة الماضية بوسم أطلقت عليه ( حراك ١٥ سبتمبر) ظنة منها أن الشعب السعودي سينجرُّ وراء أهدافها الخبيثة لإحداث الفوضى، والفتنة، ربما لم تكن تعلم أو تعلم أن الشعب السعودي مفطوراً على الوفاء وواعياً، ومدركاً لخطورة مايحدث، ولكنها تتجاهل هذا الموضوع الذي ارتدَّ عليها بلعنة الشعب المخلص لوطنه، وحكومته فأطلقوا وسماً بعنوان ( خراط ١٥سبتمبر) وكلمة خراط بالسعودية تعني ( كلام فاضي) وتحوّلَ يوم الجمعة الماضي إلى ملحمة وطنية، خرج فيها الشعب محتفلاً بوطنه، حباً، ووفاء، وانتماء، وولاءً، رفعوا فيه أعلام الوطن، وصورحكامه، بل وتجديد البيعة لحكومته، لتكون الجمعة الماضية يوماً وطنياً منفرداً متفرداً، صنعه الشعب لوطنه قبل العيد الوطني الرسمي الذي يصادف الأحد القادم.. ليكون للسعودية هذا العام في نهايته وبدايته ( يومان وطنيان) فالشعب السعودي لا يساوم على وطنه فهو بالنسبة له ( خطٌ أحمر) لن يسمح لأي كائن أن يفّتَ في لحمته، أو فتنته، أو وحدته.. قد يختلف السعوديون في أي المسائل العادية التي تهّم الوطن في إصلاحاته، وتنميته، لكنهم يجتمعون ضد أي عدو يستهدف الوطن في لحمته أو حكومته ، وهم أكثر وعياً، ونباهة، مما يتصور الأعداء الذين يريدون إشعاله وتخريبه..
مازال المرتزقة من الإعلاميين المشهورين في قناة ( التخريب- الجزيرة) ومن يتبعهم من جيش الانترنت المرتزقة يرددون على ( المقاطعة كلمة حصار) وأنا أتعجب من غبائهم المتعمد الذي لا يفرق بين المقاطعة التي هي ( شأن سيادي) من حق أي دولة أن تتخذه) لحماية أمنها، والحصار الذي هو ( شأن دولي لا يتم إلا عن طريق مجلس الأمن) ثم أني أتساءل ( كيف وصل اللبن التركي الرائب الذي يتغزل في مذاقه مذيعوا قناة الجزيرة، وكيف وصلت الأطعمة الإسرائيلية ، والإيرانية، والجيوش التركية والإيرانية، إلى قطر وهي محاصرة ؟..